بغداد و السويد .. فرق البيئة
    الثلاثاء 24 مايو / أيار 2016 - 21:30
    د. مؤيد عبد الستار
    لا يستطيع العراقي الامساك بتلابيب الفرح طويلا ، فما ان فرح البلد بنجاح الهجوم على داعش الفلوجة ، وتحقيق الانتصارات السريعة على وكر الارهاب الاول في العراق ، حتى صدمتنا انباء اختيار بغداد كأسوأ مدينة في العالم يمكن ان يعيش فيها الناس .
    فقد اعلنت احدى كبريات الشركات الاستشارية  للموارد البشرية Mercer اسماء  مجموعة مدن تزيد على ثلاثين مدينة من مدن العالم في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية ، كانت بغداد على رأس القائمة من ناحية  سوء الخدمات والمدارس والامن .
    المحزن ان مدنا في مجاهل افريقيا مثل مزيزيما - في تنزانيا ، وتسمى دار السلام ايضا -  ولواندا في انغولا ونواكشوط في موريتانيا ولاهور في الباكستان .. الخ تعد افضل من بغداد .... ماشاء الله  .
    لو حسبنا في جردة قلم بسيطة ، او حساب عرب ، بمعنى اخر وحسب مصطلح بغدادي مشهورة : غوتره ، اي لا على التعيين في لغة الضاد ، لوجدنا ان مضي  اكثر من درزن - ويقال دزينة ايضا -  من السنين على سقوط النظام الصدامي ، واحتلال اصحاب الشارات البيض والسود على دست الحكم ، لم يحسن صورة بغداد ، رغم الاستيلاء على المناطق المشهورة من قبل احفاد ابناء المراجع العظام .
    بينما لو قارنا ما حدث للمدينة من خراب على ايدي امناء العاصمة ورؤوساء البلدية والمحافظين الجدد والقدامي ، بدء من والي بغداد  الطلفاحي  وانتهاء بامينتها الامينة ، سوف لا  نجد من بنى فيها معلما يستحق الذكر ، ولو عادت بنا الذاكرة الى عهد الشهيد الراحل عبد الكريم قاسم ، الذي قضى في الحكم  حوالي خمس سنوات ، سنجد انه شـيد فيها المدن والمستشفيات والمدارس ما لا يستطيع احد نكرانه وما زال ماثلا الى اليوم .
    فلا غرابة ان نجد العجب  ونلمس  الفرق الهائل بين مخلص نزيه ، ولصوص خانوا الامانة ، امانة الوطن والنفس وخسروا الدنيا والاخرة ، رغم ادعائهم الاسلام ، وحملهم الخواتم في الاصابع والمسابح في الايدي غير الكريمة ووشم الجباه بعلامات المسكنة والتوبة .
    ان مسؤولية اعادة الوجه الناصع الى بغداد ، وجعلها مدينة حضارية يستحق اهلها العيش الكريم فيها تقع على عاتق الدولة اولا ، وعلى عاتق ابناء المدينة ثانيا . فمسؤولية الجهات البلدية والحكومية تتمثل بتخصيص الاموال وتسليمها الى ايدي امينة من اصحاب المقدرة والكفاءة ، لا من اصحاب الجيوب المنتفخة من اكل اموال السحت الحرام . والاستعانة بشركات عالمية لتشييد البنى التحتية الضرورية للمدينة ، والتفكير في بناء عاصمة ادارية جديدة  للعراق يتم تخطيطها وفق احدث الدراسات كي تصبح في المستقبل القريب عاصمة تستحق تمثيل دولة نفطية غنية مثل العراق الذي ما زال يدفع ضريبة التخلف الذي تركه النظام الصدامي ، واستمر فيه السادة الجدد .
    ولكي نضرب مثالا على اهتمام الدول الكبرى بالبيئة ، نرفق مع المقال صورة لعربة نقل الازبال في السويد ، وهي عربة صديقة للبيئة ، تستخدم الخيول ، كي يتجنبوا تلوث البيئة الذي تسببه السيارات الحديثة ، هذا في السويد ، اما في العراق فقد شاهدت سابقا  الشركات التركية تقوم بخدمات تنظيف الشوارع مستخدمة السيارات الحديثة المستوردة ، بينما بامكان البلاد الاستفادة من الوسائل البسيطة المتاحة لها في بلد ما زال في مرحلة البداوة والعشائرية .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media