ولاية Isis ام امبراطورية Trump ؟
    الثلاثاء 24 مايو / أيار 2016 - 21:47
    عبد الصاحب الناصر
    مهندس معماري - لندن
    ربما يبدو هذا العنوان غريب بعض الشيء لبعض الناس التي ابتلت بفشل " سياسات او تصرفات امبراطورية العصر" . كما يحلو للامريكان الادعاء  بان هذا العصر هو عصر امبراطوريتهم  كغيرهم من الامبراطوريات القديمة .
    اضيف تصورا اؤمن به ليصبح هذا المقال اكثر اغراء توخيا  ان يطلع عليه اكثر الناس ، و بالاخص الذين يدورون في دوامة الديمقراطية و الوطنية و الصدرية و حتى الاسلامية . كمبدأ للحياة .
    ولاية مقتدى و داعش و العبادي و عمار و مسعود و من ثم المرشح الامريكي Trump
    فمن منطق السيطرة على العالم بطرق غير مباشرة بدعوة الحفاظ  على السلام العالمي و من اجل استمرارية الانظمة الديمقراطية في العالم . و بان هذا العصر و  الوضع العالمي  هو من  صميم واجباتهم كاعظم قوة عرفها " انسان " #1  . لكن  الواقع يقول لنا،  ان طريقتهم في ادارة هذه الامبراطورية قد فشلت منذ حرب فيتنام . # 2  بل قبلها منذ اغتيال اول رئيس انتخب " ديمقراطيا " كالرئيس ابراهام لنكلن ثم جيمس كارفيلد و بعده وليم مكننلي و جون فتجرالد كندي ، هذا اذا تركنا جانبا محاولات اغتيال رؤساء اخرون كلهم  منتخبون " ديمقراطيا" . و  محاولة اغتيال مرشحون قبل انتخابهم ، و  ربما يبدو هذا الامر اغرب لمن تناسا هذه الحقيقة الدامغة التي تمس روح و جدلية ( الحفاظ ) على الديمقراطية في العالم في بلد يغتال رؤسائه المنتخبون " ديمقراطيا" ! .
    ما هو اعظم خلل في الاسلوب الامريكي في ادارة الدولة ، ناهيك عن ادارة العالم . هو التناقض بين الممارسات الديمقراطية و بين شراهة الرأسمالية التي ليس لها حدود واضحة تتصرف  كافة تنخب في النظام الامريكي  نفسه  مهما كان اسلوب ممارساته  و سعة انتشار الديمقراطية لشعبه .
    هذا الموضوع  ، اكبر من ان يخوض فيه انسان بسيط مثلي . الا انني ساكتب عنه من منطلق  جدلية من خلق داعش ؟ و من سينتخب رجل مثل Donald Trump . و من منطلق الوضع العراقي الحالي الذي  في متاهات و ضياع غير طبيعي .
    تتحدث السيدة جودي سكوت Judy Scott" مؤرخة امريكية" ذات جوائز تقديرية كثيرة اعترافا بمكانتها الاكاديمية كمؤرخة تحترم اقوالها . تتحدث عن اسلوب سمي مؤخرا "بغطرسة القوة" التي تصاحب النظام الديمقراطي في بلدها . تقول :- اخذت تفقد امريكا كل مصداقيتها في العالم و إن مازالت تحتفظ بولاء الكثير من قادة العالم ، إلا إن هذا الولاء مصحوب بالرهبة  و اكثر ، مصحوب  بالخوف من التصفية الجسدية على اقل تقدير . فتكون عند قادة العالم نوع من الازدواجية " الولائية" او "   hypocrisy  " و توسع هذا الارهاب الولائي الى استغلال شره ليصيب امريكا نفسها و يمس في سيطرتها على مواليها ، وباتت التفرقة العنصرية تضرب في تكوينها الديموغرافي و حتى المكاني ، حيث تكون ما يسمى ( مجازا) ب  ديمكرافك ببولس كاتشمنت اريا (  populace demographics catchment areas   ) .كمنطق الجنوب الشرقي الى ولاية جورجيا  صعودا حيث يكوّن الافرو امريكان الاكثرية الاثنية و الاكثرية ال هسبانية و اخرى في الجنوب الغربي كاكثرية هسبانية مكسيكية ، ثم الشمال الشرقي  و  تمركز الاكثرية الانكلوسكسونية ، و هكذا .
