تضمن قوانين ألدول ألديمقراطية حرية ألتظاهر بعد ألحصول على إجازة من ألحكومة ألمتمثلة بوزارة ألداخلية في ألدولة ألتي تقوم فيها ألمظاهرة .  وذلك ما كنا نفعله عندما كنا نتظاهر ضد صدام حسين وأجهزته ألقمعية ألتي يتظاهر قسم كبير منهم مع متظاهري بغداد ، لا حبا" بمقتدى ألصدر أو ألحزب ألشيوعي ألعراقي وألمنظمات ألأخرى ألتي تتظاهر بحسن نية أو سوء نية ،  ولكن ألمندسين يتظاهرون لتحقيق أجندات داعشية وخارجية لئيمة وحاقدة .  ومن شروط ألتظاهر كما عرفناه في ألمملكة ألمتحدة ، أم ألديمقراطيات في ألعالم ما يلي :
1- طلب إجازة للمظاهرة من ألحكومة .
2- بيان وقت قيام ألمظاهرة  ومكان إقامتها .
3- يتم تحديد مكان ألمظاهرة بالإتفاتق بين شرطة ألمدينة وقادة ألمظاهرة .
4- يتم إدراج أسماء مسؤولي أو قادة ألمظاهرة .
5- يتعهد قادة ألمظاهرة أنها سلمية ولا تخرق ألقوانين ألمرعية أو تعتدي على رجال ألشرطة أو ألممتلكات ألعامة أو ألأشخاص ، ويتحملون تبعات هذا ألتعهد .
6- يلتزم ألمتظاهرون بمكان وزمان ألمظاهرة إلتزاما" تاما " ، ولا يجوز تجاوز ألمكان ألمخصص لها.
7- يتحمل قادة ألمظاهرة وألمتظاهرون ألتبعات ألقانونية في حالة مخالفتهم للشروط أعلاه أو ألإخلال بالأمن ألعام.
8- يجب أن تقوم شرطة ألمدينة بتهيأة عدد كاف من رجال ألشرطة لضبط ألمتظاهرين وحمايتهم من أي أعداء متربصين بهم قد يهاجمونهم من عملاء من يتظاهرون ضدهم من ألحكام (عملاء صدام في لندن مثلا عندما كنا نتظاهر وقتئذ ) .
 
أتحدى منظمي المظاهرات في ألعراق أنهم يميزون بين ألمتظاهر ألحقيقي ، إبن ألشعب ألمظلوم ألمسلوبة ثرواته من قبل ألقادة ألسياسيين ألمشاركين في ألسلطة جميعا بما فيهم قادة ألتيار ألصدري ، وبهاء ألأعرجي أكبر مثال على ذلك ، وبين ألمندسين من ألدواعش والبعثيين وأنصار معارضي ألفنادق كعلي حاتم ألسليمان وأشباهه من قادة مظاهرات ألإعتصامات ألذين مهدوا لداعش ، ووفروا لها ألدعم ألمادي وألمعنوي  وأللوجستي لتحتل مدنهم هم ، ثم يصبح بعضهم على ما فعلوا نادمين ، بعدما صار ما صار في ألموصل وصلاح ألدين وألأنبار من أعمال بربرية همجية وحشية لا يقرها لا عقل ولا قانون ولا دين سماوي أو وضعي .
أنا لست ضد ألتظاهر ألسلمي ألملتزم ألمؤدب ، لكني ضد إشاعة ألفوضى في ألبلاد ألتي تقودنا إلى فوضى تامة وإقتتال وسلب ونهب وحواسم  في هذه ألظروف ألصعبة ألتي يمر فيها ألعراق ، وأي إضعاف للحكومة وقواتها ألمسلحة هو دعم مباشر لداعش وأعداء ألعراق ألمتربصين به من سعوديين وأتراك ووهابيين بشكل عام .
 
