المعارضة الوطنية ومشروع الاصلاح
    الأحد 1 مايو / أيار 2016 - 04:31
    رفعت الزبيدي
    مركز عراق المستقبل للدراسات والبحوث التنموية
    المعارضة أن تكون سيداً لنفسك ، حراً في تفكيرك ، مستقلاً في قرارك . ثم  انظر الى تأريخك هل أنت متهم في ملفات الارهاب والعنف الطائفي أو الفسادين المالي والاداري؟
    بعد ذلك اطرح مشروعك كمعارض هل ينطلق من المصلحة الوطنية العليا؟. هذه المقدمة أضعها مسبقا لمن يطرحون اليوم أجندتهم السياسية ومن خلال مايُعرفون بالنواب المعتصمين.
    من كان منكم مؤمناً بالعراق الجديد فليلتحق بساحة التحرير ويعرض مشروعه الوطني كمعارض للعملية السياسية الفاشلة. أما من كان خارج الوطن فليكتب قراءاته للأحداث ويطرح في مافي ضميره وعقله ، فان كان متطابقا مع مباديء المعارضة الوطنية فسيجد نفسه قد ثبت موقفه مع حركة الاحتجاج السلمية . منذ سنوات وأنا أقول واضحا تغيير العملية السياسية تكون من خلال المستضعفين من أبناء الوطن وممن وقع عليهم ظلم الاحزاب وتهميشهم للجهود الوطنية المخلصة. المستضعفون وحدهم رهاني الرابح للتغير ومن يراجع كتاباتي سيجدها ذاتها قبل سنوات. ما اقوله هو جزء من ثقافتي القرآنية وهو يؤكد على أن وعد الله حق من خلال استخلاف الارض للمستضعفين وهو اشارة أن القوي بوحدته حين يقرر أن ينقذ نفسه من عبودية الظلمة وما اكثرهم في العراق الجديد. الأيام المنصرمة أثببت ضعف وجبن هؤلاء في مجلسي النواب والوزراء ومن يلوذ بهم. نحن المعارضة ونحن سند الحرار في مانطرح من افكار وتصورات وليس الانتهازي القذر بعباءة الدين او المذهب . وحدٌوا صفوفكم وأفرزوا قادتكم الحقيقيين واختبروهم في عقلهم وارادتهم ومواقفهم ، ان ماينقص العراق قيادة وطنية تؤمن بوحدة واستقلالية الوطن وحقوق المواطنة وفصل الدين عن الدولة.
    المعارضة ثقافة ومنهج اصلاحي
    الآن وبعد ثلاثة عشر عاما من ثقافة عبودية السلطة الى حد الاقتتال والتناحر والحاق الضرر الفادح بنسيج ووحدة المجتمع والأمن الوطني ، بدانا نسمع نغمة ( المعارضة ، تيار المعارضة ، كتلة المعارضة ) البعض عدٌها بصحوة لعدد من أعضاء البرلمان والبعض الآخر اعتبرها التفافا على حركة الاحتجاجات السلمية . هنا أبين وجهة نظري من الأمر المرتبك بعض الشيئ. على المستوى الشخصي وحين أكتب مقالاتي النقدية كثيرا ماكنت أضمنها مقترحات للمواضيع المطروحة للنقد. ورؤيتي أنك حين تنتقد عليك أن تقدم الحل والبديل. الى حد هذه اللحظة وبعد مرور أكثر من اسبوعين على حركة اعتصام بعض أعضاء مجلس النواب المنتفضين على كياناتهم السياسية ( اولياء نعمتهم ) من حقي أن أسالهم بشكل غير مباشر ، هل طرحتم حلولا او ملفات مهمة من حلول مشاكل العراق وانقاذه ؟ أقولها بصراحة أن المعتصمين أمام المنطقة الخضراء قبل أن يجهضها زعيم التيار الصدري كنا نرى منهم أنشطة رائعة كالمحاضرات والامسيات الشعرية وعروض افلام وثائقية هادفة لهم . مواضعيها ضمن نشاطهم الاحتجاجي السلمي . في حين أن أغلب المواد الفلمية المسجٌلة من هواتف النواب المعتصمين عبارة عن جلسات روتينية وفوضى يقومون بها بين الحين والآخر ، لم نشاهد مثلا مادة فلمية مسجلة لهم يتحدثون عن مقترح لتعديل مادة في الدستور تتعلق بحقوق المواطنة او الحقوق المدنية او العنف الطائفي او الفساد الاداري او حماية الدولة من التدخل الخارجي او مقترح لسن قانون يحمي العملة الوطنية او تنشيط الصناعة الوطنية او الزراعة وبالتالي  كيف لي أن اتفاعل مع هكذا حركة احتجاجية لأعضاء من مجلس النواب كحركة اصلاحية في المؤسسة التشريعية ؟ من هنا وضعت العنوان " المعارضة ثقافة ومنهج اصلاحي " وفق العنوان لاأرى سوى مشهد فوضوي بعباءة اصلاحية ولنأخذ تصريحات النائب أحمد الجبوري مع قناة البغدادية حيث أشار الى وجود أسماء مرشحين لمنصب رئيس البرلمان بعد اقالة سليم الجبوري ولم نجد من بين الأسماء من هو خارج من المكون السني المحتكر لمنصب رئاسة البرلمان بل هناك اسماء طرحها النائب احمد الجبوري هي أساسا تحوم حولها شبهات الفسادين المالي والاداري. للأـسف هؤلاء يتحركون وفق ثقافة زملائهم من غير المعتصمين ومعهم يقف من كانوا معهم من التيار الصدري ( كتلة الأحرار )  في مشهد مثير للسخرية والاسمئزاز حين خانوا زملائهم المعتصمين بل الأكثر من هذا أن من يتحدث عن الأصلاح واسقاط رموز الفساد والفاسدين كما يدعي النائب حاكم الزاملي هو نفسه من المتسترين على الفاسدين والمفسدين وملف احتلال الموصل الذي أعلن ادانة واضحة لتورط اسم نوري المالكي في الجريمة الوطنية ومن قبله تورط اسم سليم الجبوري في ملفات الارهاب ، كل هذا يضع حاكم الزاملي وغيره في موضع عدم المصداقية شأنه شان زعيمه مقتدى الصدر.
    لقد أصبح الامر جلياً أن المعارضة الوطنية يُفترض أن تكون ذات طرح في المباديء والقيم الوطنية المتوازنة والمتمشية مع ارادة وطموح الشعب العراقي وكل الكيانات السياسية المشاركة في العملية السياسية فاقدة لقيم المباديء الوطنية واحترام الشعب وطموحاته .
    ان من يستحق ادارة الدولة العراقية ويكون له شرف اعادة بناء مؤسساتها وقيادة الاصلاح هو من خارج السلطات الثلاث بعد العام 2003 وممن لم يتورطوا في ملفات الارهاب والفسادين المالي والاداري ، هذه من الثوابت الوطنية عند الحديث عن أية معارضة الان او مستقبلا. وهنا أوجه ندائي مخلصاً لمن يعي حقيقة مفهوم الوطن أن نستعد لمرحلة الانتخابات البرلمانية القادمة 2018 نعرض مشروعنا الوطني السبيل الوحيد لانقاذ العراق ومن خلال مركز عراق المستقبل للدراسات والبحوث التنموية . رؤيتنا متكاملة في الطرح ولكننا نحتاج الى مواقف صادقة وثابتة. المشروع الوطني يعتمد على المؤسستين المدنية والعسكرية في المرحلة الأولى.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media