تيّار الحرافيش يحسم معركة الإصلاح لصالح تيّار المحاصصات
    الأربعاء 27 أبريل / نيسان 2016 - 12:54
    أياد السماوي
    نستطيع القول الآن أنّ معركة الإصلاح والتغيير التي قادها النوّاب الأحرار في مجلس النوّاب والتي انتهى فصلها الأول يوم أمس الثلاثاء , بانتصار تيّار المحاصصات وعودة رئيس مجلس النوّاب ونائبيه المقالون , قد أفرزت ثلاثة تيّارات سياسية على الساحة العراقية , التيّار الأول هو تيّار النوّاب الأحرار العابر للطوائف الذي قاد انتفاضة الإصلاح وأقال رئاسة مجلس النوّاب في جلسة دستورية صحيحة لا غبار عليها , والتيّار الثاني هو تيّار المحاصصات المتمّسك بنظام المحاصصات والرئاسات الثلاث وتوافقات كتل المحاصصة والفساد في الحكومة , والتيّار الثالث هو تيّار الحرافيش الذي يقوده مقتدى الصدر والذي حسم معركة الإصلاح في جلسة الغدر يوم أمس الثلاثاء .

    وكما قلنا في مقالنا السابق ( سيناريو ما بعد الانسحاب الغادر ) في 21 / 4 / 2016 , أنّ انتفاضة النوّاب الأحرار على نظام الفساد والمحاصصات والتي كانت على وشك تحقيق أهدافها , قد تعرّضت للخيانة والغدر , وفرصة الخلاص من نظام الفساد والمحاصصات التي وفرّتها هذه الانتفاضة قد تلاشت وتبخرّت , وجلسة انتخاب رئيس جديد لمجلس النوّاب مع نائبيه لم تعد ممكنة بعد انسحاب نوّاب مقتدى الصدر , وقلنا أنّ سليم سيجتمع وسيحقق النصاب بفضل نوّاب مقتدى , وهذا السيناريو الذي توّقعناه قبل ستة أيام قد تحقق بالكامل بفضل تيّار الحرافيش وقائدهم .

    والحقيقة أنّ تيّار الحرافيش تيّار واسع وكبير ويضم شريحة واسعة من طبقات الشعب المسحوقة والمحرومة من سكان الحافات وأحياء الصفيح , وبسبب الجهل والأميّة المتفشيّة بين صفوف هذه الشرائح المسحوقة وبسبب الفقر والعوز وإهمال الحكومات التي تعاقبت لهذه الشرائح , استطاع مقتدى الصدر ان يكون قائدا لهذه الشرائح يسيرّهم كيفما يشاء وكيفما يحب , واستطاع أيضا أن يؤسس منهم جيشا يهدد به الدولة والنظام والقانون في أي وقت وفي أي مكان , ومشكلة هذا التيّار أنه يخضع لقيادة رجل ليس بسياسي ولا يقيم وزنا لمصلحة البلد والشعب , خصوصا حين تصطدم هذه المصلحة مع نوازعه وأحقاده الشخصية , ولهذا فمن يتابع مواقف هذا التيّار وقائده منذ نشأته وحتى هذه اللحظة , سيجد أنّ هذه المواقف لم تخرج عن نزعات هذا القائد وسلوكياته .

    وما حصل يوم أمس الثلاثاء في مجلس النوّاب سببه الأول والأخير هو انقلاب نوّاب تيّار الحرافيش على زملائهم النوّاب الأحرار وانضمامهم إلى جبهة تيّار المحاصصات , وللتأريخ أقول .. أنّ تيّار الحرافيش بقيادة مقتدى الصدر هو الذي أعاد سليم الجبوري ونائبيه إلى رئاسة مجلس النوّاب من جديد , وهو الذي رجّح كفة تيّار المحاصصات في هذه المعركة الحاسمة من تأريخ بلدنا وشعبنا , وهو الذي وئد انتفاضة النوّاب الاحرار ضد نظام الفساد والمحاصصات , وهذا لا يعني أنّ موقف كتلة بدر وقائدهم هادي العامري كان مشرّفا أو صحيحا , ونفس الموقف ينسحب على المرجعية الدينية العليا التي أدارت ظهرها للتغيير والإصلاح .

    الكاتب / أياد السماوي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media