    الكل يعرف حق المعرفة من اسس و كون  الافغان العرب ثم الطلبان و بعدها القاعدة وداعش و النصرة و ابو سياف و بوكو حرام  و الشباب الصومالي ،،،الخ. ، و تلتها تفرعات من نفس هذه المخلوفات المتوحشة . لم تعد هذه المخلوقات  تخيف العالم الثالث فقط ، بل تخيف كل العالم و بضمنها امريكا ، و ما التفجيرات بين فترة و اخرى في بلدان " ديمقراطية" الا شواهد ( صامتة ) على التهديد المباشر لمن لا يؤمن بسلطة الولايات المتحدة الامريكية  ( المطلقة ) .اخذت تظهر للعلن حقائق عن من  كان وراء تفجيرات ١١/٩ و من يستر البحث عن حقائق سميت ب الثمانية و العشرون صفحة (The 28 Pages )، التي اخفاها الرئيس بوش الابن و جماعته الى هذا اليوم .و التي تظهر حقيقة اشتراك العائلة السعودية و الادارة السعودية مباشرة بتفجيرات ايلول ٢٠٠١ . و بالاخص  " بندر" الابن غير الشرعي للامير سلطان بن عبد العزيز .اقرب عربي للعائلة البوشية و للادارة الامريكية . اتذكر ، كيف قال الرئيس بوش الاب في مقابلة مع الكاتب الامريكي بوب ودوورد كما ذكرها في كتابه (The War Within  ،  Bob Woodward   )
    ، انه استشار بندر قبل ترشيح ابنه جورج عن امكانية نجاحه و عن المساعدات السعودية الازمة لحملاته الانتخابية .
    ليس ظهور شخص مثل دونالد ترمب و بهذه الصورة  البشعة و الصلفة و التطرف العنصري و الديني الا استمرار لاستنزاف و تخويف كل العالم . ليس هذا  من الخيال او من العداء لاي مشروع امريكي . بل هو استنتاج واقعي لتصرفات فأت مسيطرة على رأس المل و الاعلام و الشركات متعددة الجنسية ، خصوصا الصناعية . و حتى  حكام الدول الغربية و مواطنيها يشعرون بذعر من معاداة او من مصارحة الشعوب الغربية عن هذه الاعمال او الافعال .. فلا فرق بين داعش وظهور ترمب و سياسته من حيث الاهداف  الرئيسية التي مازالت تعتمد على سياسة "غطرسة القوة" .و التي تتبنى اساليب "الفوضى الخلاقة ".و ضمن نفاق اسلوب الفوضى الخلاقة ، نرى كيف ان   كل سياسي امريكا ينتقد دونالد ترمب في وقت تشتغل كل وسائل الاعلام  الكبيرة و الغنية لصالحه و كيف تهيا  اذهان  الشعب الامريكي لانتخابه .ان ترامب و داعش و ما شاكلها من تكوينات  ارهابية ، ما هي الا سياسة التخويف  من الارهاب بارهاب  لكن من نوع اخر مساوي له و متوازي زمنينا معه و متكامل  استعدادا و تعاوننا  يسير محاذيا لسياسة امريكا و رأسماليها .
    .اليس من حقنا إذا ان نعتقد ان الوضع الحالي في العراق . لا حكومة تسيطر على الوضع الامني و المالي و الاداري ، ولا مجلس نواب يعقد  و هو من صميم واجباته و لا احزاب تتخوف من منتخبيها . اليس هذا نوع من الفوضى الخلاقة التي تتعامل بها الولايات الامريكية ؟ ربما يتصور البعض و عن حسن نية خالصة ، ان الشعب العراقي لا يكوّن شعبا كاي من الشعوب و انه منقسم على نفسه . فمن يا ترى يتصور ان شعب خرج  توا من ارهاب سلطة البعث الغاشم  سيصبح  بين يوم و اخر ديمقراطيا و  يتصرف تصرفا ديمقراطيا  حد النعلجة و كانه كان يعيش في نعيم و بطر و سعادة. إذا سياسة الفوضى ستستمر و ستشمل بلدانا كثيرة .
