الحامون لإرث صدام ..عمائم ...وبدلات زيتونية ... في وضح النهار...فأين أمسى النظام الجديد من الاعراب!!!
    الأربعاء 27 أبريل / نيسان 2016 - 21:24
    أ. د. حسين حامد حسين
    مفهوم الشرف "ولا نقصده بمعناه المبتذل" ، في سياسات الرئاسات الثلاث وبين الكتل السياسية المنحرفة حصرا، اصبحت كلمة لها معنى نسبي . وأكثر مما تعنيه ، هو ان يحقق هؤلاء مصالحهم بلغة الغدر وتبني الظلم والوقوف ضد مصالح شعبنا ، ليصبح هؤلاء الاكثر "شرفا" ومنزلة من غيرهم في المجتمع!  فهؤلاء أثبتوا انهم قد محوا كلمة العفة والاصالة من قواميس لغة اخلاقهم وبدأوا يتعاملون بدناءة النفس التي تستطيع ان تتقبل تحت جميع الظروف والاحوال "مصالحهم" حتى لو من خلال وصمهم بالخيانة الوطنية ، فهو النوع المقبول هذه الايام من اجل توفر "الاحترام" ، لان ذلك يمثل نوعا من دهاء لهم . وإلا ، كيف يمكن تفسير مواقف هؤلاء بعد قيامهم بمحاصرة النواب الشرفاء المعتصمون واسقاط اهدافهم الحرة من اجل خير شعبنا ، وثد تعاملوا مع هؤلاء الاحرار ، تماما كتعامل أمن صدام مع الناس من قبل. ولقد رأينا كيف خرست حكومة العبادي ، كخرس الحبلى التي تمر بعسرة في المخاض . فمن لا تردعه الكلمة المهينة ، فسوف لن تردعه شياءا اخرى اكثر أنحطاطا .  
    الحياة العراقية هذه يجب أن تتغير باذن الله تعالى . فكفى سقوطا أخلاقيا في السلوك والتعامل والتمرغ باوحال عار الخيانات. كفى انحدارا في قذارة النوايا والاستمتاع بذلة التمرغ بهوان التجاسر على الاحرار الوطنيين الشرفاء من نوابنا الذين خسروا معركة ولم يخسروا حربا . فقد وقف شجعاننا يدوسون باقدامهم نهجا لم تألفه الاخلاق العراقية ، ولن تألفه كرامة لعراقي من قبل . لقد فعلوا كل ما في وسعهم ، فكانوا في حدقات عيون شعبنا دموعا من اجل فرح قادم قريب باذنه تعالى . فهم الاسمى والاشجع من كل الرعاديد وهم يقومون بتعرية خيانات سياسيين سقطوا الى الحظيظ بقياسات كل انسان شريف.
    فلا رجاء أو أمل من رئاسات الثلاثة وصلت في خاياناتها وتطاولها في ألصلف مع الكتل الشيعية والسنية التي تصطف مع بعضها البعض للاستمرار بالهيمنة على مقادير شعبنا وسرقة حقوقه وقتل روحه.  فهؤلاء وان تم انتخابهم ، ولكنهم ، فقدوا شرعيتهم بعد ان ساروا في طريق الحرام واللصوصية ، وهم الذين أقسوا على صيانة العراق وافتداء شعبنا ، لكنهم اليوم يقفون بعناد من اجل اعادة دكتاتورية جديدة اخرى والهيمنة على المصالح الشخصية بنوع من قذارة وصلف لا نجده حتى بين المجرمين. 
