اقتحام الخضراء .. وراء الاكمة ما وراءها
    الثلاثاء 24 مايو / أيار 2016 - 09:39
    د. مؤيد عبد الستار
    العجيب ان يدعي البعض ان وراء التظاهرات التي اقتحمت المنطقة الخضراء مندسون ودواعش وارهابيون وعصابات وخونة.. و .. و.. الخ من صفات ما انزل الله بها من سلطان  .
    ويتناسون في لحظة غفوة ضمير ان الشعب المسروق ليلا ونهارا ، والمضروب  يوميا الف بوري ، سئم الانتظار ، ولجأ الى التظاهر لكي يرفع صوته ويعلن عن رأيه . ولكن مع الاسف يبادر البعض ممن يدعي الانتصار للشعب المغلوب على امره ، الى تشجيع السلطة الفاسدة ، والحكومة الفاشلة ، على ضرب المتظاهرين بالرصاص ، وقمع التظاهرات بالوسائل العنيفة ، من رصاص مطاطي ، ورصاص حقيقي ، وغازات مسيلة للدموع ، وربما غازات سامة ، ما ادى الى وفاة اكثر من اربعة  مواطنين ابرياء وجرح عشرات اخرين .
    لم يكن المواطن العراقي بحاجة الى اختراق بوابات الخضراء الكونكريتية لو كانت تظاهراته التي استمرت اشهرا تحت جدارية  جواد سليم في ساحة التحرير قد اتت اكلها ، او اسمعت من في  اذنه وقر ، من مسؤولين ينامون رغدا على افضل المبردات ، ويعاني المواطن من الحر والجوع والعطش .
    منذ اكثر من ثلاثة اعوام ومـذ كان المالكي رئيسا للوزراء ، تظاهر المواطنون الفقراء في ساحة التحرير ، وحذرنا حينها من اندساس الارهابيين والبعثيين  بينهم ، ودعونا الى توخي الحذر من تجـيـير التظاهرات  لمن في قلبهم مرض .
    ولكن استمرار حكام الغفلة في غيهم ، بل زيادة سرقاتهم وتهاونهم في حماية المواطنين والحفاظ على امنهم ، فمليارات الخزينة طارت بين وصيف وبغا . منهم من طار بها الى لندن ومنهم من طار بها الى عمان . وفقدت البلاد محافظاتها الكبرى ، وراحت هدية رخيصة  لداعش وماعش والفواحش .
    وبذلك  اضاع الشعب الصاية والصرماية .
    ومن الغريب ان  زميلا لنا  ، يمدح الحكومة في ما فعلت في ضرب المواطنين بالرصاص !عجبا ...! ان كنت في ساحة الخضراء او في باحتها ، وشاهدت مصابا من ابناء وطنك ، هل ستعالجه ام ستشد على ايدي من ضربه بالرصاص ليقتله ... ؟
    ما معنى قولك  وحسنا فعلت ( الحكومة) !!! هل هناك اية حسنة في ضرب المواطنين بالرصاص ، وكما نعلم انك تعيش في بريطانيا وهي دولة اوربية ، ففي العام الماضي شرعت احدى اشهر الدول الاوربية - السويد - منع قتل الذئاب ، بحجة انها ستنقرض ، حتى الذئاب يمنع رميها بالرصاص ، هذا عدا عن منع اطلاق الرصاص من قبل الشرطة على اي مواطن اعزل ، فكيف تفتي يا عزيزي الطبيب الى  جانب  الحكومة وتجمل فعلتها القبيحة ، وما الفرق بينك في هذه الحالة وبين من كنت تعترض على فتواه في قناة الجزيرة ، القرضاوي ، حين كان يفتي بقتل المسلمين المخالفين لمذهبه  ...؟
    وتاتي ثالثة الاثافي ، حين يعلن رئيس الوزراء في خطابه ، اندساس المندسين في التظاهرات واقتحام الخضراء .
    حسنا سيدي ، لنؤمن معك ومع رجاحة عقلك النير ، ان المقتحمين للخضراء مندسون وعملاء لامريكا وايران والسعودية وتركيا وهونولولو ...
    فماذا تقول عن خطاباتك بالدعوة الى الاصلاح وطلبك مساندة الجماهير ؟ ماذا تريد من الجماهير ان تعمل ؟ هل تريدها ان تتكحل و تتزين وتقعد لك على رصيف ساحة التحرير  تصفق  وتغني لك يا عزيز الروح يا بعد عيني ...!!
     ان المواطن العراقي فقد الامل في اي اصلاح ياتي من قبل حزب رئيس الوزراء او الاحزاب المؤتفلة في نهب الدولة ، سواء في مجلس النواب ام في رئاسة الجمهورية ام في رئاسة الوزراء .
     وما على العبادي الا ترك الساحة السياسية لانه اثبت فشله الكبير ، ومن الخير له العودة من حيث اتى ، والرجوع الى احضان الام الرؤوم اليزابيث عسى ان يلقى عندها الرعاية الاجتماعية الكفيلة باعالته  بطريقة افضل من تلك التي يعتاش بها على خزينة الدولة العراقية التي باتت مستجدية  لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وصندوق ابو عليوي .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media