صدر كتاب "دراسات اجتماعية - إقتصادية معاصرة" .. ترجمة الدكتور هاشم نعمة فياض
    الجمعة 12 فبراير / شباط 2016 - 16:05

     صدر عن دار الرواد المزدهرة ببغداد عام 2015، كتاب يحمل عنوان "دراساتاجتماعية-اقتصادية معاصرة" لمجموعة من الباحثين، ترجمة د. هاشم نعمة فياض،ومما ورد في الكتاب

       في السنوات الأخيرة، نُشرت بحوث ودراسات ومقالات معمقة وذات مستوى أكاديمي، وفقمنهجيات متعددة، بالأخص باللغة الانكليزية، عالجت مواضيع مختلفة تندرج ضمنالدراسات الاجتماعية- الاقتصادية، على مستوى العراق، والعالم العربي، والعالم،ومواكبة لما يكتب، وحرصا على الإطلاع عليها، قمنا بترجمة عدد منها في فتراتمختلفة، لعلنا نساهم في سد بعض النقص في المكتبة العربية في المواضيع المبحوثة.وتسهيلا للاستفادة منها من قبل الباحثين والدراسين والقراء عموما، ارتأينا جمعهاونشرها في هذا الكتاب. وقمنا بترتيب محتويات الكتاب بحسب معالجته للجوانبالتاريخية والسياسية والاقتصادية والبيئية والسكان والهجرة. وقد حرصنا على تثبيتالمراجع والمصادر المترجم عنها بلغتها الأصلية في نهاية كل موضوع، بشكل يسمح لكلمن يرغب بالاستزادة بالرجوع إليها.

     

        بالجانب التاريخي، وفي كتاب "المدينة في بلاد ما بين النهرين قديما" يرد بأن دراسة المدن في هذه المنطقة يفترض أن تأتيفي مقدمة أولويات المؤرخين المهتمين بحضارتها، إلا أن عددا قليلا منهم أعطىاهتماما خاصا لهذا الموضوع، علما كانت المدينة لآلاف السنين تقرر اوجه حضارة مابين النهرين. ولم تشهد هذه المنطقة فقط انبثاق أول حضارة مدنية في التاريخ بل كانتكذلك ذات مجتمع أكثر حضرية (مدينية) في زمانها. 

     

        وفي كتاب "الحياة اليومية في بلاد ما بينالنهرين قديما"، يتبين أن البنية الاجتماعية والطبقية فيبلاد ما بين النهرين كانت تقوم على الاقتصاد حيث ينقسم المجتمع إلى مجموعتينالأولى تضم أولئك الذين يملكون وبالأخص الأراضي والثانية تضم التابعين إلى الأثرياءمن الفقراء والمعدمين. وفي مجال الابتكار تفوق البابليون على جيرانهم في الشرقالأدنى القديم في معرفتهم بالفلك والرياضيات. واحتفظ البابليون والآشوريون بسجلاتمفصلة لملاحظاتهم عن مواقع وحركات الأجرام السماوية وغير ذلك من الإنجازات العلمية.

     

        بالجانب السياسي، يضم الكتاب عددا من الدراسات والمقالات منها ما تخص السياسةالرسمية المعلنة للدول الغربية تجاه الحرب العراقية-الإيرانية وهي البقاء علىالحياد وعدم تزويد كلا الطرفين بالأسلحة. لكن هذه السياسة كانت منافقة لان الواقعكان غير ذلك تماما. فقد كانت الدول الغربية تزود الطرفين بالأسلحة لكي تتواصلالحرب أو تنتهي بدون نصر واضح لأي طرف. وهذا ما يتم كشفه بالأدلة الموثقة. ومقالة"صدام يغتال رجل دين" التي تبين كيفيةتصفية صدام حسين لمعارضيه.

     

        وتبرز مقالة"أولوية بوش في العراق ليستالديمقراطية"، أن الديمقراطيين والمحافظين الجددخارج الإدارة الأمريكية كانوا يعتقدون بأن أمريكا يمكن أن تكون في أمان إذا سارت بقيةدول العالم على المفهوم الأمريكي. وطبقا لذلك فهم يفضلون نشر المزيد من القواتالأمريكية وصرف المزيد من الأموال من أجل بناء عراق مستقر وديمقراطي، في حين لا يشاطرالقوميون المتشددون هذه الرؤية وهم يعتقدون بأن أمن أمريكا يتطلب في المقام الأولهزيمة أعدائها واجتثاث التهديدات التي تواجهها.