    هذه الدنيا العراقية تزداد قبحا كل يوم بوجود هذه الكتل الشيعية والسنية التي يجب ان ينتهي وجودها السياسي فتحاكم وترمى وراء القضبان لأنها خطرا على الوجود العراقي في احالتها الحياة الى كومة من أزبال وجعلتها أكثر كأبة وضجرا . أنهم يعيدون رصف الباقي من طرق حياة ، كان الامل فيها ان تكون جديدة في معطياتها ، وفق هندسة خرائط الماضي اللعين نفسه فيتعاملوا مع شعبنا ، تماما ، كما كان المقبور يتعامل معهم. يتعاملون من خلال الغوص في قذارة الزمن الذي ظننا انه ولى واندثر ، لكنهم استعادوا واجهاته في القتل والتشريد والتعامل مع كل فاسد والالتقاء مع كل مجرم غادر من الامس . هؤلاء هم "اذناب"  المقبور صدام من بعده ، وبركوبهم موجة الديمقراطية الصورية ، جعلوا طريقهم الجديد نحو تعميق الفقر والارهاب والجريمة وضياع الشعب في متاهاته وتركه يعيش معاناته الطويلة الى ما لا نهاية. فما حصل بعد 2003 والى الان ، كان مجرد تمثيلية هزيلة ساخرة تمت من خلال عملية "تسليم واستلام" للسلطة بين الغاشمين الانذال مع من هم اكثر شرا منهم . وجدوا هذا الشعب تائها ، فاستغلوا بؤسه وهو يرنوا نحوا حياة كريمة ، فسارع الى رفع رايته البيضاء ، فظل لزمن طويل صامتا على كل ما يلقاه من عنت هذه الكتل السياسية المجرمة الرعناء ، الامر الذي شجع هؤلاء على الهيمنة على مقاديره بشكل اعظم جاعلين من خنوعه منهجا للكفر به. امتصوا رحيق عمره ، ونفثوا فيه الشناعة ، وأحلوا عليه جرائما لم يكن يعرفها من قبل . وبعد فوات الاوان ، وبعد ان استفاق ، وجد شعبنا نفسه في غياهب ألاسر لميليشيات دول دخلت في الدولة نفسها فمزقتها شر ممزق ، الامر الذي أصبحت مناطحتهم تحتاج ثمنا باهضا جدا.
     صدام اليوم في وجهه الاخر ، خلع بدلته العسكرية ، وارتدى العمامة . وربما يكون نادما اليوم لانه لم يكن ليدرك ، انه كان يتعين عليه ان يرفع هو الاخر شعارات هؤلاء ممن يرثونه اليوم عن الديمقراطية والحريات ، وأن هم في حقيقتهم ألاكثر تعاسة منه في ظلمهم وطغيانهم . فمن اجل بقاءه رئيسا أبديا للعراق ، لوكان صدام قد ادرك انه من خلال رفعه لشعارات الديمقراطية الفارغة هذه التي يرفعها أسلافه اليوم ، لما توانى عن ذلك. عند ذاك ، سوف لن يكون بامكان الولايات المتحدة وبكل اساطيلها من ازاحته ونظامه "الديمقراطي" ذاك ، كما يحصل اليوم في العراق . فهؤلاء المتقمصون لشخصيته ، قد فهموا اللعبة بشكل اعمق منه ، ولم لا ، والمثل العراقي يقول ، ان "صانع الخلفة ...هو خلفة ونص". 
    هذه الدنيا لا تزال كما هو حالها دائما تنحاز لمن هم الاكثر اجراما وعهرا وحقدا على الناس. فصدام ومن يقتفون أثره اليوم ، من الكتل الشيعية والسنية معا ، هم الاكثر بشاعة ودموية وبغضا للعراق وشعبه . هم الاكثر انانية واشد كفرا واعمق تخريبا للوطن .  هؤلاء "المعممون" هم الوجه الاخر لصدام الذي لم يتواني عن فعل جميع الموبقات ، ويتصدون اليوم لكل حراك سياسي شريف لنصرة هذا الوطن . لقد أجمعوا مكرهم وتأمروا على النواب الخيرين الابطال النجباء من شعبنا ، ليفشلوا اعتصامهم ، ونجحوا في ذلك. ولكن شعبنا سوف لن ينسى لهؤلاء الابطال الشجعان دورهم الوطني في الوقوف بعزم لا يلين من اجل ازاحة الطواغيت من رئاسة البرلمان وكانوا في طريقهم للنجاح في مسعاهم في تغير رئاسة الجمهورية والحكومة ، لولا "غدر" الامي مقتدى الصدر و"تأمر" عمار الحكيم المتجاوز على على ممتلكات الدولة والناس وباني لنفسه مجدا زائفا وكأنه سيعيش كما عاش "نوح" عليه السلام . هذان السياسيان اللذان يحاربان الدين ، أصرا على الابقاء على الظلم والاستبداد والانحراف الاجتماعي والعبودية الانسانية وتكميم الافواه ، فيا ويلهم من عذاب الله تعالى . وهكذا نجحت المؤامرة ضد النواب المعتصمين الابطال ، لان وجود امثال مقتدى وعمار وللاسف، أكبر من أي قضية وطنية أخرى .
