مقتدى (The mule) واللعبة القذرة
السبت 30 أبريل / نيسان 2016 - 20:29
عبد الصاحب الناصر
مهندس معماري - لندن
ابتدؤوا و سيلتحق بهم كتاب عراقيون بالكتابة عن مقتدي الصدر و سيشرحون من هو و بمن يرتبط . انطلاقا من تصرفات هذا الجاهل و بالخص الاخيرة ، بعد ان كان يصفه البعض بالبطل الكرز ماتي العراقي و وصفة اخرون بالمرتبط بايران و هكذا ، . و وسيربطه اخرون بامريكا و انه هو من ينفذ سياستها في تدمير و تقسيم العرا ق بعد ان كان يوما بطل للمقاومة الشريفة . .
ان مقتدي كركري لا هذا و لا ذاك ، انه شخص مخبول جاهل صعد الي الاعلي بعد التغير باسم ابيه و بعد ان انضم له بقايا البعث ، الذين عرفوا بالتلون و النفاق و تغير المعاطف ، كما انه من غير المعقول ان ترتبط به دول و قادتها رسميا و لا حتي غير رسمي . لانها ستترك اثارا و ستحاسب من قبل معارضيها و من الصحافة الديمقراطية في بلدانها . و الاهم ، من يا ترى سيرتبط بمغفل جاهل لا يحسن حتي التكلم لاكثر من اربعة كلمات ، و لا يتمكن و لا يحسن حتى نطق جمل كتبت له او تتكون من اربعة الكلمات حتى التي هي مستعارة من ترددها المتكرر على الاسماع يوميا في عراق اليوم ، عراق التضادات و المفارقات و التناقضات و سطوة الجهلاء .
الحقيقة ان من يوجه هذا الجاهل هي مؤسسات و منظمات غير مخلصة للعراق و ممثلين لدول الجوار و حتي هذه المؤسسات و ممثلي تلك الدول ، فهي توجهه بطرق غير مباشرة عن طريق توابعه المندسين بطريقة عالية التنظيم و الاتقان . و من المقربين له صنفا و خلقا ، و ممن يستفادون ماديا من هذه العلاقات و الموجهين ( للبغل ) ، و هم سيتفادون منه في بعض المناسبات وللحظات غير متجانسة في كثير من الاحيان ، فمنذ انطلاق عملية تصفية العصابات في جنوب العراق ثم في بغداد في مدينة الصدر
وظف هذا الجاهل بدء لاسقاط نوري المالكي او لكتلة دولة القانون ، لست هنا ادافع عن المالكي فللرجل اخطاء كغيره وهو مسؤول عن فقدان الفرصة لبناء عراق حقيقي دستوري غير طائفي او عنصري ، يدار بالقوانين العراقية و يتبع الدستور و احترامه . وهو من بنى ووظف حوله رجال غير كفؤون و غير واعين لما يدار للعراق و ضد مصلحة العراق ، بل جل اهتمامهم
كان ينصب لمصالحهم الشخصية فقط . كما انه كغيره لم يستمع لنصائح المخلصين الذين تصوروه حارس للدستور و للقوانين .
لم استعمل كلمة " البغل " لاهانة مقتدى الصدر كمخلوق ، و لا اتعمد اهانة اي انسان خلقه الله ، حاشا" و انما استعمل هذا المصطلح
" The Mule "
لانه يستعمل
في الادبيات السياسية و بالاخص ادبيات الارهاب و محاربته و تعني باستعمال الاغبياء ليحملوا او ينفذوا اعمال لا يعرفون اهدافها لكنها تؤدي بالغرض المخطط له و المراد من قبل من يستعملهم او يستغل غبائهم ، و استعمل الثوار الاسبان البغال ايام الدفاع عن الجمهورية و محاربتهم للطاغية فرانكو ، استعملوا البغال لحمل الاثقال و التنقل عند حافات و قمم الجبال العليا لاسباب ، انه من المعروف عن البغل هو عنادهم و عدم احساسه بالخطر بالاضافة الى قوة تحملهم للاثقال بين صخور و احجار الجبال ، كما استعمله الثوار اليوغوسلاف في محاربتهم الاحتلال النازي . و تستعملهم القاعدة لتنفيذ خططها الشريرة .
ان مقتدى ( خطط له ) و كانه يطالب بالاصلاحات و بتكوين حكومة تكنوقراط ، بينما هو يتدخل كقائد دكتاتوري من الصنف الكبير .
و يلعب مقتدى الصدر اللعبة القذرة متعددة الاهداف ، ليس هذا من عنده بل ممن خطط له هذه اللعبة من وراء الحدود .
لنعدد اهداف (؟ ) مقتدى و لنحلل نتائجها
١ـ يقف مقتدى ( او كما خطط له ) مع الاصلاحات و مع حكومة تكنوقراط . لكنه لا يفقه معنا مصطلح تكنوقراط ، و لا يقف مع النواب المعتصمون المطالبون حقيقة بالاصلاح ، ثم يخذلهم "مرارا" و يقف مع الكتل التي تتقاسم الحصص و تتقاسم المحاصصة البغيضة .
٢ـ يامر اصحابه او بغاله بالتظاهر في ساحات العراق ، كمطالب بحكومة غير محاصصاتية و يستغل يصادر تظاهرات الديمقراطيين الحقيقيين اليساريين العراقيين ، ثم يامر اصحابه ، بالامتناع عن التظاهر و بالذهاب لانتخاب وزراء محاصصة .