     

        ويرد في كتاب "أمريكا عند مفترق طرق.."، أن منظريالفكر المحافظ الجديد اقترحوا في السنوات التي كانوا فيها خارج السلطة قبل انتخاباتعام 2000 أجندة السياسة الخارجية الأمريكية التي تتضمن تغيير الأنظمة والهيمنةالمُحسنة والتفرد الأمريكي لتكون علامة فارقة في السياسة الخارجية لإدارة بوش.

     

       وتعالج دراسة "الفدرالية في أوروبا وأمريكا اللاتينية.." تجاربالفدرالية مع التركيز على الجانب النظري، علما أن هذا النظام حظي بقدر كبير منالمعالجة والاهتمام في السنوات الأخيرة. رغم أن المؤسسات الفدرالية لم تكنبالتأكيد جديدة، لكنها أصبحت أكثر بروزاً نتيجة تأثيرات مترابطة لأربعة اتجاهاتواسعة الانتشار ومتزامنة تقريباً: الدمقرطة، الليبرالية الاقتصادية، اللامركزيةومساوئ النزاعات الداخلية المسلحة.

     

       وتفحص مادة "النفط والفدرالية.. حالة نيجيريا" السعي لتطبيق النظام الفدرالي كوسيلة لدمج المكونات السكانية المختلفة في المجتمعات التيتتميز بالتنوع من أجل بناء نظام حكم موحد، وفي نفس الوقت بقاء الهويات الإثنيةتتمتع باستقلالها، وهنا يتم التركيز على العلاقة بين عوائد النفط والفدرالية.

       ويتضحمن كتاب "ظاهرة طالبان .. أفغانستان 1994-1997"، أنه منذ أن اجتذبتطالبان اهتماما دوليا نشر الكثير عن اصلها وتوجهاتها وإمكانياتها. وعبر الكثير منالمراقبين عن آرائهم في قوة وضعف طالبان. لكن لم تنشر دراسة شاملة، حول هذهالظاهرة الجديدة، التي ظهرت بشكل مفاجئ في الأفق الأفغاني.  لذلك تعرض الدراسة تقييما لأصل حركة طالبان وأسبابنجاحها وإخفاقاتها وتأثير التقسيم الإثني على مستقبل أفغانستان.

        وفي كتاب" السياسةالأوروبية في تحول" يرد بأنه جرى تحديثالمؤسسات السياسية الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية حيث تحولت السلطة منالبرلمان إلى المؤسسات التنفيذية. على افتراض أن ذلك يساهم في سرعة وتماسك صناعةالقرار السياسي. وقد صممت البرلمانات لتمثل مختلف المصالح لخلق نوع من التوازن فيالمجتمع.   

       وبحثت دراسة"القوة السياسية لوسائل الإعلام الاجتماعية.." في انتشار الانترنت منذأوائل التسعينات، حيث نمت شبكات السكان المرتبطة به في العالم من ملايين قليلة إلىمليارات. وخلال نفس الفترة، أصبحت وسائل الإعلام الاجتماعية حقيقة من حقائق الحياةبالنسبة للمجتمع المدني على مستوى العالم، مع إعطاء أمثلة من بلدان مختلفة عنمساهمة هذه الوسائل في تغيير الأنظمة السياسية.

     

        وفي دراسة"فهمثورات 2011 .. ضعف الأنظمة المستبدة في الشرق الأوسط "يتمالتعمق في بحث أسباب موجة الانتفاضات التي اجتاحت الشرق الأوسط ويشار إلى أن لها تشابهاملحوظا مع الزلازل السياسية التي حدثت في الماضي، مثل ما حدث في أوروبا عام 1848.لكن انتفاضات عام 2011 قاتلت شيئا مختلفا تماما يتمثل بدكتاتوريات"سلطانية". ورغم أن هذه الأنظمة تبدو وطيدة، في الغالب، لكنها فيالحقيقة تكون شديدة التأثر، بسبب من أن الاستراتيجيات التي استخدمها للبقاء فيالسلطة جعلتها هشة، وغير مرنة.

