اقتبس من كتاب "مجالس الأدب في بغداد" للكاتب حسين حاتم الكرخي. الكتاب ينقل عن الشاعر المُلا عبود الكرخي في الصفحة رقم ٣٤٢: (يقول الكرخي سمعت بأذني في ديوان وزارة الداخلية متنفذا يسأل منتسبا: "متى تنتهي الحرب في فلسطين؟ فأجابه ساخرا اسألوا حسون ابو الجبن".
المعروف ان حسون ابو الجبن كان كثير التظاهر من اجل قضية فلسطين) انتهى الاقتباس
كتب كيسنجر في مذكراته في الصفحة ١٦٩ : ”حتى الآن لا أتمكن من الكلام عن فيتنام دون إبداء الم وحزن عميقين” وفي الصفحة ١٧٥ كتب: "ان عدم الانتصار يساوي الهزيمة ، كنّا نخوض حربا عسكرية ضد عدو لا يقلد ".
مبعث الم وحزن كيسنجر ناتج عن الخسائر الكبيرة التي تكبدتها أمريكا في فيتنام .
كان كيسنجر يظن ان مفاوضاته مع الوفد الفيتنامي الذي فاوضه في باريس ستكون سهلة يفرض فيها القوي – أمريكا – شروطه ، لكنه واجه وفداً مفاوضاً صعباً. كان الوفد الفيتنامي بقيادة ”لي دوك ثو” صلباً ، ربما أكثر صلابة من المقاتلين في الميدان ، حتى أن رئيس الوفد الفيتنامي تعمد إذلال كيسنجر أكثر من مرة وكان لا يلين ولا يستسلم ولا ينخدع بليونة ودهاء كسينجر .
وقفت الحرب وفق شروط فرضها الفيتناميون .
ما اريد قولة ان للمعارك والحروب وجهان وجه عسكري ووجه سياسي . السؤال الذي يطرح نفسه: هل ان أداء كل ساستنا بمستوى أداء ما سطره ويسطره الاشاوس من ملاحم من جيش وشرطة وحشد شعبي وحشد عشائري وفصائل مقاتلة؟.
سأترك الإجابة للعراقيين .
العراق بعد الانتصارات المتلاحقة على الدواعش في ميادين المنازلة بحاجة فعلية الى ساسة جدد ينهوا دور ساسة الدواعش وان بدّل ساسة الدواعش مواقفهم بعد الانتصارات. ساستنا الحاليين غير قادرين على إنجاز هذه المهمة والدليل ان ساسة الدواعش تُركوا يثيروا بتصريحاتهم اثناء المعركة غبار الفتن والتحريض ضد الحشد الشعبي دون رادع حقيقي من أحد من اقطاب السلطة التنفيذية وكأن الامر لا يعنيهم . علما ان ساسة الدواعش يجب ان يحاكموا بتهمة الخيانة العظمى .
لنترك هؤلاء ونتوجه بمجموعة أسئلة الى السيد وزير الخارجية إبراهيم الجعفري إجاباتها يعرفها كل العراقيين .
هل الأداء الدبلوماسي كان موازيا لأداء مقاتلينا على أرض الفلوجة ؟.
هل العراق محمية سعودية ام دولة مستقلة ؟.
هل السبهان سفير يخضع لضوابط العمل الدبلوماسي ام مندوب سامي للملكة السعودية "العظمى" التي لا يغيب عنها الشر ؟.
لماذا تكلف ياسيادة وزير الخارجية ولمرات عدة الناطق باسم وزارة الخارجية السيد أحمد جمال بالرد على افعال وأقوال تصل لدرجة الجرائم يقوم بها المندوب السامي السعودي منذ ان وطأة أقدامه العفنة أرض العراق المقدسة ؟.
لماذ قبلت ياسيادة الوزير بسفير من خلفية أمنية مخابراتية وكان من الممكن القبول بسفير من خلفية دبلوماسية ؟.
لماذا لا تطبق بحق السفير السعودي المسيء الذي يهدد الوحدة الوطنية والسلم الأهلي ضوابط العمل الدبلوماسي وهل تكفي كل مرة بتوجيه الإنذارات ؟.
هل تخاف او تخشى او تخجل ياسيادة وزير خارجيتنا من مواجهة السفير السعودي بأفعاله ؟.
متى يصبح السفير السعودي شخصا غير مرغوب فيه في العراق أي متى يطرد ؟.
هذه اسألة وأسألة اخرى على لسان اغلب العراقيين .
هل ستجيبنا على هذه الأسئلة وتتخذ الإجراء الصائب. ام نرجع خائبين ونسأل حسون ابو الجبن؟.
خاطرة من وحي انتصارات مقاتلينا في الفلوجة .
يامقاتلينا يامن فقأتم عين الشر في الفلوجة ولو اني بعيد عنكم ، لكن روحي ترفرف حولكم . عشت المعركة لحظة بلحظة ، لكن البعد منعني من ان أخذ حفنة تراب من تحت اقدامكم الطاهرة وأقبلها وأبخر بها طيف مصطفى العذاري الذي لازالت نظراته وتساؤلاته تلاحقني معاتبة .
لماذا لم تكتب مقالا عني يواسي عائلتي ويضمد جراحي ؟.
أقسمت يا مصطفى مثل قسم جارتنا الحاجة صبرية التي أقسمت من قبل انها لن تزور الامام الحسين ع ان لم يأخذ بثأره من حسين كامل ونفذت قسمها ودخلت الى ضريح الامام الحسين يوم مقتل حسين كامل مزغردة قائلة بصوت سمعه كل من كان في مرقده ع: "اليوم أجيتك من أخذت بثأرك من حسين كامل "
يا مصطفى العذاري وياسمير مراد ويأمن اجهل اسمه ذلك العراقي السني النبيل الذي دفن الشهيد العذاري واعدم وعلق في مكانه وكل من غدروا في الفلوجة بإمكاني الآن ان اتطلع الى وجوهكم و أخاطبكم بعزيمة وصلتني شحناتها من دماء شهداء لحقوك في الفلوجة ودماء جرحى وعرق صائمين توسدوا ارض السواتر. بإمكاني ان أقول ان أقدامك يامصطفى ارتفعت فوق منائر وقباب مساجدهم وان كفيك البارزتين في صور اعدامك القابضين على جمر الوطن بإمكانك ان تفتحهما لتضم الى صدرك اخوتك الشهداء ولتمر بلسما تداوي الجرحى وتصافح اكف صادقي الوعد الذين وعدوك بالثأر لك ولكل شهداء العراق وأوفوا بوعدهم.
يامصطفى ساشعل روحي بخورا في مجلس عزائك في الفلوجة لعل دخاني يلامس وجوه الأبطال الذين ثأروا لكل العراقين وفقأوا عين الشر في الفلوجة .
سامحني يامصطفى وكف نظرات عتب منك تلاحقني فالبركة فيمن كفى ووفى, وهم ليسوا بحاجة لمدحنا او ان نسميهم بالاسم .
الأبطال يعرفون بافعالهم والجبناء يلوذون بغيرهم .
رحم الله الزهاوي الذي قال:
"ان كان للمرء عزم في إرادته***فلا الطبيعة تثنيه ولا القدر"
"توقد عزمي يترك الماء جمرة***وحيلة حلمي تترك السيف مبردا"
حسن الخفاجي
18/6/2016
hassan.a.alkhafaji@gmail.com