السلام عليك أيها الشهيد العظيم مصطفى وعلى روحك وبدنك .. السلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا ... أتوّجه إليك أيها الشهيد العظيم مصطفى في هذا اليوم المجيد من تأريخ شعبنا وأنا مؤمن أنّك ترى وتسمع وأنّك حي ترزق عند ربك كما أخبرنا الله تعالى في كتابه المجيد ( ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أموتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) , أتوّجه إليك وأنا واثق أنّ دمائك الزكية الطاهرة التي فديتها دفاعا عن وطنك , وروحك التي وهبتها في سبيل الدفاع عن العرض والمقدّسات , لن تحمل ذرة من الثأر والحقد والكراهية لتلك الجموع من أهالي مدينة الفلوجة وهم يلّوحون بأياديهم فرحين بأسرك , وواثق أيضا إنّك فرح مثلنا لتحرير الفلوجة وأهلها من القتلة المجرمين , وفرح حتى لتلك الجموع التي هتفت لقتلك , وواثق إنّك تعيش أسعد لحظاتك وأنت ترى رفاقك الجنود وهم يسّطرون أروع ملاحم البطولة والعزّة والكرامة , ويتدافعون للاستشهاد في سبيل تحرير الفلوجة وأهلها من دنس داعش المجرمة القذرة , وواثق أنّك وباقي الشهداء تستقبلون قوافل الشهداء الجدد الذين سقطوا اليوم في معارك تحرير الفلوجة .

تمّنيت أيها الشهيد العظيم مصطفى .. لو أنّك لا زلت على قيد الحياة وتساهم مع رفاقك الجنود بذلك الحلم الذي فديت نفسك من أجله , وتمّنيت أنّ عقارب الساعة تعود للوراء لتخاطب تلك الجموع التي هللّت وهتفت لقتلك , أنّك جئت لخلاصهم وتحريرهم من قبضة القتلة المجرمون , وإنك جئت للدفاع عن أعراضهم من دنس داعش , ولا أخفيك سرّا أيها الشهيد العظيم مصطفى أني أتمنى من الوطنيين والغيارى من أصحاب الضمائر المنصفة من أهالي مدينة الفلوجة , أن يمسحوا من ذاكرة العراقيين تلك الصوّر المؤلمة التي رافقت عملية إعدامك , ويطلقوا أسم مصطفى العذاري على الجسر الذي تمّ إعدامك فيه .. في الختام أقول لك يا مصطفى سلام عليك منّا أيها الشهيد العظيم ما بقي الليل والنهار .

أياد السماوي