     

         وبالجانب الاقتصادي، بحث كتاب "الدولةوالمجتمع: مسألة التحول الزراعي في العراق.." دور الدولة فيالتحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي شهدها الريف العراقي والمجتمعالعراقي بشكل عام منذ بداية القرن العشرين. ويحاول المؤلف تحديد مدى تدخل الدولةفي التحول الزراعي واكتشاف تأثير الدولة في صياغة شبكة العلاقات الاجتماعيةوالاقتصادية في المناطق الريفية. ويبين كيف أن التحول الزراعي هو جزء من عمليةاكبر للتحول البنيوي تتضمن تغيرات كبيرة في اهتمامات الدولة وعلاقاتها بالتنميةالاقتصادية والقطاع الزراعي.  لقد شجعتالدولة توغل الرأسمال الخاص في الزراعة بواسطة توفير محفزات مختلفة. وهذا لم يأخذطريقه بدون تدمير الإنجازات الاجتماعية والاقتصادية لبرامج الإصلاح الزراعي.

     

        وعالجت مادة"الاقتصاديات العربية.. الشفافية والعولمة وأزمة المياه " المؤتمرالعالمي الذي عقد تحت عنوان "التطورات الاقتصادية الجديدة وتأثيراتها علىالاقتصاديات العربية" والذي بحث في المحاور الرئيسية الآتية: العولمة والإقليمية،أزمة المياه والبيئة، التغيرات التكنولوجية والنتائج الاقتصادية لعملية السلام.

     

        وفي مادة "ملاحظاتفي جغرافية التنمية والتخلف" تمت الإشارة إلى أنه منذ فترة طويلة اهتمالجغرافيون وعلماء الاجتماع الآخرون بالتفاوت الاجتماعي والاقتصادي الموجود سواءبين الدول أم بين المناطق. وقد ساهمت اعمالهم في فهمنا للتنمية، لكن المساهمةالمميزة للجغرافيين تتحدد بأنهم ينظرون لعملية التنمية بإطارها الواسع والشاملوالذي يدمج الخاصيات البشرية والبيئية للبلد مع إرثه التاريخي الفريد وعلاقاته معالبلدان الأخرى.

        وتُظهر مقالة "العولمة تعمّقعدم التوازن" بأن للعولمة منافع كثيرة بالنسبة للبعض ولكن بالنسبة لغالبيةسكان العالم تعني فقط مزيداً من الفقر. وبأن خصخصة قطاع المعرفة لا يقود بصورةاوتوماتيكية إلى المنافسة. فكثير من التحولات قادت في السنوات الماضية إلى المزيدمن احتكار المعرفة.  

     

        وتناولت دراسة "رأسمالية الدولة عصر يتشكل .." التطوراتالأخيرة التي اعقبت الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، حيث في الولايات المتحدة، وأوروبا، والكثير مندول العالم المتقدم، تهدف الموجة الأخيرة لتدخل الدولة التخفيف من أضرار الركودالاقتصادي العالمي الحالي واستعادة الاقتصاديات المريضة لعافيتها. في حين أن طبيعةالتدخلات المماثلة في الدول النامية حيث تسيطر الدولة بقوة على الاقتصاد تشير إلىرفض إستراتيجي لعقيدة السوق الحرة.

     

         وبحثت دراسة "الرأسمالية وعدمالمساواة"، في تزايد التفاوت، في كل مكان من العالم الرأسمالي ما بعدالصناعي. ورغم اعتقاد الكثيرين في صفوف اليسار، فإن هذا التفاوت لا ينتج منالسياسة، ولا السياسة من المتوقع بمقدورها أن تعكس ذلك، لأن المشكلة ذات جذور أكثر عمقا. حيث أنالتفاوت يكون نتاجا حتمي للنشاط الرأسمالي، وتوسع تكافؤ الفرص يزيد منه فقط.

     

        وفي جانب البيئة والتنمية، لخصتمادة "التنمية المستديمة في المناطق الجافة" البحوث التي قدمت في المؤتمرالعالمي حول التنمية الصحراوية في دول الخليج العربي، حيث توزعتالبحوث إلى ثمانية محاور؛ شملت الأفاق العالمية والإقليمية، الخليج وتأثير الحرب،تقييم السيطرة على تذرية الرمال والكثبان الرملية والاستشعار عن بعد وتطبيق نظامالمعلومات الجغرافية، تقييم وإدارة وتحسين الأراضي الهامشية، إدارة وتحسين المياهوالتربة، إدارة وحماية التنوع البايولوجي (الأحيائي) والتنمية الاجتماعية-الاقتصادية.

