كفكفي الدموع ولملمي الجراح يا سماوة الله يا كلّ السماوات .. وانثري الورد عبيرا في الشوارع والأزقة .. ويا أرض احتضني أجساد الشهداء والضحايا .. ويا سماء امطري من دموعنا مطرا لتغسلي به الدماء والأشلاء .. ويا شمس اشرقي من جديد لتزيحي دخان مفخخات الموت والغدر .. فالله خلق السماوة لتكون للسلام والحب والتعايش .. لم يدخل الحقد اللئيم قلوب أهلها .. ولم تجد الكراهية طريقا إلى نفوس أبنائها .. مدينة كانت ولا زالت ملاذا آمنا لمن يحتمي بها .. لم يهاجر أو يهجرّ منها أحد .. تعالت على الأحقاد الطائفية البغيضة .. وقدّمت أنموذجا للتعايش والسلام والأخوة .. وكانت بحق مدينة السلام .

وها هي أيادي الإرهاب والقتل والدمار تمتدّ بكل ما تحمله من غدر وجبن وخسّة لهذه المدينة الوادعة .. لتزرع فيها الموت والخراب ولتحصد أرواح الأبرياء .. وتنشر رائحة البارود والدماء .. وتحطم سكون المدينة لتحيله بكاء وعويلا للأمهات الثكالى .. شباب بعمر الورد وأطفال زهقت حياتهم وتقطّعت أوصالهم ونثرت أشلائهم .. لا لذنب إلا لأنّهم من مدينة ومذهب لا ينتمي لمذهب الإرهاب والظلام والقتل .. فلأرواح شهداء سماوة الله الرحمة والغفران وللجرحى الشفاء العاجل .. وللأمهات الثكالى الصبر والسلوان .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .

أياد السماوي