داعش بين التمويل و التدويل و التهويل
    السبت 30 أبريل / نيسان 2016 - 20:58
    فؤاد البصراوي
    حينما قفزت ما يدعى "داعش"  الى سطح الأحداث من المؤكد  لم تكن بنت يومها و لم تخرج من العدم و بقيت كل الأسرار طي الكتمان و بعد "إحتلالها " لمناطق كبيرة من بلدنا العراق بعد هروب الجيش وقادته و ترك أسلحتهم غنيمة لداعش !! كما و إحتلت  مناطق في سوريا وعندها قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن القضاء على هذه التنظيم الإرهابي  يأخذ وقتاً لا يقل عن 3 سنوات , دولة كبيرة لها قواعد عسكرية في معظم دول العالم و خاصة في منطقتنا التي تلتهب تعجز عن مجابهة تنظيم إرهابي , علماً بأن أمريكا هي من موّلت "القاعدة " في أفغانستان و ساعدت في سيطرة طالبان و من ثم هدم البنيان على طالبان في أفغانستان و باكستان و ما زالت طالبان تقتل و تفجر في تلك البلدان !  و بما إن هذا الخبز من هذا العجين أستغرب تنادي  دول - أمريكا و دول أوروبا – على  تكوين تحالف دولي لثرده  و السكوت عن الطحين الذي تُطحن سنابله في بلاد "الحرمين "  , في وقتها كتبت عدة مقالات أتساءل  فيها "من يقول لنا من أين جاءت داعش" ؟ ومنذ ذلك الوقت أي بعد مرور سنتان و الكر والفر بين داعش و التحالف الدولي و لم يوقف هذا "الكر والفر " داعش من التمدد و التدويل و  إنتقلت الى ليبيا بعد إسقاط  القذّافي حباً بسواد عيون الشعب الليبي  وسيطرت – التنظيمات الإرهابية و من ضمنهم "داعش "-  على مناطق فيها , إذن لم يقل لنا لحد اليوم من أين لها هذا التمويل , منهم من "يعتقد" تمويل ذاتي ببيع النفط المسروق الى تركيا و إسرائيل و أعتقد أنا إنها ممولة من "دول الخليج العربي" و الأمر المسكوت عنه هو لماذا لم تُحرك الولايات المتحدة ساكناً أو ترفع يد لتصفع " دول التمويل " بعد أن توسعت داعش و ما زال "التحالف الدولي" غير فعّال في وقف التدويل , فهي موجودة في اليمن و أصبح كل تنظيم تكفيري إرهابي يَدّعي وصله بداعش و نحن نعلم كل هذه التنظيمات و من ضمنها جبهة النصرة وجيش الشام وجند الإسلام فروع سامة في شجرة "القاعدة" و التي نبتت في أرض خصبة و هي الفكر الوهابي  التكفيري المعادي للإنسانية و كل الأديان, يأتي الصمت المطبق عن "نشاط" داعش خوفاً من ثقل السعودية النفطي و المالي الذي منه تموّل و منه تستمد "القـوة"  في التهديد  و منع التنديد !  روسيا بعد أن دخلت الى سوريا بكل قوتها التسليحية لتضرب داعش و تساعد النظام السوري في إعادة السيطرة على مناطق سورية إحتلتها "داعش" أثار هذا التدخل" دول الخليج العربي" و من ثم دول "التحالف الدولي" لأن الأمر أصبح يُشَكّل خطر جدّي على "داعش" و هذا ما لا يريده الممولون السريون لداعش !  و بدأت تخرج علينا "تخمينات" بأن عديد داعش " هو 33 ألف إرهابي حسب المخابرات  الروسية  و بينهم الكثير من مناطق روسية إلا إن مصادر إيرانية تُقَدّر عددهم ب "100" ألف و لديهم مصادر مالية " 33 مليار" و رغم هذه التكهنات إلا إن وكالة إنتربرايـز الأمريكية قالت مادام "أردوغان " الرئيس التركي يحكم فسوف تبقى داعش !  ونحن نعلم إن تركيا العضو الفعّال و المُعْتَمّد في حلف الناتو  كانت ممراً سهلاً – ترانزيت-  لكل الإرهابيين الى العراق وسوريا ! و رغم هذا لم نسمع من أمريكا و الناتو أو الأمم المتحدة تنديد أو تهديد بدور تركيا في هذه الفوضى الضاربة أطنابها في بلداننا فقط و بعض البلدان الأفريقية الفقيرة ! هل هناك تبادل للأدوار أو تكتم على بعض الأسرار ؟! كل هذه الأحداث تُصيب المتابع بالدوار و يقطع الطريق عن أي حوار , سواء في ليبيا أو اليمن أو لبنان أو سوريا أو العراق و تبقى الفوضى العارمة بدون حل و تبقى "داعش"  قطب الرحى و رغم هذا لم  تقل لنا " مخابرات العالم " الخبر اليقين عن "داعش" و لم نر طحناً من كل الجعجعة العالمية للقضاء على داعش و غيـرها  من التنظيمات الإرهابية التكفيرية بكل تصنيفاتها و مسمياتها و لكن يبقى التمويل معروف لكل  ساذج و جاهل ويبقى الفكر الوهابي التربة التي تمتد جذور هذه التنظيمات فيها و تنمو وتقوى و التهويل في "قوتها" هو إستمرار في الإستفادة منها , و هل بقي ســـر لم يُعــرف أم الصراعات الدولية تخترع لنا كل يوم "بــدعــة" و تـُريـنـا كل فتـرة "خــدعــة" و نحن ندور في "فلكهم" بكل غــباء و دعـــّة !!

    فؤاد البصراوي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media