     

        وتناولت مادة "الملامح المميزة لمشاكلالبيئة في المرحلة الحالية" ما تميزت به العقود الأخيرة، من التدهور الحاد فيمكونات البيئة الطبيعية؛ لذلك تظهر الأهمية الاجتماعية والاقتصادية الجديدة لمشاكلالبيئة أن علاقات الانسان بالطبيعة قد دخلت في مرحلة من التطور ذات أهمية كبيرةبالنسبة إلى حاضر ومستقبل الاجيال القادمة، إضافة الى آفاق تنمية القوى المنتجةعلى المستوى الوطني والعالمي، ومن هنا تأتي المطالبة بسياسات لحماية البيئة تأخذفي الاعتبار الجانب السياسي الدولي منها.

     

       وحللت دراسة "المتغيراتالمناخية الأخرى.." عملية خفض انبعاثات مواد الكربون الممتصالخفيف (يعرف الكربون الأسود) والغازات التي تكون الأوزون مجتمعة، هذه الملوثاتالتي تشكل تأثيراتها المدفئة حوالي 40-70% من تلك العائدة لثاني أكسيد الكربون. إنالحد من وجودها في الغلاف الجوي هو أسهل وأرخص، وهذا الاقتراح يمكن تحقيقه منالناحية السياسية أكثر مقارنة بالمقترحات المألوفة أكثر لإبطاء تغير المناخ وسيكونله تأثيراً فورياً.

         وفي جانب السكان والهجرة، عالج كتاب "أوروبا: قارة واحدة وعوالم مختلفة.." التطورات الديمغرافية في أوروبا في المستقبل التي سوف يكون لها تأثيرٌ رئيسيٌعلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية. فازدياد شيخوخة السكان مثلا سيؤثر في أنماطالاستهلاك وطلب الرعاية الاجتماعية والتقاعد وعرض العمل. ونمو السكان له تأثير علىظروف البيئة الطبيعية وعلى سوق السكن بينما الزيادة في السكان ذوي الأصول الأجنبيةسوف يكون لها نتائج اجتماعية بعيدة المدى. وتمت مناقشة سيناريوهين للسكان للنصف الأولمن القرن الواحد والعشرين شملت 33 بلدا أوروبيا.

     

        وحلل كتاب"المهاجرون والتمييز العنصري.. الجزائريون في فرنسا1900-1962" بعمق العلاقة المتبادلة بين الاستعمار والهجرة. حيث درس وضعيةالجزائريين في فرنسا من ناحية الهوية الوطنية والجذور التاريخية للعنصرية تجاههم.فخلال العقود الأخيرة أصبحت الهجرة إلى فرنسا، واندماج الأقليات الاثنية،والعنصرية موضوعات مركزية في السياسة الفرنسية. ويدور النقاش السياسي المكثف حولمستقبل الأقليات الإثنية (العرقية) وهل سوف تندمج تدريجيا في المجتمع الفرنسي أوتكون جيوب عسيرة الهضم تهدد وحدة الشعب الفرنسي.

     

        وأشارت مقالة "الهجرة السكانية وتجارة البشر في الشرق الأوسط"إلى أن الهجرة في هذه المنطقة نادرا ما تحظى بتغطية الإعلام الغربي، حيث يرتبط "الشرقالأوسط" بشكل نموذجي بقضية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وجيوبولتيك النفط أوأكثر حداثة بالحرب في العراق. هدف هذه المقالة  اثبات أن هناك اهتماما متزايدا في المنطقة بموضوعالهجرة خصوصا تجارة البشر منها.

     

        وعالجت مقالة"الهجرة السكانية وظاهرة العولمة" التغيرات التي حدثتفي طبيعة حركية السكان بين نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرينمدعومة بشكل رئيسي بالعولمة الجارية ونتائجها غير المباشرة السياسية والتكنولوجيةوالاقتصادية. فقد شهدت علاقات المناطق التي كانت مرتبطة مع بعضها بواسطة الهجرةالدولية توسعا وباتت أكثر تعقدا من خلال أشكال مختلفة من حركية السكان نتجت عنالتغيرات في أسلوب الحياة والاستهلاك والتحولات الاقتصادية والسياسية.

     

     

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media