لا تأتي قيمة وحساسية معركة الفلوجة من حسابات داخلية  فقط ، وإنما تأتي أهميتها من حسابات عربية واقليمية ودولية .

لا تقاس أهمية معركة الفلوجة  بموقعها الجغرافي ومساحتها وقربها من بغداد وكونها مصنعاً ومدرسةً وجسراً للارهابيين الذين يفجرون أنفسهم بين الأبرياء من العراقيين ، ولا لكونها تمثل خطرا حقيقيا على أمن بغداد المنهك أصلاً .

الاعلام العربي المشوه والمشبوه الذي يحمل شارة الكابتن فيه قناة الجزيرة أعطوا للفلوجة أكثر من حجمها وصوروها بعين المغفلين من العرب كلينينغراد ايام حصارها من قبل الجيش النازي، بعض اخوات الجزيرة صورت حصار الفلوجه كحصار كفار قريش للمسلمين الأوائل .

عندما أراد الأمريكان دخولها ومحوها من الخارطة انتقاماً لقتلاهم  الذين علقهم  أعضاء من تنظيم القاعدة بزعامة الزرقاوي المقبور على جسر الفلوجة المشؤوم  ثارت ثائرة المغفلين من العرب واغلب من يسمون انفسهم "مقاومين" وحتى من بينهم فصائل شيعية عراقية ، كانت تقاتل الى جانب الذباحين الذين قتلوا وفجروا الآمنين من أهاليهم .

أصبحت الفلوجة بعد جرائم ارتكبت على ارضها بحق عراقيين ابرياء  مصدراً للعزة والافتخار عند ليس إعلام فريق الجزيرة وإنما اغلب المغفلين من العرب  ومن بينهم بعض مرتزقة الاعلام الذين يرفعون شعار الثورة والتحرر .

الفلوجة تعني لغير هؤلاء الكثير ، فهي تعني لأغلب حكام الخليج وبعض حكام العرب الذين يعادون اي تجربة ديمقراطية في أي مكان في العالم العربي خوفاً من امتداد شراراتها لعروشهم الخاوية ، تعني لهؤلاء ومن يحركهم من الغرب الشوكة التي يدمون بها عين العراق كل حين  ، وتعني للطائفيين منهم "المدينة السنية المقاومة" التي تقتل "الصفويين" كل حين .

لذلك أخر كل هؤلاء معركة الفلوجة كل هذا الوقت الطويل ،عندما رفع الفيتو الامريكي عن تحرير الفلوجة بيد القوات الأمنية والحشد الشعبي ، كأن الإرهابيين ودواعش السياسة وغيرهم  تفاجئوا وعلت صيحاتهم وأكثروا من شتم حكام الخليج وأمريكا قبل شتم "الصفويين"، لا غرابة فهم كانوا مطمئنين انهم محصنون وتظل الفلوجة مرتعاً  للدواعش وشوكة بعين العراق الى أجل غير مسمى ، هكذا وعدوهم. لم يبق للدواعش  وأنصارهم الا قول صدام : "لقد غدر الغادرون".

ياحشدنا وياقواتنا الأمنية البطلة ايها الزاحفون لعين الشر ورأس الأفعى وأنتم محروسون بدعاء العراقيين الشرفاء وقلوبنا معكم . لا تقاتلوا بعقلية الثأر للابرياء من الشهداء ، ولا تذهبوا للبحث عن قتلة  الشهيدين مصطفى العذارى وسمير مراد ، ولا تحملوا دماء المغدورين بسبب دواعش الفلوجة حملاً اضافياً فوق اعناقكم ، أنتم ذاهبون لغاية وغرض اكبر ستحققونه حتماً بعون الله.  أنتم ذاهبون لمعركة سيبرز فيها عراق الحق كله الى معسكر الباطل كله ، الباطل الذي يقف كل المتآمرين على وحدة العراق من دواعش السياسة معه  .

ستنتصرون وبنصركم سينتهي مشروع تقسيم العراق طائفياً ، وبنصركم سيكسر العمود الفقري للارهاب ، وبنصركم سيهزم دواعش السياسة "ولو أعيونهم ما تنكسر" ، وبنصركم سيهزم الاعراب الأشد كفراً ، بعدما تتحقق كل هذه الأهداف فان عيون السيد ناصر العذاري ستقر وهو راقد  في قبره بعد ان مات كمدا على فلذة كبده مصطفى العذاري الذي علق غدراً على جسر الفلوجة . ستقر عيون والدة الشهيد سميرمراد المذبوح ظلماً بسكاكين دواعش الفلوجة وتحت صيحات وتكبير شيوخ عشائر من الدواعش . ستقر عيون الثكالى والأرامل والأيتام وتقر عيون كل من فقد عزيز, وسيفرح بنصركم العراق كله باستثناء الدواعش، وتتعزز مكانة قواته الأمنية وحشده الأمين على أرواح وممتلكات ومستقبل العراق .

أنتم ذاهبون لغاية كبرى شريفة  ستتحقق بعون الله وتتحقق معها كل الأهداف الاخرى ومنها قصاصكم من قتلة الشهداء .

امضوا بيدكم بيرق الحق وأنتم تصارعون باطل العصر فستهزمون بهزيمته الباطل كله وتقصرون من عمر غيمة شر سوداء ظللت سمواتنا .

بيدكم مستقبل العراق الواحد وتلك لعمري أمانة ثقيلة وأنتم أهل لحملها . اعلموا ان اصحاب السوابق من بكوا شرف ثلاجات تكريت ولم يبكوا شرف نساء عراقيات اغتصبن من قبل الإرهابيين  ، هؤلاء سيثيروا عليكم الف الف زوبعة إعلامية ليسرقوا او يغطوا على انتصاراتكم، فلا تلتفتوا لأراجيفهم . اطمئنوا فالله معكم ونحن معكم .

ستبيضون بانتصاركم صحائف سنين لوثها دخان الباطل ، ستعيدون للأطفال فرحهم المسروق وستمسحون شيئا من حزن امهات ثكلن بفلذات أكبادهن ونساء ترملن.

اللهم انصر حشدنا وقواتنا الأمنية نصراً  مبينا  وأدخلهم الى حاضنة الاٍرهاب الفلوجة  بأقل الخسائر, وارفع راية العراق  خفاقة فوق رايات الكفر والارهاب والطائفية ، لتعود الفلوجة أرضاً عراقية بعد ان اغتصبها الاٍرهاب .


الغايات النبيلة تحققها الخطوات الواثقة 

حسن الخفاجي
23/5/2016
hassan.a.alkhafaji@gmail.com