سيكون خائناً
    الثلاثاء 24 مايو / أيار 2016 - 21:53
    عزيز الإبراهيمي
    كل من يبني مسجدا ليشق به وحدة المسلمين كمن بنى مسجد ضرار, سيكون خائناً كل من يدعوك الى مرافقته الى الصلاة في المسجد, بينما يرى النار تلتهم بيتك, كما كان يردد علي شريعتي, وسيكون خائناً من يدعوك الى التظاهر في الجمعة المقبلة, بينما تنشغل القوات الامنية بقتل رأس الافعى في الفلوجة, التي طال لدغها لابناء هذا الشعب المسكين, سيكون خائناً أي سياسي يحاول القيام بحركات تشغل الرأي العام عن ترقب النصر, ودعم صانعيه.
    الاصلاح كلمة يطرب لها المخلصون من ابناء هذا البلد, بعد ان اصبح الفساد واقعاً مأساويا لا لكونه حالة استجدت في مسيرة الدولة, بل لان غطاء الثراء الذي امتلكته قد تهرء, فبان للجميع قبح الممارسات التي طالما كانوا في غفلة عنها.
    الاصلاح شعار يرفعه الجميع, ولكن وحدهم العقلاء والمخلصين من يترجموه الى مطالب على شكل ممارسات, وقوانين, على الدولة القيام بها, ويكونوا على دراية ان ذلك يستغرق وقتاً, ولايأتي بكبسة زر, ويدركون انه ثقافة بناء تقتضي رفع المتضرر, وتقويم المعوج, واسناد المائل لا الضرب على الاسس, وتهديم الهيكل.
    أما اولئك المتجمدون على هذه الكلمة, ولا يقدرون على إعطاء تعريف لها, فهم على قسمين : مغرضون همهم نسف المنجزات واشاعة الفوضى, ومساكين قد اضر بهم سيف الفساد, فخرجوا حانقين على كل شيء, وكلاهما يشترك في امر واحد, وهو اعطاء وصف الهدم للاصلاح.
    لا تحظى معركة الموصل المرتقبة بالاهيمة كما هي معركة الفلوجة الان لاعتبارات كثيرة, من حيث موقع هذه المدينة في جسد الدولة العراقية, ورمزيتها لمقاتلي داعش والدول الساندة لهم, ومساحة هذه المدينة, وعدد سكانها, فالنصر القادم ان شاء الله على ايدي ابطالنا يوفر رصيد مهم من المعنويات, والخبرة في التعامل مع المدن المأهولة المراد تحريرها, الامر الذي يوفر سهولة كبيرة في تحرير الموصل, لذلك فمن يشوش على هذه المعركة, فأن صفة الخيانة ستلحقه جاهلا كان ام عامد.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media