قبح الله إسلامكم
    الأثنين 23 مايو / أيار 2016 - 20:36
    راغب الركابي
    أيها القتله ، ففي كل يوم تثبتون إنكم شر أهل الأرض وألعنهم ، وفي كل يوم نصحو على مجزرة دموية ضد أبرياء ، وفي كل يوم تقولون لنا ألعنوا الإسلام هذا الذي ينتسبون إليه ، إنكم أيها القتلة المجرمون : لا تستحقون الحياة وإن أشهد إن العالم مُقصر جداً في موقفه تجاهكم وفي التعامل معكم بما تستحقون ، إن مجزرة اليوم في طرطوس وفي جبلة السورية ، تحدثنا كم أنتم قتله وعديمي الضمير وإنكم المفسدون في الأرض ، ولهذا كم تستحقون العذاب والسخط من كل إنسان ، وإنكم من نزلت فيهم قوله تعالى : - أقتلوهم حيث ثقفتموهم - ، إنها تدعوا كل حر شريف لملاحقتكم أينما كنتم للقصاص العادل الذي تستحقون .
    إن إسلامكم هذا الفاسد قد لطختموه بكل قبيح وسيء من الأفعال ، وإنكم تتحملون وزره ووزر من يعمل به معكم من هذه الفئة النتنة ، وأنا واثق إنكم لا تفهمون من الإسلام غير هذه الشعارات ، وهذا الدس وهذا الحقد العميق الذي غذته الكراهية والتطرف وسوء الظن والخوف من العدالة التي تهربون منها ، وأنا واثق إنكم لم تتعلموا كيف يجب أن تكون الحياة ؟ ، ولا تعرفون ماذا تريدون ؟ غير هذا الحقد الأعمى وهذه الكراهية لكل شيء جميل في حياتنا ، وإن كنتم تظنون إن - التوحش - سيكون طريقاً لإسلامكم هذا فقد خاب رجائكم وخاب سعيكم ، فبئس الإسلام هذا وبئس الطريق ذاك ، وإن كنتم تظنون إنكم بالقتل والجريمة والإرهاب تنالون المُراد فقد خاب ظنكم ، فالناس كل الناس في بلادنا لا يرهبها الموت ولا لغة التوحش لأنها ببساطة قد تعودت على الموت ، حتى قال قائلهم : لقد أخذنا صورنا مع الموت ، فصرنا له أخوة وأصحاب ، إذن فكل ما تتمنونه من أفعالكم هذا بائت وتبؤا بالفشل .
    وإن الخزي والعار لإسلامكم هذا الذي يقودكم إلى التهلكة ، وإن على العالم من الآن فصاعداً إن يعي الدرس وأن يبتعد عن اللعب السياسية والدعاية الإعلامية الكاذبة ، ويمد اليد بالتعاون مع الشعب والدولة السورية ومع الشعب والحكومة العراقية ، لمحاربة الإرهاب بكل أنواعه ومسمياته وأشكاله إينما وجد وحيثما كان ، وكلامي هذا أوجهه لمن كان للشرف بقية بعد في عمله ، أقول لهم : تعالوا معاً نهزم الشر والإرهاب والجريمة ، هذا الشر وهذا الإرهاب الذي لم يعد محصوراً في بلادنا ، بل بدء يتمدد نحو أوربا وأمريكا ، وسوف لن تكون هناك دول بعد سنيين إن لم نعالج الأمر الآن ، ودعوكم من الشعارات الكبيرة عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، تلك التي يتخبا تحتها ويستفيد منها القتلة والمجرمين ، فحقوق الإنسان هذه لا يجب أن تكون مبرراً للسماح لهؤلاء القتلة في بناء اوكار لهم أوالسماح لهم بالتفكير للأيام المقبلة .
    إننا نتشارك الألم ونتشارك التطلعات ويحدونا أمل واقعي في بناء عالم يسوده الأمن والنظام والقانون ، ولن يكون ذلك ممكنا ً من غير عمل جاد وهدف يكون فيه زوال الإرهاب ومسبباته الجزء الرئيس في عمل الجميع ، لقد صُدمنا اليوم في جبلة وطرطوس ، وصُدمنا قبل أيام في بغداد ونعلم إن المجرم واحد ، وعلينا نحن أبناء البلد وضع ما يستلزم وما يجب لمنع هذا العدوان وتكراره وهذه الهمجية ، وإن تطلب ذلك منا القيام بأعمال متميزة غير مسبوقة ، فالأمن الوطني حرز الوطن وسلامة الناس مسؤولية لا يجب التهاون فيها مهما كانت التبعات ، وهؤلاء الشرذمة لا يستحقون الكثير من التفكير فيما يجب أن نفعله بهم ، فشدوا الهمة أيها الساهرون على أمن البلاد فعدوكم جبان لا يرحم ، وهو في نزعه الأخير فلا تفوتوا الفرصة حتى لا يستغلها الأغيار ، وإني على ثقة إن جيش سوريا وشعبها وجيش العراق وحشده ، لقادرون على حسم الصراع قريباً وقريباً جداً ، وهذا ما نرآه ويرآه غيرنا ، ولهذا يقوم العدو بفعله الجبان هذا لكي يؤثر شيئاً ما في الجبهة الخلفية ، لقد خاب ظنهم فجيوش الحق قادمة تقتلع كل فاسد ومجرم من أرض بلادي ، وسلاماً شهداء العراق ، وسلاماً شهداء سوريا ، ولكم المجد أيها الراحلون نحو السماء ...

    راغب الركابي 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media