صدرت طبعة جديدة من كتاب "الدونمه بين اليهودية والاسلام" للدكتور جعفر هادي حسن بعد ان نفدت طبعاته السابقة ،حيث أقبل عليه القراء ووجدوا في قراءته متعة وفائدة ،كما عبر عن ذلك بعضهم. ولم يكن إقبال بعض الأدباء المعروفين أقل تحمسا  أو إقبالا على الكتاب من القراء الآخرين، فالشاعرة الكبيرة المبدعة المرحومة فدوى طوقان، كتبت إلى المؤلف في تسعينات القرن الماضي بعد أن أهداها نسخة من طبعته الأولى  تقول ، «سررت بحق بل سررت جداً بكتابك القيّم ، وأنها لهدية ثمينة منك سأظل أعتزّ بوجودها في مكتبتي. شدني الكتاب بقوة منذ بدأت قراءة الصفحة الأولى منه، إلى حدّ أنني أكببت عليه، ولم أرفع وجهي عن صفحاته، قبل أن أتم قراءته في ساعة متأخرة من الليل، ولقد خرجت منه بحصيلة معرفية قيمة لك الفضل في تزويدي بها».

ويتقفى  الكتاب تاريخ الدونمه منذ ظهور الفرقة في القرن السابع عشر الميلادي في تركيا حتى العصر الحاضر، حيث مازال أكثرأتباعها يعيشون إلى اليوم في هذا البلد ، فاعلون ومؤثرون . وأكثر مايميز هذه الفرقة هو الازدواجية  بتبني الإسلام ظاهرا واليهودية باطنا، وهي مازالت ملتزمة بها كأحد أهم معتقداتها. وهذه الإزدواجية تطغى على     سلوك أتباعها وممارستهم الدينية.

وقد برز من هذه الفرقة شخصيات سياسية واقتصادية وإعلامية في تركيا كان لها تأثير كبير على الحياة العامة فيها، مثل محمد جاود بك وزير الإقتصاد لثلاث مرات في فترة حكم كمال أتاتورك وغيره من الشخصيات الأخرى .وفي مطلع القرن العشرين، برز منها شخصيات سياسية في تركيا، كان منهم سليمان جم وزير الخارجية الأسبق، وتانسو جلر رئيسة الوزراء في تسعينات القرن الماضي، وآخرون  غيرهما ذكرنا من اطلعنا عليهم وتأكدنا من انتمائهم إلى هذه الفرقة .والكتاب يتحدث عن كل ذلك بتفصيل معتمدا على مصادر ووثائق أكثرها بلغات أجنبية.
                                                                      
وقد زود الكناب ببعض الصور، ومنها صورة للجامع الكبير الذي بناه الدونمه في مطلغ القرن العشرين، في مركز نشأتهم في مدينة سالونيك، والذي مازال موجودا إلى الآن،إضافة إلى صور أخرى تتعلق بمضمون الكتاب .وهو يضم بين دفتيه 191 صفحة. 
                                                                .