على قادة ألتظاهر ألذين يؤججون ألمشاعر سؤال أنفسهم بصدق ( عليكم ألله و ألإمام علي وألحسن و ألعباس أبو فاضل عليهم ألسلام ) ألم تشاركوا أنتم وأحزابكم بالفساد وأثريتم من أموال هذا ألشعب ألمغلوب على أمره ثراء" فاحشا" ؟ أتحداكم أن تجيبوني بصدق وأمانه إن كنتم صادقين . وإن كان جوابكم ألنفي فقد أضفتم إلى فسادكم ألكذب فأصبحتم فاسدين وكاذبين أعداء ألله وألشرائع ألسماوية وألأخلاقيه . إن فاقد ألشيء لا يعطيه ، ولو إستلمتم ألسلطة لأصبح قادتكم أكثر فسادا ، ولولينا منكم فرارا" ، وجزعنا من أفعالكم جزعا" ورعبا .
 
إنّ بعض رموز ألفساد موجودون خارج ألمنطقة ألخضراء ممن سرقوا أموال ألشعب وأراضيه ، ومقراتهم معروفه ، فلماذا لا تتظاهرون ضدهم .  وبكل صراحة هل خلا ألتيار ألصدري من ألفساد ؟ بعض رموزه كانوا ألأكثر فسادا أيها ألمغفلون . ولا أستثني كيانا" من ألفساد سنة وشيعة ، فالجميع ركب سفينة ألسلب وألنهب وألحواسم ،  إلا من إتقى ربه وإعتزل ألعمل ألسياسي مثلي من هول ما رأى .  وأتحدى بالوقائع وألوثائق أن يكون أحدكم قد حارب نظام صدام مثلي يا من ركبتم ألموجة وحصلتم على ألكيكة حاضرة محضرة من بريمر ألذي أخطأ بتسليم الحكم لمن هب ودب ،  ولولا إسقاط صدام من قبل ألعدوان ألذي قام به ألتحالف ألدولي لبقي صدام يحكمكم هو وأولاده وأحفاده مئات ألسنين.
 
ما هو ألمطلوب :
1- ألتظاهر حق مشروع لإيصال مظلومية ألشعب إلى ألحكومة ، لكن بإصول وتحضر مع ألحرص على مصالح أبناء ألشعب وليس تعطيل أعمالهم وحركتهم ونقل مرضاهم.
2- ألتظاهر لا يعني قطع ألطرق وتعطيل أشغال ألناس وحركة ألعباد ، وألإعتداء على ألممتلكات ألعامة وألقوات ألمسلحة وإقتحام مقرات ألسلطة . هذه فوضى يستغلها ألداعشيون وألبعثيون وأمثالهم ، وليست مظاهرات ، وفاعلوها داعشيون شعروا أو لم يشعروا.
3- ألمظاهرة طريقة إحتجاج راقية  على وضع غير صحيح ، وليس من ألضروري أن تكون بعشرات ألآلاف ، بل مئه شخص من كل حزب يقفون منفردين في مكان معين مخصص لهم ، ويرفعون فيه مظلومياتهم ومطالبهم بلافتات مؤدبة . وبهذا لا يمكن للمندسين أن يتسللوا بين المتظاهرين ، لأن كل حزب أو جهة متظاهرة تعرف أتباعها ولا تسمح لأي مندس أن يدخل صفوفها ما لم تكن هي نفسها مدسوسة ومدفوعة ألأجر من ألسعودية وغيرها من أعداء ألعراق.
4- يتحدد مكان ألتظاهر في أماكن لا تعيق حركة ألسير والمواطنين ، ولوقت محدد بالإتفاق مع ألسلطات ألمختصة ، وبعكسه تضيف ألمظاهرات خسائرا" و ظلما" على ظلم كثير واقع على أبناء هذا ألشعب ألمبتلي بقادة جهلة ، بعضهم فاقد ألأهلية ، وأتباع واحزاب  فيها ألكثير من ألرعاع.
5- لا تنسوا أن أبناءنا ألأبرار من ألحشد ألشعبي وألقوات ألمسلحة بشقيها ألدفاع وألداخلية يخوضون حربا" مقدسة ضد خوارج ألعصر ألكفره ألدواعش وألوهابيين ألذين يريدون ألقضاء علينا قضاء" مبرما" . وهذا يقتضي أن يساهم أبناء ألشعب في حفظ ألأمن ، لا تقويضه ، فهل تفقهون  وتتدبرون ؟
 
طعمة ألسعدي / لندن