بارزاني يجدّد التأكيد على إجراء استفتاء الاستقلال خلال العام الحالي.. لاهور طالباني يعدّها محاولة للتغطية على الفشل في إدارة دفّة الحكم
السليمانية: عباس كارزي (الصباح الجديد) - رد مسؤول وكالة الحماية والمعلومات في مجلس امن اقليم كردستان لاهور شيخ جنكي طالباني على المطالبات المتكررة لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني باجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم، عادّا الاطراف التي تروج لمسألة الاستفتاء في الوقت الراهن تحاول التغطية على فشلها السياسي في ظل عدم وجود وتهيئة الارضية المناسبة لهكذا طرح في الوقت الراهن .
مسؤول وكالة الحماية والمعلومات اضاف خلال مشاركته في منتدى حول الحرب على داعش في البرلمان الاوروبي امس الثلاثاء تابعته الصباح الجديد ان جملة من الامور يجب توفرها قبيل المطالبة باجراء الاستفتاء، في مقدمتها تطبيع الاوضاع السياسية وترتيب البيت الكردي واعادة تفعيل البرلمان المعطل في الاقليم.
طالباني عدَّ في سياق منفصل تنظيم داعش خطر يحدق بجميع دول المنطقة والعالم وليس بالعراق وسوريا فقط، لافتا الى ان الارهاب تحول الى مشكلة تتطلب توحيد الجهود والتعاون للقضاء عليه، قائلاَ «جزء كبير من المشكلات السياسية الداخلية في العراق يعود الى تمدد داعش في مناطق واسعة منه».
طالباني اكد ضرورة ان يسرع التحالف الدولي من مساعداته لسوريا والعراق للقضاء على داعش، وطالب الولايات المتحدة واوروبا بلعب دور اكبر في محاربة الارهاب في العراق، الى جانب سعيها لترسيخ الارضية الملائمة لانهاء الخلافات الداخلية والمشكلات السياسية في العراق، شاكرا دول التحلف الدولي لدعمها المستمر للقوات المتصدية لداعش في العراق وسوريا.
شيخ جنكي تطرق الى الاوضاع في المناطق الكردية بسوريا مطالباً دول التحالف بالاستمرار في دعمها لقوات وحدات حماية الشعب الكردية، مؤكداً ان التعاون الموجود حالياَ بين الولايات المتحدة وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا جاء بنتائج ايجابية تمكنت على اثره تلك القوات من تحقيق انتصارات كبيرة على الارهاب، مطالبا الحكومة التركية بعدم اعتبار حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري عدوا لها، مؤكدا ان القضية الكردية لا تحل بالحرب والقتال.
وندد لاهور طالباني بقيام الحزب الديمقراطي الكردستاني بحفر خندق بين الاقليم وكردستان سوريا قائلاَ «انهم في الوقت الذي يطالبون بانهاء اتفاقية سايكس بيكو، فانهم خلقوا سايكس بيكو جديدة بين اقليم كردستان وغربي كردستان»، مؤكداً ان الكرد في سوريا بحاجة الى مساعدات عاجلة من حكومة الاقليم وهو ما يتطلب فتح الحدود والغاء الحدود المصطنعة بيننا.
وعدَّ مسؤول وكالة الحماية والمعلومات بحكومة الاقليم الاتفاق بين حركة التغيير والاتحاد الوطني في ظل الاوضاع الحساسة الحالية التي تمر بها المنطقة والاقليم تحديداً، مهما لاجراء الاصلاحات السياسية والادارية، بما يهيئ لاعادة تفعيل عمل برلمان الاقليم. وكان رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني قد اكد اجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم قبل نهاية العام الحالي، مؤكداً «ان لا احد يستطيع ان يعرقل هذا الحق الذي يمتلكه شعب كردستان».
بارزاني قال في لقاء اجراه مع صحيفة سويدية نشرته عدد من المواقع الكردية تابعته الصباح الجديد، ان الحدود الحالية التي وضعتها القوى العظمى للمنطقة قد انتهت على ارض الواقع، «لذا يجب على العالم ان يقر بالواقع الجديد».
وبخصوص مسألة الاستفتاء اوضح بارزاني ان تلك المسألة تكمن في العودة الى رأي الشعب واذا ما كان يريد الاستقلال او البقاء ضمن العراق، ملوحا بانه لن يسمح بفرض اية حلول على شعب كردستان، وحول موعد اعلان الدولة الكردية اشار الى ان الامور مهيأة الان وانه سيجري الاستفتاء خلال العام الحالي.
يشار الى ان اغلب الاطراف السياسية في اقليم كردستان برغم تأكيداتها المستمرة على حق تقرير المصير، الا انها عدّت صراحة استخدام بارزاني لمسألة الاسفتتاء، مزايدة سياسية ومحاولة منه للتغطية على فشله سياسيا في ادارة مؤسسات الاقليم، الذي تعطل برلمانه بقرار من المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني على خلفية ازمة رئاسة الاقليم، ويعاني من ازمات سياسية واقتصادية تعصف بحكومته، شكلت تداعياتها عبئاً كبيراً على كاهل المواطنين، الذين فقدوا ثقتهم بحكومة الاقليم التي تعجز عن تأمين رواتب موظفيها.