الاحتفالات بعيد العمال تعم العالم، ومواجهات في باريس واسطنبول
    الأثنين 2 مايو / أيار 2016 - 03:42
    الشرطة الفرنسية توقف متظاهرا بعد اندلاع مواجهات مع الامن على هامش مسيرة عيد العمال في باريس، 1 ايار/مايو 2016
    باريس (أ ف ب) - اطلقت الشرطتان الفرنسية والتركية الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين في اطار الاحتفالات بعيد العمال الاحد، فيما شارك الالاف في مسيرات في انحاء العالم بهذه المناسبة.

    فمن موسكو الى مدريد هتف العمال بمطالبهم برفع الاجور وتحسين ظروف العمل وزيادة ضمانات العمل فيما تعاني العديد من الدول من الاضطرابات الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة.

    في باريس حاول مئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب بلباسهم الاسود ضبط عشرات الاف المحتجين فيما تصاعد التوتر عندما رشقهم شبان يرتدون الاقنعة بمقذوفات وهتفوا "الجميع يكرهون الشرطة".

    واطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وسعت الى تفريق مجموعة من مثيري الشغب الذين يتعمدون المواجهة مع قوات الامن.

    ووضعت قوات الامن في حالة تاهب مرتفع في انحاء فرنسا تحسبا للاحتجاجات التي تاتي وسط موجة من الغضب ضد اصلاحات مزمعة بشان قوانين العمل ستطرح على البرلمان الثلاثاء.

    وفيما تامل الحكومة في ان تقلل الاصلاحات من البطالة المزمنة التي تراوح 10%، يعتقد معارضو هذه الاصلاحات انها تهدد الحقوق التي اكتسبها العمال بصعوبة عبر تسهيل تسريح الموظفين والعمال.

    وخففت الحكومة من حدة مشروع القانون الا انها لم تتمكن من تهدئة الغضب بين الطلاب والعمال.

    وهتف المتظاهرون عند انطلاق مسيرتهم من ساحة الباستيل "اسحبوا قانون العمل. القانون غير قابل للتعديل او النقاش".

    وادى احتجاج ضد الاصلاحات الخميس الى اعمال فوضى اضرم خلالها المحتجون النار في السيارات والقوا الحجارة على رجال الشرطة ما ادى الى اصابة العشرات منهم.

    وقال رئيس الوزراء مانويل فالس الاحد "سنرد بعزم شديد على مثيري الشغب هؤلاء (..) الهجمات والعنف ضد قوات الامن غير مقبولة".

    - توترات في تركيا -

    في اسطنبول قمعت الشرطة التركية احتجاجات غير مرخصة وسط توترات تشهدها البلاد بعد سلسلة من الهجمات التي هزتها هذا العام والقيت مسؤوليتها على جهاديين ومسلحين اكراد.

    ونشر نحو 25 الف شرطي في اسطنبول اطلقوا الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا الوصول الى ساحة تقسيم، بؤرة التظاهرات، بحسب ما افاد مصور وكالة فرانس برس.

    وفي منطقة اوكميداني القى يساريون متطرفون مقنعون القنابل الحارقة والمفرقعات على الشرطة واشعلوا حرائق لاغلاق الطرق. وذكر مكتب محافظ اسطنبول انه تم اعتقال 207 اشخاص في انحاء المدينة لمحاولتهم القيام بمسيرة نحو ساحة تقسيم. واضاف انه تمت مصادرة 40 قنبلة حارقة و17 قنبلة يدوية وعشرات المفرقعات.

    وفي حادث منفصل قتل رجل في الخمسينات من عمره عندما صدمته عربة تابعة للشرطة مخصصة لخراطيم المياه التي تستخدم في تفريق التظاهرات.

    وشارك مئات من نشطاء العمال والنقابات في احتجاج محظور رسميا وحملوا شعارات تدعو الى التضامن مع العمال، في مكان شاسع مخصص للاسواق في ضاحية باكيركوي القريبة من المطار الدولي.

    وياتي عيد العمال في وقت تشهد فيه تركيا توترا بعد سلسلة هجمات دامية هذا العام القيت مسؤوليتها على جهاديين ومسلحين من الاكراد.

    واعتقلت الشرطة التركية اربعة سوريين يشتبه بانهم من تنظيم الدولة الاسلامية اثر الاشتباه بتخطيطهم لهجوم يستهدف احتفالات عيد العمال في العاصمة انقرة، بحسب وكالة الاناضول.

    - "زعزعة" استقرار اميركا اللاتينية -

    في موسكو شارك نحو 100 الف عامل في مسيرة عيد العمال في الساحة الحمراء في موسكو ولوحوا بالاعلام الروسية وحملوا البالونات قرب اسوار الكرملين، بحسب الشرطة.

    وجرت المسيرة المخططة بشكل دقيق وسط ازمة اقتصادية تعاني منها روسيا بسبب العقوبات الغربية المفروضة عليها على خلفية الازمة الاوكرانية، وتدهور اسعار النفط.

    وفي كوبا شارك مئات الالاف في مسيرة تدين حملة "زعزعة استقرار" الحكومات اليسارية في اميركا اللاتينية.

    وقال يوليسيس غولارتي الامين العام لنقابة عمال كوبا المركزية امام الحشود في ساحة الثورة في هافانا، ان "الاول من ايار/مايو هو كذلك يوم لادانة المناورات التي تهدف الى شطب المكاسب التي حققتها السياسة الاشتراكية في اميركتنا وزعزعة استقرار الحكومات اليسارية والتقدمية".

    وساق امثلة على ذلك البرازيل التي تواجه رئيستها ديلما روسيف اجراءات لمحاسبتها بهدف اقالتها، ووصف ذلك بانه "انقلاب"، اضافة الى بوليفيا حيث خسر رئيسها ايفو موراليس مؤخرا استفتاء يسمح له بالترشح لولاية رابعة وسط فضيحة حول ما اذا كان له ابن خارج اطار الزوجية، وفنزويلا التي يسعى معارضو الرئيس نيكولاس مادورو الى الاطاحة به في دعوة الى اجراء استفتاء.

    وسار الالاف في مدريد وهم يحملون لافتات كتب عليها "ضد اقتطاعات الميزانية للمتقاعدين".

    وفي اسبانيا حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا احد غير شرعي" و"لا لسياسة الهجرة الاوروبية واتفاق التجارة بين اوروبا والولايات المتحدة".

    وفي النمسا واجه المستشار فيرنر فايمان هتافات الاستياء اثناء القائه كلمة امام نحو 80 الف شخص في فيينا، بعد اسبوع من هزيمة الحكومة الكارثية امام اليمين المتطرف في انتخابات الرئاسة.

    وفي كوريا الجنوبية اثارت خطط اصلاح قوانين العمل كذلك غضب العمال، حيث احتج عشرات الالاف على تلك الخطط.

    ويقول نشطاء عماليون ان الاصلاحات التي تسعى الرئيسة بارك غوين-هاي وحزبها ساينوري المحافظ تطبيقها، ستسهل على الشركات عملية طرد الموظفين.

    وهتف النشطاء واعضاء النقابات بصوت واحد اثناء تظاهرة في ساحة سيول امام مبنى البلدية "لنناضل معا ضد مشروع القرار الشرير".
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media