تصريحات رخيصة لوفيق السامرائي
    الجمعة 29 أبريل / نيسان 2016 - 19:07
    ناظم أمين
    بين فترة وأخرى يطلق وفيق السامرائي تصريحات تثير السخرية وتحمل في طياتها حقداً واضحاً على القيادة الكردية وبالذات رئيس اقليم كردستان السيد مسعود البارزاني، وذلك إرضاءاً لجهات معروفة بعدائها للشعب الكردي.
     في عددها الصادر يوم الاربعاء المصادف 2016ـ04ـ20 نشرت صحيفة الاخبار تصريحات لوفيق السامرائي تحت عنوان(( خطأ فظيع بقاء اقليم كردستان بهيمنة مسعود مع العراق، لانه أخطر أسباب تدمير العراق، لكن هذا يتطلب قيادات قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة لاتزال خارج موقع القرار وان كانت موجودة على الساحة وتتطور)).
     ان بقاء الاقليم ضمن العراق أو خارجه، يرجع لقرار الشعب الكردي، وليس وفيق السامرائي ومن هو على شاكلته. يريد السامرائي بهذا الكلام أن يقول للقارئ أن اقليم كردستان أخطرحتى من داعش على العراق!!! كيف ذلك وقد احتل داعش ثلث مساحة العراق في زمن أسياده الذين يتغنى ببطولاتهم الوهمية، إضافة الى تدمير مدن بأكملها ومحو آثارها التاريخية، كما حدث في الموصل والانبار واماكن أخرى من العراق؟ أما القيادات التي يُشير اليها فهي معروفةً للجميع، وهي التي حاربت الاقليم لمدة 8 سنوات من حكمها العبثي وما زالت تحارب الاقليم من خلال عناصرها المتنفذة في أجهزة الدولة.
     ان احتلال الموصل جاء دون أدنى شك بتسهيل من كان يحكم العراق آنذاك، بغية إفشال التجربة الديمقراطية الكردية، لكن آمال هؤلاء تلاشت عندما أفشلت قوات البيشمركَة تلك الخطة اللئيمة وتصدت ببطولة لقوات داعش المجرمة، فألحقت بهم هزيمةً كبيرة.
     أو ليس من السخرية أن يسأل السامرائي قائلاً: (( فهل حارب مسعود داعش ........)) فمن حارب  داعش اذن وطردهم من أكثر من مكان؟ يبدو ان وفيق السامرائي كان في نوم عميق كل هذه الفترة ثم استيقظ فجأةً ليتهم الاكراد بمختلف الاتهامات التي تعلمها في مدرسة البعث.
     ماذا كان إذن يعمل القائد العام للقوات المسلحة في ذلك الحين؟ أو لم تخبره القيادة الكردية بالتحركات المشبوهة لداعش قبل احتلال الموصل؟ وفيق السامرائي له فلسفة خاصة به، مفادها ان كل مايحدث من دمار في العراق يقف وراءه الاكراد!!
     في يوم 2016ـ04ـ19 نشرت نفس الجريدة تصريحات له تحت عنوان:(( زلزال التغيير..هل كان السنة مستهدفين؟ وهل تنتصر المحاصصة؟)). السامرائي يقول في تللك التصريحات: (( تعلمون انني اتكلم بعيداً عن التحزب والتكتلات، وكنت أول من أُستُهدف،  وقد أقَر المالكي بعد أن أبهره موقفي المتصدي لداعش في زمن خنوع السياسيين بقوله أمام اجتماع قياديي الحكومة: لقد وقع ظلم عليه، وعندما تعرض العراق للخطر وقف معه.......)).
    هذا الكلام جاء بالضبط بعد الاحداث التي وقعت في البرلمان العراقي، متصوراً ان عقارب الساعة سترجع الى الوراء ليجد لنفسه موطأ قدم في التغييرات التي كان يأمل أن تحصل من قبل من يتغنى بهم ، إذ رآها مناسبة جيدة  ليتغازل مع نوري المالكي. يتكلم بفخر عن انبهار المالكي به! ويعتبره تزكية عظيمة له من رجل نعته في أكثر من مناسبةً، واصفاً اياه بالصفوي تارةً، وبالطائفي تارةً أخرى، وهكذا دواليك.
    لا أفهم كيف يتصدى وفيق السامرائي لداعش وهو قابع في لندن ولايجرؤ على المجئ الى العراق؟ فهو يعرف تماماً انه شخص غير مرغوب به إلا من فئة قليلة من أمثاله يفكرون في مصالحهم الشخصية. ان التصدي لداعش يتم في جبهات القتال، لا بكتابة مقالات ونشر تصريحات في لندن التي تبعد آلاف الكيلومترات عن العراق. هذا ضحك على الذقون ومزايدات فارغة. المهم عند وفيق السامرائي رضى المالكي عنه، كما هو الحال لصديق دربه مشعان الجبوري الذي اعترف مؤخراً بفساده وهاهو اليوم يتحدث عن الاصلاح ومحاربة الفساد.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media