٣- يقف مع الائتلاف الوطني لكنه لا يقف مع عمار الحكيم ، ليشق الصف كما يحلو له تسميتها ، يقف مع حزب و اعضاء من حزب الدعوة التي يقودهم اصحاب العبادي و لا يقف مع حزب الدعوة التي يقودهم نوري المالكي . يقف مع العلاق و لا يقف مع الجعفري . يقف مع المعتصمون و لا يقف مع حنان الفتلاوي .
٤ـ يقف مع سليم الجبوري و لا يقف مع المطلك ، يقف مع الكرد و لا يطلب منهم التسامح و القبول بالاصلاح . يقف ضد التيار المدني الديمقراطي الذي يطالب بالاصلاح فيستفاد من تظاهراتهم و من جماهيرهم ليدعي مليونية التظاهرات و لا يقف معهم في تنفيذ الاصلاح الحقيقي فيشل تجمعاتهم .
٥ـ يطالب بسحب وزراء التيار ثم يدعوهم للتواصل مع الحكومة ثم يحبسهم و يعاقبهم و يامرهم كل ساعة برأي مختلف ، ينتظر خلو المجلس من النصاب القانوني ( بدون نوابه ) و انعقاده ثم يخطب في الناس بالتقدم الى ساحات الاعتصام امام المنطقة الخضراء و باحتلال بناية مجلس النواب ، و يدعي بانه ذاهب ليعتصم في صومعته للتعبد و ليتلقي النبو أت ، محدد مدتها بشهرين ، ليعود و ليصفه نفسه كالمهدي المنتظر .
اللعبة القذرة
انها اللعبة القذرة لتقسيم العراق ، التي بدأت تتضح بكل صورها و اشاراتها و تشعباتها المتعمدة بتشويش الوضع و تشويه الحقائق و الاتجاهات الوطنية و لتضيع اهدافها ، خصوصا عندما نتتبع تصريحات اعضاء الكتلة الكردية و تنعتهم بابقاء وزرائهم ، في وقت يتوقلون بانهم مع الاصلاحات ، ولولا هذا البغل مقتدى لما تمكن هؤلاء من السيطرة على الوضع عن بعد . و لولا معرفتهم باهداف من يسير هذا الجاهل البغل مقتدى لما تمكنوا من شل اعمال مجلس النواب العراقي ، و لولا معرفتعم بقرب مرحلة التقسيم لما اتخذوا هذا الموقف المتشدد ، و وقوفه امام البناية ينتظرون اتجاه
التغير ، ان كان لصالحهم دخلوا و الا فهم مع الاصلاح الغير قابل للتنفيذ بسبب مواقفهم .
و مقتدى الصدر ليس اول البغال ممن استغلهم اعداء العراق و اعداء الديمقراطية ، و كانوا سينتصرون في مصر عند تجنيدهم للبغل مرسي لولا غبائه فاستبدلوه و سيغيرون و يشردون مقتدى كغيره عندما يصبح ضارا لهم و لمصالحهم . بقيت نقطه اود ان اقولها و لا اقصد منها ذم الناس او محاسبتهم . كيف تمكن البعض من اسمية مقتدى بالقائد الكرز ماتي او القائد الضرورة و لماذا شجعوه ليكون احد قادة المقاومة الشريفة . الا يجب استعمال العقل و المنطق و الاستفادة من التاريخ و من الامثلة التي تمر على الشعوب ، و ان لا نتهور او نستعجل و نتبع اغبياء كمقتدى و نستعين بهم لمحاربة اعداء العراق . الا يحب لان ننظر للمستقبل لنرى المضاعفات التي ستنتج عن استعمال هؤلاء الاغبياء .
و اخيرا . ان مقتدى هذا " بغل " لكل من يتمكن من استغلاله و يعرف كيفية الاستفادة منه . و هؤلاء كثيرون . بدء من الحكومات و الهيئات و المؤسسات و الاحزاب و الكتل السياسية و منفذي الخطط الاسرائيلية و الامريكية و السعودية ، فهو بغل للايجار متعدد المواهب و يتحمل كل الاثقال ، فمتى يا تري سنتعلم من اخطائنا ؟.
و اللعبة القذرة تبتدئ بالخطوة الاولى
اليوم ، و ما قام به هذا الجاهل هي الخطوة الاولى لتأجيج الوضع في العراق ثم لتقسيمه باعطاء لكل من يريد الانفصال و التقسيم
حججه ، و دخول المتظاهرين الى المنطقة الخضراء و احتلالهم لمجلس النواب ليست هذه اي خطوة تقدمية او وطنية
و لا هي بتصرفات من يتبنى النهج الديمقراطي سبيل للحياة ، استمعوا لهتافات المتظاهرين و تصرفاتهم ، و احكموا انتم ان كانت هذه من اهداف النواب المعتصمون او مماثلة لتصرفاتهم السابقة ، او هي من اهداف المتظاهرون السلميون من التيار المدني الديمقراطي . انما هي مدفوعة ممن يتحكم بتصرفات مقتدى ( ابو الكركري !) من داخل و من خارج الحدود ، هل ياترى نجحوا من صناعة بطل من مقتدى ؟ ، لا اعتقد .
عبد الصاحب الناصر