من الذاكرة .. أبن السيد
    الأحد 22 مايو / أيار 2016 - 03:14
    حسن الخفاجي
    في اواخر الستينيات من القرن الماضي لم تعرف منطقتنا والمناطق المجاورة غير سيد طعمة معالجاً واباً روحياً للجميع . تنتهي خصومات المتخاصمين بحضوره وتحل إشكالات الازواج بوجودة . جولاته الليلية شبه السرية اكتشفنا سرها بعد حين ، بعدما شاعت عطاياه وتفقده للعوائل الفقيرة والمتعففة .

    يسهم تأثيره الروحي بشفاء الكبار بعدما يلامس أوجاعهم ويقرأ آيات من القران الكريم وبعض الأدعية ، لكننا لم نكتشف للآن سر شفاء الأطفال الصغار ببركته . لا يمارس الدجل ولا يكتب تعويذات فقط يكتفي بقراءة القران والأدعية ، وتلامس يداه الكريمتان أماكن اوجاع الناس .

    الميسورون في منطقتنا لايعرفون غيره ، فهو أحسن من يوزع صدقاتهم على العوائل المحتاجة ويستثني عائلته التي هي بأمس الحاجة لجزء من تلك الأموال ، حتى ان بعض المقربين  جداً من أسرته يوصلون مساعدتهم بالسر لزوجته ، لانه يرفض المساعدة ، هو والبالغين من اسرته في صوم شبه دائم .

    للسيد ثلاث بنات وولد اسمه السيد عزيز . كبرنا وكبر السيد وتغير كل شيء من حولنا إلا سيد طعمة ، الذي ظل ممسكا بعنق القيم النبيلة ولم يغادرها . عندما أوغل صدام بجرائمه لم يكن للسيد والمقربين منه ومن يقصدونه غير الدعاء بان يهلك الله صدام ونظامه ويريهم نهايته .

    كبر سيد عزيز وتزوج وخرج عن طاعة ابيه ، بعدما كان أول من انتمى لحزب البعث  من منطقتنا . مات سيد طعمة قبل نهاية حرب صدام على ايران . مات والحسرة والألم يعتصر قلبه، لأن سيد عزيز أمسى ولداً عاقاً ومؤذياً لكل المقربين من والده .

    لاكت الألسن سيرة سيد عزيز القذرة ، لقد سار في الاتجاه المعاكس لسيرة ابيه ،تمكن مالياً وتحول ببيت جديد بعدما رفضته العلوية والدته وأدانت تصرفاته واعتذرت للمقربين ودموعها تحفر خديها . كانت كثيراً ما تردد هي واغلب المقربين منها المثل العراقي : "النار أتخلف رماد" .

    في العام ٩١ اثناء انتفاضة شعبان حاول الثوار اغتياله ونجا بأعجوبة ، بعدما قمع صدام المنتفضين ، نكل سيد عزيز بالمنتفضين وأسرهم وغيبت اجهزة الأمن اغلب المنتفضين .

    مثلما كان سيد عزيز اول البعثيين في منطقتنا ، كان هو ايضا اول من اصبح وهابياً بعدما جاءت اجهزة صدام الأمنية بالوهابيين ونشرتهم في مناطق الشيعة تنكيلا بالشيعة لأنهم انتفضوا ضد صدام .

    قصٓر ثوبه واطال لحيته وحلق شاربه وارتدى الكوفية (العرقجين) على رأسه بدل عمة ابيه واجداده ، الامَر والادهى انه كان أكثر من الوهابيين أنفسهم حقدا وبغضا على أهله ومقربيه واتباع أهل البيت !.

    وقعت وثائق الدوائر الأمنية بيد الناس تبين ان تقارير عزيز كانت سببا في إعدام  اغلب من ماتوا بمشانق صدام في منطقتنا .

    اكثر من تألموا من افعال عزيز هو جارنا سباهي صديق المرحوم السيد طعمة وأقرب مقربيه . كان يبكي بشدة بين آونة واُخرى، عندما يسأل عن سر بكائه الدائم كان يقول : "اخشى ان يشتم السيد طعمة بسبب افعال ابنه العاق ".

    كم واحد من ساستنا يشبهون عزيز؟.
    هل من أحد منهم يشبه السيد طعمة رحمه الله ؟.
    قالوا :" الولد الصالح صدقة جارية "
    ما هو حكم  الولد العاق المؤذي  ؟.

    "وليس الذئب يأكل لحم ذئب .... ويأكل بَعضُنَا بعضا عيانا"

    حسن الخفاجي
    22/5/2016
    hassan.a.alkhafaji@gmail.com
    التعليقات
    1 - ينگرط ابن السيد خاصة من يفتي
    ياسمين    22/05/2016 - 05:54:4
    اذا كان ابن سيد واحد يضرب به المثل فما بال اولاد السادة الي فرهدو العراق ، صاحبنا مدلل وبيده خبزة شعير ،محد يلوحه لان هو هبة من الله للعراق ولان العراق مرتع لاولاد السادة منذ الازل، ولان الحبربش الي محيطين بالسيد حرامية وبليلة وضحاها اصبحوا من اصحاب الملاييين ولان الجارة ايران موافقة على تصرفات السيد ،ولان امريكا احلى من الشكر على گلبها بهاي الهوسة ولان الفقراء من الناس تفضل اللطم على العلم ولان المنتفعين من الزيارات لايشبعون ولان التاريخ مصخم مليان بالاكاذيب والبطولات الوهمية ،ولاننا لانفهم مامعنى السيد؟؟؟ بس نركض وراء الى يطبل ( فدگ ياطبل دگ ترة العنزة جابت ولد) هسة هو وين !! بالي عليه انمرد الوليد لان جماعته يتنظرون اشارة منه ،وهذا حالنا صار بيد هذا السيد وذاك ،ولان الجنة الموعودة!!! تمر من تحت عباءتهم !! وشر البلية مايضحك عندما سال سائل لماذا هذا الكلب الصغير اغلى من الكلب الكبير اجاب البائع لان هذا كلب ابن كلب ،فكثره الكلاب التي تنهش بك ياعراق ،وقررت امريكا يبقى الحال على ماهو عليه ويبقى السيد وبروح بالدم نفديك ياسيد.
    2 - نقلب السؤال بالعكس
    ابو خلدون    22/05/2016 - 10:37:1
    كم واحد من ساستنا لا يشبهون عزيز؟؟؟؟؟؟؟؟
    3 - اغلب سياسيينا عدي وليس عزيز
    الواسطي    22/05/2016 - 12:10:1
    ربما كان (عزيز ) يعاني من مرض نفسي سببه فقر ابيه وينفس عن نفسه بأذية الناس ، فمابال عدي صدام المجرم ابن المجرم ؟كذلك اليوم لدينا سياسيين ورثوا عن اباءهم جمهورا ، وصدارة ، وأموال ، لكنهم لم يكتفوا ولن يكتفوا حتى يفلس البلد ويصل الى حافة الهاوية التي نقف عليها الان بلا شك ، هؤلاء أمنوا مصالحهم وجنسياتهم في الخارج ، وعند اول علامات الانهيار ستجدهم في اوروبا يتنعمون بالسرقات والخيرات، كما فعل السوداني واشباهه لاوفقهم الله
    4 - صحيح والله
    علاء    22/05/2016 - 12:54:1
    روعة منك يا بطل
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media