وسائل الإعلام الفاسدة .. قنوات مخابراتية
    الأحد 15 مايو / أيار 2016 - 04:42
    محمد أزغير
    ثورات الربيع الهمجي الطائفي المذهبي الإجرامي كشفت بعض القنوات والصحف والإذاعات على حقيقتها في انتقائية المواضيع والنظر من جهة واحدة لما يحدث في بعض بلدان الوطن العربي بما يتناسب والسياسات المرسومة لها من قبل الممولين، فكل ما تظهره القنوات الإخبارية (الفاسدة) خصوصاً في دعاياتها وترويجها لنفسها من تقديم خدمات معلوماتية خبرية متسمة بالموضوعية والمصداقية والصحة والدقة والحيادية  لما تنقله ما هو إلا كذب، فالواقع يظهر خلاف ذلك لما تعرض من تقارير وأخبار واستخدام المصطلحات والتسميات بما يناسب سياسات الحكومات التي ترسم سياساتها الإعلامية وتشرعن أعمال الجهات الإرهابية المسلحة المسنودة من قبل الحكومات الممولة للطرفين.

    بعض الإعلام العربي والعراقي الذي أراه جريمة بحق الإعلام البناء تسميته إعلام شاركوا منذ سنين طويلة بنشر الجهل والخراب والفساد والطائفية والقومية والحقد والكره وتلفيق الإخبار وقلب الحقائق بين المجتمعات التي تعيش في الوطن العربي  وروجوا للعنف والدمار والتخريب والقتل على الهوية بشكل كبير، بما يناسب سياسة الحكم للبلدان التي تدعمها أو تلك التي تتشابه لمموليها بالسياسة الداخلية والخارجية والعسكرية أو في نظام الحكم. لتفريق المسلمين والمسيحيين وباقي الأقليات لخلق الفتنة حتى بين مذاهب الدين الواحد لغايات تقسيمية.

    تلك الثورات الغوغائية التي خربت لم تعمر الدار في ليبيا وسوريا والعراق والقائمة وقد تشمل دول أخرى، يروج لها الإعلام العربي والعراقي الفاسد بأنها تحريرية قامت للخلاص من الظلم ولتفك قيود المواطنين وتمنحهم الحرية، بينما لا ينشرون  أو ينقلون أو يروجون للحرية  في بلدان يحصل فيها قطع للرؤوس والألسن والأيادي والسجن والتعذيب لمجرد تغريده على تويتر أو فيس بوك، وإذا ما نقلوا فيكون العكس تماما، فصاحب الدين والعقيدة والمذهب والفكر المختلف هو دسيس يعمل على زعزعة امن المنطقة وانه مجرم وإرهابي فيظهرون للعالم ذاك البريء مجرم وطائفي تابع لدولة أخرى.

    الإعلام الفاسد هو الذي خبأ الحقيقية ووارها عن الأنظار وزور التقارير وتلاعب بالصور والفيديوهات، كشفتها أجهزة النقال التي بينت حقيقة ما يجري على ارض الواقع من أجرام وتخريب للممتلكات الخاصة والعامة ونحر الإنسان وقتله بطرق مختلفة على الهوية المذهبية والقومية والعقائدية وإذا هو خلاف ما نقله ذلك الإعلام بأنه تحرير، إلا أنها حرب خسيسة قائمة ضد الأقليات القومية والدينية والمذهبية.

    أن الأسس التي تقوم عليها بعض الصحف والقنوات التلفزيونية والإذاعية الممولة والتي تدار مخابراتيا والمروجة للدم وإباحة الرحمات والكذب والخديعة والفتن والهدم للسلم الاجتماعي وترويج للتفرقة بين أبناء المجتمعات المختلفة، تختلف تماماً عما درسناه وتعلمناه في الأعلام عندما كانوا الأساتذة يؤكدون على الموضوعية والدقة والمصداقية وعدم نشر الإخبار الكاذبة والتصدي للإشاعات وكشفها للمجتمع والمساهمة بكشف الفساد بكل أشكاله وعدم نشر ما هو من شأنه يبث الكراهية بين المواطنين وخلق رأي عام حقيقي نحو قضايا تمسه وعدم تضليله بالمعلومات الكاذبة.

    لذلك ما تنشره وسائل الاتصال المرتبطة بالمخابرات والاستخبارات من تقارير وإخبار من جانب واحد وتلجأ بالمعلومة إلى جهة واحدة دون الأخرى، والتي تحمل رؤى سياسية للدول الممولة لتلك الجهات، يصح أن نطلق عليها تقارير أمنية  تساند الحملات العسكرية الإجرامية القائمة ضد الشعوب وليس مادة إعلامية حقيقية موضوعية صادقة وهادفة.

    "المعلومة"
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media