    ففي يوم الثلاثاء 26 نيسان 2016، "جدد مجلس النواب، الثلاثاء، ثقته برئيسه سليم الجبوري ونائبيه, وصوت على بعض الوزراء الجدد وبالإجماع على بطلان الإجراءات التي قام بها النواب المعتصمون".
    بغداد: وعد الشمري (الصباح الجديد)) السيد عمار الحكيم ، كما وكشفت مصادر سياسية عن لقاء غير معلن بين السيد من من قبل مقتدى الصدر مع عمار الحكيم .  ، فيما لفتت إلى اتفاقهما على تسوية ازمة رئاسة البرلمان من خلال بقاء سليم
    ولكن النواب المعتصمين افادوا بأنهم رفضوا لقاء الجبوري امس، منوهين إلى مقاطعتهم جلسة اليوم بوصفها "انقلاباً على الشرعية" .
    الاجتماع الذي جرى بعيداً عن الاعلام ناقش آلية الخروج من الازمة السياسية بما يحفظ ماء وجه الجميع امام الجمهور النواب والرافضين لها "...انتهى .
    أن قضية الخروج من المأزق الحالي وضرب صروح الفساد والقضاء على المحاصصة يعود فقط أولا وأخرا لمشيئة الخالق تعالى وحده ، ثم تأتي ارادة شعبنا من خلال التوكل على الله وعدم التخاذل امام جلاديه والاستمرار في التظاهرات والاعتصامات وعدم التراجع عن تحدي هؤلاء الخونة وهذه الحكومة الباغية.
    الله تعالى قال ونعم القائل سبحانه ، بسمه تعالى : "أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " . أي أنه تعالى  وضع مشيئته في محورين اثنين في هذه الاية الكريمة :
    1-  لا يمكن لنفس ان تؤمن إلا بإذن الله تعالى . ولا يقبل الخالق تعالى بايمان الانسان ، إلا من بعد اعلان الانسان نفسه الرغبة في توبة نصوحا وتغيير ما في دواخله من اثام ، ليتوب الله عليه .
    2- ان الخالق تعالى لا يغير نعمة الانسان ومن خير أنعهم عليه ، إلا من بعد ان يرى الله تعالى انحرافه عن جادة الصواب .
    فارادة الخير يتقبلها الله تعالى ويجعل منها طريقا للخير بعد وضعه في الامتحان والتحقق من صدق الانسان بالايمان بعد  الاتكال على الله تعالى. أما اذا لم يبادر هذا الانسان المظلوم على اعانة نفسه على فعل الخير من اجل نفسه والاخرين، فسوف لن يلومن إلا نفسه .
    سنظل باذن الله تعالى نتطلع الى ان نرى الخيرين من شعبنا ماضون في معركتهم الكبرى ضد الطواغيت من اجل حقوق شعبنا وحرياته السياسية  والقضاء على الفساد والمحاصصة ، فالوقوف بوجه ورثة المقبور هو اول الايمان . ومن الله التوفيق.
    حماك الله يا عراقنا السامق...
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media