يا أبناء سومر واكد وبابل وآشور لقد حان الأوان ودقت ساعة الصفر لإعلانها ثورة عارمة ضد المستهترين بحقوق شعبنا ووطننا وحضارتنا التليدة. حفنة اللصوص التي تتحكم بمقدراتنا جعلت من وطننا مستباحا ومحتلا من قبل أرذل اراذل العنصر البشري الذين اتى بهم المال الوهابي من أطراف الدنيا ليحتلوا هذا البلد مبتدئين باحتلال أجزاء كبيرة منه على ان يكملوا احتلاله بالكامل لاحقا.

ولما تظاهرتم ضد فسادهم واستهتارهم وصفوكم بالمشاغبين والغوغائيين، وانه يقودكم مندسين من ازلام البعث الساقط، وبأنكم ضد الامن والأمان الذي يسود هذا البلد بفضل حكمتهم ودهائهم الخارق بأدارة شؤون هذا البلد. الامن والأمان الذي يقصده هؤلاء القوم هو الامن الذي تنعم به مافياتهم، حيث تحت ظل هذا الامن والأمان يتم تسلقهم المناصب العليا وتتم سرقاتهم للمال العام ويتم عيشهم الرغيد في زريبتهم الخضراء المحصنة بالكونكريت الذي يعزلهم عن الشعب الذي يدعون انهم يحكمونه. وإذا خرجوا من هذه الزريبة المحصنة يخرجون وسط أفواج من الحمايات والعربات المصفحة، وبهذا يضمنون انهم لم يمروا على سكان الصفيح والتنك، وعلى الأطفال الذين يجوبون الشوارع للاستجداء وبيع العلج ليكسبوا قوت عوائلهم، يعملون كل هذا حتى لا تعكر هذه المناظر صفو عيشهم الهانئ.

ولاكنكم، يا أبناء الرافدين الغيارى، لن تقبل مروءتكم وشهامتكم هذه المهازل التي يقوم بها صنيعة العم بريمر الارذال، فتقحمتم ازيز رصاصهم وسحقتم على كبريائهم واعطيتموهم درسا واضحا بأن حصونهم وكونكريتهم لا يمنعكم من الوصول إليهم. وإذا لم يستجيبوا لإرادة شعب وادي الرافدين، فسيكون دخولكم القادم لزريبتهم هو سحلهم كما سحلتم الفاسد عبد الآلة ونوري السعيد من قبل. وليعلم كل من يحاول الدوس على كرامة احفاد سومر واكد وبابل وآشور يكون مصيره السحل.

وارجو ان لا يغيب عن اذهانكم، أيها الابطال، انكم ورثة أعظم حضارة بناها الانسان على وجه المعمورة، الا وهي الحضارة السومرية التي يشهد لها العالم كله انها اول وأعظم حضارة أقيمت على وجه الأرض. ولهذا يجب ان نطمح الى ثورة شاملة نقضي بها على التخلف الذي فرض علينا بحد السيف ولمدة قرون من الزمن، ونعيد مجد حضارتنا التليد ونواكب عالم القرن الواحد والعشرين، ونبين للعالم كله بأننا اهل لوراثة حضارة وادي الرافدين العظيمة.

وصدق النهر الثالث لما قال:

اتعلم ام انت لا تعلم بأن جراح الضحايا فم

فم ليس كالمدعي قولة وليس كآخر يسترحم
تقحم لعنت ازيز الرصاص وجرب من الحض ما يقسم