كيف يتعامل القائد الناجح مع أصدقائه وأعدائه؟
    الثلاثاء 9 فبراير / شباط 2016 - 22:57
    عباس الكتبي
    قرأت حكاية لأحد الكتاب، يقول:(إعتدت أن أزاول صيد السمك في منطقتنا كل صيف، وأنا شغوف بالفريز المخفوق بالكريمة، ولكني أعرف أنّ السمك يفضل الديدان، ولهذا تراني عندما أرتحل لصيد السمك لا أفكر إلاّ فيما يعجب السمك فقط! فأنا لا أعلق بالصنارة فريزاً ولا كريمة، وإنّما أضع فيها دودة صغيرة أدليها للسمك وأنا أقول:هل لك في هذه؟).

    الكاتب يريد أن يقول لنا من خلال هذه الحكاية:إن الناس أشكال وألوان، مختلفون في طبائعهم، ولا يمكن أن نتعامل معهم، وأن نحدّثهم وفق رغباتنا وطبائعنا، ونجبرهم على ذلك، فقد لا يوافقونا في ما نحب، لذا يجب أن نحدّثهم فيما يحبون ويرغبون فيه، لذا ندلهم على طريقة للحصول عليهم، هذا إذا أردنا التأثير فيهم!

    أغلب الحكومات الفتية ان لم يك جميعها، لها أصدقاء وأعداء، فعلى القائد الناجح، أن يعرف كيف يتصرف معهم، فأمّا الأصدقاء عليه أن يتمسك بعلاقته معهم، ويجددها ولا يفرط فيها، فعن الإمام علي عليه السلام، قال:(إختر من كل شيء جديده، ومن الإخوان أقدمهم).

    أمّا الأعداء، فصنوفهم متعددة، منهم من له غايات سياسية، وأخرى بدوافع إقتصادية، وبعضهم له أهداف عقائدية، ومنهم القوي والضعيف، فينبغي على القائد أن يحسن كيفية التعامل معهم، حسب طبيعة الظروف، ومعطياتها ومستجداتها المحيطة به، وخذ إليك مثلاً: كيف تعاملت إيران مع أمريكا؟حول الملف النووي، بالرغم من إنهما عدوّان!

    ينقل المؤرخون حادثة، هي:إن أحد قادة جيش النبي"صلواته تعالى عليه وآله"، عندما أخذ ينادي حين دخول مجموعته العسكرية مكة من إحدى مداخلها:
    اليوم يوم الملحمة    اليوم تسبى الحُرمة
    غضب النبي لهذا الشعار وقال رداً عليه:
    اليوم يوم المرحمة    اليوم تصان الحُرمة
    ثم عزله عن قيادة المجموعة، وأمّر آخر مكانه، بعد ذلك أمّن كل من دخل المسجد الحرام، أو بيت أبي سفيان -وكان أشد أعدائه- أو ألقى السلاح.

    في العراق الديمقراطي الفتيّ، لم نشهد قيادة ناجحة، أسرّت صديقاً لنا وحافظت عليه، ولا غاضت عدواً، ولا عرفت كيف تتعامل معه!؟بل وجدنا قادة مأزومين، لم يتنج عنهم سوى أزمات وإضطرابات، سياسية وإقتصادية، أفسدت البلاد والعباد!
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media