اين الهمجية باحداث اقتحام الخضراء؟
    الأحد 1 مايو / أيار 2016 - 19:13
    عباس العزاوي
    لايختلف اثنان على ان العملية السياسية القائمة في العراق ,عملية فاشلة بامتياز ولم يجنِ الشعب العراقي منها خلال السنين الماضية الا الخراب والفساد والانحدار بكل المستويات الى الاسوء فالاسوء, فكان لابد من مواجهة حقيقية تخرج من جهة معينة  لتضرب هذه العملية المنخورة من الاساس والتي بُنيت على المحاصصة الحزبية والانتفاعية ولا اقول الطائفية لانه واقع عراقي ولابد من تمثيل منصف ومقبول لكل الاطياف وهذه حقوق وليست هبات من احد ولكن ربما الجزئية الفاسدة في هذا الموضوع حسب رأيي ـ اي التمثيل داخل الحكومة والبرلمان ـ هو استغلال اغلب الاطراف هذه القضية وتحويلها الى منقصة وعار بسبب سوء استخدام السلطات وتسخيرها كلّ لجماعته وحزبه على حساب الوطن والمواطن.

    ان اغلب من اعترض على اقتحام متظاهري التيار الصدري لمجلس النواب واعتبرها همجية وفعل غير حضاري ومقصود الغرض منه فرض ارادة لجهة معينة ,هم انفسهم كانوا يتمنون بالامس القريب اسقاط هذه الحكومة الفاسدة التي اضرت بالعراق والعراقيين واوصلتهم الى اليأس التام, ولكن للاسف الشديد دائما نجد انفسنا عند كل مفترق طرق على طرفي نقيض وكأننا لانرفض الامر اونقبله لسوءه او حسنه بل فقط لانه خرج من غير جماعتنا او حزبنا وهذه الكارثة رافقتنا منذ سقوط النظام وربما ستقضي علينا في النهاية لاسامح الله واتباع التيار الصدري يشتركون ايضا بهذه الممارسة لهذا نجد ان بعض شعارات المتظاهرين توجهت ضد اشخاص معينين دون غيرهم وهذه غصة تنغص علينا فرحة بداية اسقاط الفساد والفاسدين,علاوه على ان الاطراف الاخرى اعتبرت ان مايحدث هو صراع غنائم داخل التحالف الوطني الشيعي ولايعنيها ابداً!!!.

    التظاهرات وبشهادة اغلب المراقبين ووسائل الاعلام كانت سلمية ومازالت واتسمت بالانضباط حتى مابعد اقتحام مبنى البرلمان من قبل الجموع المنتفضة ولم يحدث فيها ـ وهذا مفرح ويدعو للتفائل ـ اي اراقة للدماء او تخريب يُعتد به, باستثناء الاعتداء بالضرب على النائب عن حزب الفضيلة السيد عمار طعمه وبعض الاضرار داخل  قاعة البرلمان اضافة لتهشيم زجاج سيارة او سيارتين تعود للنواب الفاسدين, فكلنا يعرف بان التحركات الشعبية وبهذه الاعداد الغفيرة لايمكن السيطرة عليها في هكذا مواقف ,ناهيك عن الظروف النفسية والانفعالات التي يمتاز بها المواطن العراقي سيما وهو يعيش في واقع مزري ومرير ولكن يبدو ان القيادات الصدرية والتي تقود هذه الجموع واعية تماما لما تفعل وانها تحكم قبضتها على مسار الامور وهذه نقطة تحسب للتيار واتباعه.

    ومع هذا كله فالمُلام الاول والاخير فيما حدث وماسوف يحدث هم الساسة النائمون في الخضراء لانهم السبب الرئيسي لثورة الفقراء هذه وهم من اجبر الناس على نقل التظاهرات من ساحة التحرير الى المنطقة الخضراء , بفسادهم المستمر وعدم اكتراثهم  بهموم الناس وبما يحدث في البلد من مجازر وتفجيرات وسوء الخدمات, وتردي الاوضاع المعيشية, وانه لمن ترف الفعل ان نبكي على تحطيم بعض الاثاث والسيارات وننسى الكوارث المروعة التي حلت بهذا الشعب المسكين.

    عباس العزاوي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media