    و هذه شواهد لا يتمكن  حتى سياسي  امريكا بكل امكاناتهم المادية و الاعلامية  من اخفائها،  لانها تمس صميم فشلهم في ادارة  امبراطورية هذا العصر .اما عالمنا "العربي " و معه العالم الاسلامي ، فيضيع في كل الاتجاهات . عالم يتراجع كبول البعير، عالم خرج من التاريخ و اصبح عالة علي العالم  .صحيح ان البلدان الاوربية تخضع لسيطرة الغطرسة الامريكية ، لكنها مازالت تنتعش و تتطور و تدير امور مواطنيها ضمن الممكن و المسموح به من صاحب سلطة غطرسة القوة . كذلك صحيح ان المواد الاولية لصناعة الارهاب مازالت اكثريتها تنبع و تنمو و تترعرع في المملكة العربية السعودية  و في بعض دول الخليج ، الا انها اخذت تنتشر في بلدان كثيرة بعيدة  تدين  بالاسلام و هذا محصل ذو هدفان واضحان   هما الارهابيون الانتحاريون و هدف مستور ينتظر التوقيتات التي ستاتي من الغرب الامريكي  يوم تصبح الحاجة لها  مخرج للورط التي فشلت امريكا بانتاجها ، اي في وقت الحاجة لها . لم يختلق مقتدى الصدر شعار " شلع قلع " من عنده ، هو لا يملك هذا الوضوح و لا هذا التفكير.و لا يتمكن من المضي  لاكثر من خطوة قدم  اساسا. ( ربما ) و لا اعرف ان كنت مصيب ، ان ترمب لا يفرق في تفكيره عن مقتدى، الا  الفرق في  تعليمهم . و هناك فرق عظيم و واسع بين التعليم و الثقافة. و سنرى في الايام و الاشهر القادمة فوضى و غطرسة و ارهاب و تخويف و حتى حروب اقتصادية تقودها " الامبراطورية " الامريكية ، فها هي فنزويلا  مثلا ، في هفك (  Havoc ) اقتصادي يسير بها الى الافلاس  و الهاوية ، تضخم بمئات الممرات بحيث اصبح سعر الهامبركر ب ١٢٤  دولار . ان " الامبراطورية "الامريكية  لا  تؤسس حضارة او ثقافة و اساليب ديمقراطية للحكم ، و صحيح ايضا انها تؤسس لحضارة علمية واسعة  التطور  لم يسبق لها مثيل في السابق .  لكنها تصر  بتشويه كل ما اسسته الحضارة الغربية التي اعتمدت  على الحضارات السابقة القديمة المتتالية  منذ سومر و بابل و اليونان و الرومان الى الحضارات الاوربية و  على التاريخ و العلوم في مسيرتها الخلاقة الحقيقة ، فمن لا تاريخ له لا يؤسس لحضارات مهما كان غنيا و متمكننا ماديا و عدديا و حتى عسكريا . فهذه السعودية  بكل  غناها  لم تتمكن من كبح جماح الوهابية السلفية الظلامية ، التي تخيف اليوم حتى اكثر اصدقاء امريكا  التصاقا  من دول الغرب ، و تخيف حتى  عائلة  ال سعود انفسهم .
    عبد الصاحب الناصر
    لندن في 21/05/2016
    ملاحظة . سينشر هذا المقال بعد نشره خصيصا في صحيفة المثقف الغراء.
    ادنا رابط للمقابلة مع المؤرخة الامريكية السيدة Judy Scott
    https://www.youtube.com/watch?v=pvJOMOaqLEI
    ملاحظات"-
    #1 طالما يستعمل الاعلام الامريكي هذا المصطلح (  كاعظم قوة عرفها " انسان "  ) للدلالة على الانسان في كل العصور و الا زمنة منذ بدء الخليقة . و هذا مصطلح مملوء تعالي و افتخار و فيه من الصلافة اللغوية ما يدل على احتقار بقية الامم .
    # 2 الرؤساء  الذين اغتيلوا في امريكا :ـ
    Abraham Lincoln
    James A. Garfield
    William McKinley
    John F.   Kennedy  و اخيه المرشح للرآسة Robert F. Kennedy      
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media