غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ
    الأثنين 2 مايو / أيار 2016 - 20:14
    عبد الخالق الفلاح
    بلا شك ان ما حصل من اعتداء على المؤسسة التشريعية والتنفيذية هو تجاوز خطير على هيبة  الدولة، وخرق فاضح للاطار الدستوري يستدعي الوقوف امامه وهو عمل غير صحيح ومدان من قبل كل مواطن شريف وهذا ما نبهنا عنه مسبقاً من ان التظاهرات يجب ان تكون منضبطة وتحتاج الى قيادة ذات تجربة تحمل الكثير من روح المواطنة الحقة ووعي لدى المشاركين فيه خوفا من الاختراق والانزلاق .

    المواطن له الحق في التظاهر والمطالبة بالحقوق بشكل سلمي وهو حق كفله الدستور . ويعكس الحراك الشعبي بسلوكه السلمي حضارة الاطياف ووحدة المجتمع .ولكن الذي حدث يمثل ضربة موجعة للمطالبات الجماهيرية المختلفة ويعقد المشهد ويدل على جهل بعض القائمين به وحالة غير حضارية لاتؤسس للحياة الديمقراطية المنشودة.

    التحدي الذي تحرك في الايام الاخيرة كان صارخا في ضرب اسس الامن الوطني والعملية السياسية وجعل الجميع يحبس انفاسه خوفا من انفلات الاوضاع الامنية  واعداء العراق يتربصون و يحاولون ايجاد ضالتهم وفرصتهم لاسقاط العملية السياسية برمتها وبدفع عناصر تحاول ركوب الموجة والحصول على اهدافهم  في التسلق الى اعلى المراتب واستغلال كل شيئ والفرص للاطاحة بالامن وإراقة الدماء البريئة !وهكذا نرى ان التفجيرات اخذت تبطش بالارواح الزاكيات لابناء الشعب مستغلة الاوضاع السياسية المرتبكة التي عصفت بالبلد. الارهاب الذي لايجيد غير لغة القسوة والقوة والتخويف والتهديد والإعتداء .
    أن المعطيات على الأرض لاتبشر بأنفراج الوضع بل الى التعقيد ، ويظهر ذلك من خلال بيان الرئاسات الثلاث الذي صدر حيث فيه الكثير من الضعف والارباك والتخبط لا الحلول ويزيد من الهوة ويعمق الجراح .

     

    أن مشاكل العراق هي ازمات مختلقة  سياسية وتحتاج إلى حلول سياسية ، ولا يمكن البلوغ لعراق مستقر وموحد بالآليات الحالية إلا بعقليات منفتحة وارادة قوية نحو الامام ، لأن انعدام الثقة بين المكونات الرئيسية في العراق مشكلة حقيقية. ولقد ازدادت الاتهامات والتنصل عن المسؤولية وكيل التهم لا ضاعت الحقيقة واستنزاف الوقت دون ايجاد مسببات موضوعية وشفافة لتجاوز المرحلة الخطيرة التي تعصف بالمجتمع .

    البيان الرئاسي .  ليست له صلة بالحل الذي من المفترض ان يذهب اليه، انما تبرير غير مقبول  و الأسلوب الاسهل للهروب من الحقيقة ، و حماية مصالحهم، والفرصة التي يمكن من خلالها ايجاد الحجة للصعود على أكتاف الاخرين،

    من المسؤول اذاً عن كل ماجرى ويجري الكل  مع  المشاريع الاصلاحية المطروحة على الساحة السياسية ، وفيما ترفض المزايدات الاعلامية ويزداد الضغط النفسي على الشارع العراقي للخروج بعيداً عن أطار الدستور أو ﻷيقاف وأرباك عمل الدولة العراقية . على القيادات السياسية ان يرحموا الامة  وان يتركوا خلافاتهم اما ان يرحلوا جميعاً او يكفوا عن خلق المشاكل اليومية للمواطنين الابرياء الذين يسعون لايجاد لقمة العيش لهم وعوائلهم ، كل يوم تطرح بدعة جديدة تربك الاوضاع اكثر مما فيه ،

    .. العراق في أشد الأزمات صعوبة واختناقا ، وأكثرها حراجة وحساسية، وهو ما يتطلب من الجميع التجرد من النوازع الفردية والحزبية الى المصلحة الوطنية والشعبية.

    . اتقوا غضب الشعب ايها الساسة  في عراقنا الحبيب وأنتم تتحكمون في مقدراته وشؤونه وتزيدون شجونه . ان صبره المفجوع قد نفذ والايام حبلى  . بعد ان اغلقت بوجوههم كل المنافذ و ابواب الحياة الحرة الكريمة ويعيشون الموت والدمار والانهيار وضياع فرص البناء التأريخية للوطن  الذي مزقتموه وقطعتموه أربا أربا وتقاسمتم خيراته بينكم .ان التبرير والتزوير والتسويف ومحاولات الصاق التهم الباطلة وتشويه الحقائق لن تنفع .

    بعض الممارسات تختفي ورائها إرادات داخلية وخارجية لا تريد التقدم والخير لشعبنا الذي بعمومه يعاني من المظلومية

    الإقتصادية وإلاجتماعية , ولم يعد بمقدور القوى الحاكمة الحالية أن توفر اسباب الرفاهية التي كان تطالب به الجماهير وعرضتهم للنكبات والاهوال والويلات والمصائب من وراء انقساماتهم وصراعاتهم والهاث وراء مصالح كتلهم وقياداتهم  .

    خان البعض الأمانة وباتوا يسرقون في وضح النهار متناسين إن الساعة اتية لاريب فيها و لكنهم لم يهتموا لذلك . لان ضمائرالبعض منهم ماتت . وصعب عليهم التمييز بين الحق والباطل والخطأ والصواب وقلوبهم قست ,ونسوا انه سيأتي يوم تنكشف فيه جميع الأوراق وسوف يحاسبون بما عملت أيديهم ((غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا )) 64 الاسراء . سواء في الحياة الدنيا أو في الآخرة وإن الله يمهلهم ولا يهملهم والبعض الآخر تجردوا من الصدق وبات لسانهم ينطق الكذب بشتى السبل بعيداً عن الاعراف وتعودوا عليه ، لا يخلصون في عملهم ولايقدمون شيئ وهمهم الان الحفاظ على المناصب والمكاسب التي لايستحقونها ابداً . ان البعض من السياسيين لازالوا يلعبون بنارالمحاصصة ويستغلونها لاغراض اعادة ماء وجوههم بعد سقوط اقنعتهم .

    ولكن الشعب قادر أن يقود ويحرك الشارع بثورة سلمية تهز عروش الفاسدين والفاشلين الذين دمروا البلاد ووصلوا حال الشعب إلى الجزع من بعض الشخصيات الضحلة التي لا تعرف الى اين تسوق الامة عدا همها أن تنهب الخيرات والبحث عن المناصب ولايهمها الى اين يتجه المشهد السياسي والامني للبلد .

    عبد الخالق الفلاح
    كاتب واعلامي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media