في كلام مأثور عن عالم الفيزياء البيرت اينشتاين يقول فيه ما نصه:
الترجمة:
"العالم مكان غير آمن للعيش فيه، ليس بسبب وجود الناس الشريرين فيه، ولكن بسبب الناس الذين لا يتخذون اجراء ضده."

كلام اينشتاين هذا تبلوره المسيرة التراجيدية للعنصر البشري منذ وجوده على سطح هذا الكوكب وخلال عملية تطوره منذ ملايين السنين. هذه المسيرة يشوبها الاستغلال والقهر والقتل، وبينما العنصر البشري يتخبط في مسيرته التراجيدية وضع النظريات والافتراضات التي منها علمية ومنها دينية كي يجد معنى لوجوده المبهم والمجهول حتى ظهور نظرية التطور لدارون والتي اثبتت ان الانسان لم يخلق من قبل الهة في السماء وانما تطور من موجودات بسيطة وعلى مدى 3.5 بليون عام من التطور حتى يظهر العنصر البشري المتوحش، متوحش لأنه تطور من حيوانات متوحشة. ربما ينظر البعض لهذا الكلام بأنه تشاؤمي ولآكنه الحقيقة كما أثبتها العلم.

فالفرد البشري، أي كان وباي مكان يتواجد يصبو الى ان يعيش حياته دون ان يستغل او يقتل من قبل الآخرين. ان هذا الوضع المأساوي للإنسان والموجودات الحية الأخرى تحسسه اجدادنا السومريون قبل ما يقرب من سبعة آلاف عام وهم يبنون اول حضارة على سطح هذا الكوكب، وتجد هذه التساؤلات في ملحمة جلجامش وحوار بين السيد وعبده.

لهذه الاسباب ابتدع السومريون فكرة الحكومة التي يجب ان تمثلهم وتقوم بأدارة شؤونهم وتحميهم من شر الأقوام الأخرى التي لاتزال متوحشة. هذه الحكومة التي طمح لها الأنسان يتفاعل في جيناتها الديناسورية جينات الاستغلال والقتل والنهب والسلب.

نظرية التطور لدارون استنتجت المبدأ الذي تسير ضمنه الموجودات الحية الا وهو "البقاء للأصلح" وهذا المبدأ بدأ يرفضه الدارونيون ويرفضون تطبيقه على العنصر البشري الذي قطع شوطا لا باس به من التحضر. ويقول الفيلسوف الإنكليزي توماس هوبز: " الانسان ذئب لأخيه الإنسان، والعالم هو غابة من الذئاب، وإذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب.

 وادي الرافدين وبعد ان طمس حضارته العريقة اعراب الربع الخالي حولوه الى غابة من الذئاب يأكل بعضنا بعضا وعملوا به حسب قانون البقاء للأصلح، ولاكن الأصلح هنا ليس بعلمه وحكمته ولاكن بسيفه وبحسب القيم البدوية.

فهذه الحكومة التي تحكمنا اليوم والتي حكمتنا قبلها، أصبحت هي مجموعة الذئاب التي حولت هذا البلد الى غابة من الذئاب. وهذه الذئاب منغمسة بافتراس ولد الخايبه والذين ليس بأماكنهم ولا من اخلاقيتهم ان يكونوا ذئابا، والاصلح هنا من يسرق أكثر من قوت ولد الخايبة ويبني الامبراطوريات العقارية في داخل العراق وخارجه.

فنحن، يا أبناء الرافدين، من يقصد آينشتاين بجعل العراق مكانا غير آمن للعيش فيه بسبب عدم اتخاذنا اجراء ضد غابة الذئاب التي تحكمنا.