ينزل ماء كالمهل على القلوب الطيبة غوثا كريما
    الأثنين 2 مايو / أيار 2016 - 20:17
    بنيحيى علي عزاوي
    ناقد مسرحي مغربي الدراماتورج
    فجأة، وفي قياس زمن معلوم،كان أجل "الهيام الروحي"في كتاب عند الله مرقوم،  ينزل غيث مباركا كماء مصفى من ذهب على القلوب الطيبة ، مدرارا كأنه عسلوج  عسلي، لذته تغذي حواس الإنسان بالكمال،فتقوي مناعة القوى المحركة للذات من: إرادة وعقل واجد واللاواجد ثم المشاعر الجياشة  والخيال الجموح والذاكرة الانفعالية وأخيرا تغسل القلب الولهان غوثا كريما، فتزرع "المناعة" بذرة مباركة في نواة قلوب توائم الأرواح  لكي تصبح  بسرعة ربانية شجرة يانعة أصلها ثابت وفروعها في عقل إرادة الإنسان الكوني الهمام. هيام توائم الأرواح ،هو وحي يوحى من مكرمة عسل فواح أريجه مفعم بنسمات عين سلسبيل تأتي هبة من علياء السماء للإنسان "المختار" من حيث لا يعلم ولا يحتسب من لدن "النجم الطارق"وهو عطية وحي ووهبة آلاء النٍعم من لدن الرحمن الخالق العظيم، ينزل من البرزخ المكمم المنسوج بالهيام الروحي على القلوب ذوات غيث خصب مستديم في يوم معلوم بقياس زمني عند الله في اللوح المحفوظ لذوي الحظ العظيم أومن أغاثهم الرحمن غوثا كريما،ولا يتلمس لوعة صبابته النفيسة الرفيعة المستوى،ولا يتحسس ويتلمس لذة الهيام العذري المقدس إلا الأنام الذين ينظرون بعين الله ،وهم قلائل في هذه الدنيا الدانية الفانية،ثم لا يعرف قيمته الجمالية إلا من لهم القدرة الخارقة الاستبصارية لبصيرة القلب النوراني الذي هو نعمة ممن أنعمَ الله عليهم و اصطفاهم من عباده الصالحين بعينين في نواة قلوبهم، واحدة تنظر إلى العقل وروعة جمال الفكر لدى روح التوأم المخاطب ، و العين الأخرى تنظر بتدقيق إلى السلوكيات والأخلاق الرفيعة التي تتوفر لدى الجانبين من توائم الأرواح... هذا العالم الروحي المغناطيسي لا يقاس بالعمر ولا باللون ولا بالشكل ولا حتى بالملل والنحل والعقائد والأعراف الضاربة جذورها في اللاشعور الجمعي ،بل الهيام الروحي هو نور على نور يعطي الله نوره لمن يشاء من عباده المصطافين في هذا الكون العظيم. وهذا النور هو كوكب ذري يوقد من شجرة مباركة أصلها في نواة القلب وفروعها في عقل وإرادة الإنسان.... التلاقي لتوائم الأرواح يأتي بصدفة قدرية ربانية حين يتم الوصال للحرث المحروث الذي هو النبراس الذهبي لاستمرارية الحياة الدنيا من أجل إنجاب عباقرة أبرار من أصل الإنسان الكوني المحمل بالقيم السامية والزارع المحبة والوئام والسلم والسلام في قلوب جميع خلائق العزيز الرحمن.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media