غاندي ونلسون مانديلا وجيفارا وكاستروا ومارتن لوثر وماو وسيمون بوليفار وتشافيز وغيرهم الكثير من المصلحين والثوار  والقادة الكبار بدأت مشاريعهم  في التغيير والثورة مشاريع فردية او مع أفراد  ومن ثم توسعت قاعدتهم وقادوا نضالات وثورات وحروب ، منهم من قُتل ومنهم من سُجن ومنهم من شُرد ومنهم من قَطف ثمار ما زرع ، مشاريع كل هؤلاء انتصرت والتفت شعوبهم والاحرار من البشرية حولهم  وتركوا بصمات وارثاً لا يمحى من وجدان البشرية .

بريطانيا ايام جبروتها يوم كانت امبراطورية لا تغيب عنها الشمس ، لم تتوقع ان يتمكن رجل قصير وضعيف البنية مثل غاندي من اخراجها من الهند صاغرة .
دخل كاسترو ورفاقه هافانا فاتحين وهم قلة من الثوار ، لقد اذهلهم التفاف الكوبيين حولهم . انتصر السيد حسن نصر الله وحزب الله واخرج اسرائيل وجيشها العرمرم من جنوب لبنان مهزوما ولم تتجاوز إعداد مقاتلي حزب الله الثلاثة آلاف مقاتل امام جيش مسلح حتى بالسلاح النووي ، وكانوا قد هزموا جيوش الدول العربية في كل الجبهات .

اصحاب المشاريع  الوطنية ممن يمتلكون الغيرة على وطنهم وشعبهم لا تهمهم قلة أعدادهم وكثرة وقوة خصومهم .

اكتب هذا لأَنِّي شعرت بالمرارة بادية على تصريحات البعض من النواب المعتصمين بعد انسحاب كتلة الأحرار من الاعتصام ، وبعد ان اوغل الطرف الاخر بحصار المعتصمين وقطع المياه عنهم وغلق قاعات الاجتماعات وتعطيل الدوام وغلق الاتصالات ومنع الصحفيين والاعلاميين من الاتصال بهم ويهددونهم  باقتحام قوات الأمن لفض اعتصامهم بالقوة  ووصل الحال بتجار قريش الى منع وفد اوربي جاء ليلتقيهم. ايها المعتصمون الأحرار لقد حاصرنا صدام من قبل ان يحاصركم تجار قريش ومنع عنا الستلايت والموبايل والاتصال والسفر وكان يظن انه سيحجب عن العراقيين روح الثورة ، لكننا انتفضنا في العام ٩١ وهزمناه لولا صفقة أبرمت بليل بين أمريكا والسعودية وصدام. كانت تلك الصفقة طعنة في ظهر العراقيين وحبل إنقاذ لصدام ، وانتم محاصرون تذكروا حصار وأذى تجار قريش لمحمد ص وللمسلمين الأوائل.

 ياسادة يا كرام  أنتم اصحاب مشروع  وطني واغلب العراقيين معكم فلا تحسبوا حساب زيادة او نقصان إعدادكم ، المهم ان قلوبكم معتمرة بالايمان المطلق بعدالة قضيتكم ، وسينتصر مشروعكم الوطني حتى لو أخرته صفقات دول الجوار ومهما طال الزمن  .
 دروس التاريخ علمتنا ان الطغاة والمستبدين واللصوص والخونة هم من يُهزمون والشعوب هي من تنتصر دائما  .
هل سمعتم عن سيل أوقفه جدار متهاوي ؟.

التفاف كل دول الجوار والإقليم وحتى أمريكا وان قال اوباما بالقمة الخليجية : "ما يحصل في العراق شأن داخلي"، وقوف هؤلاء ضدكم دليل إضافي على ان مشروعكم وطني وكل هذه الدول لا ترغب ولا تريد ان يكون العراق سيدا قويا يملك قرارا وطنيا بحتا .
دول الجوار وحتى الإقليم  يرعبها عراق مستقل وقوي  لان مصالحها في عراق ضعيف مفكك تتقاسمه الثعالب .

كنت على يقين أنكم على حق منذ اليوم الاول لاعتصامكم ، لكني ومعي  الكثير من الكتاب والنخب واغلب العراقيين أصبحنا اكثر يقينا أنكم ونحن معكم على حق بعد التدخلات الفجة لسفراء دول الجوار وأمريكا وعملهم على اجهاض اعتصامكم .

يكفيكم فخرا ان اغلب الفاسدين المعروفين وعبيدهم  ومرتزقتهم هم من يقفون في الخندق المضاد .

امضوا بالعزيمة والارادة ذاتها لان إرادة الشعوب تنتصر حتما . وانكم الان اكثرية الأكثرية بِنَا نحن العراقيين وهم أقلية الأقلية . لست انا من يقول ذلك ، نبض وقلوب وسواعد العراقيين ودعاء المغدورين والمسروقين والثكالى والأرامل وأمهات الشهداء والجرحى والمرابطين على خطوط قتال داعش كل هؤلاء قلوبهم معكم ويدعون لكم بالنصر .

عطشنا الى الكرامة والوحدة الوطنية والنزاهة ونظافة اليد تهون دونه كل الصعاب ، فلا طوابير جندرمة السلاطين ولا تصفيق منتفعين ولا اصطفاف لصوص وعملاء يتمكنون من لي اعناق تبنت مشروعا وطنيا .  اعلموا ان  ارادة الملايين من العراقيين خلفكم وهي وقودكم للوصول الى منصة النصر لتتوَجوا بإكليل الكرامة الوطنية وهو ارفع وأغلى وسام بعد ان غمرتنا أطيان مواقف عمالة تجار قريش وكبيرهم "ابو سفيان ".

 وأنتم في طريق المعالي لجني ثمار وقفة العز التي وقفتموها تذكروا شعر المتنبي:
"وَلا بُدّ دونَ الشّهدِ من إبَرِ النّحلِ".

لكم في قول سيد البلغاء وامير المتقين علي ابن ابي طالب خير عون:
"لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه"


حسن الخفاجي
23/4/2016
hassan.a.alkhafaji@gmail.com