ابطال الحشد الشعبي... اسطورة تزلزل أعماق الانذال... ممن أصروا يوما على "الحل السلمي" !!
    السبت 18 يونيو / حزيران 2016 - 20:29
    أ. د. حسين حامد حسين
    "يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا كافر" ...
    بهذه الكلمات المفعمة بالوفاء لنبل الايمان والفخر من اجل نيل الشهادة ، وصف الرسول الأعظم أبا القاسم محمد "صلى الله عليه واله وسلم" ، رأي الخالق تعالى بأمام المتقين علي "كرم الله وجهه" ، وهو وصف باعتقادنا يمكن ان يكون متطابقا مع ايمان الحشد الشعبي في عشقه وتضحياته للوطن وحب المؤمنين وتقديسهم له لمواقفه التي اصبحت اسطورة العصر ، يقابل كل ذلك ، بغظ الانذال المارقين لابطالنا الميامين هؤلاء، عند محاولة تصوير خصوصية الايمان كقضية تكون "الشهادة" هي المحك  كقربان من اجل مرضات الخالق تعالى في مواقف البطولة الاستثنائية ، وفي زمن ضاعت فيه القيم واسترخصت فيه الرجولة كبريائها وانزوت في احضان الهوان.
    ففي 26 فبراير / شباط 2014 ، وتحت مقال بعنوان "أزمة الفلوجة وارهاب داعش لن ينتهيا سلميا ... ومغالطة ذلك تعني تشجيع الارهاب لا غير..." ، كتبنا ...
    (ربما تسعى حكومة المالكي الان الى استنفاذ جميع الوسائل السلمية من اجل حل النزاع في الانبار ، ولكن عليها ان تدرك أيضا ، ان محاولاتها هذه تقود الى بعض نتائج الهامة :
    أولها: انها تشجع كتل البعثيين ممن يسمون انفسهم "متحدون" وما هم بمتحدين ، او الاخرى "جبهة الخوار" او "الوطنية" أو غيرهم ، على التمادي في ممارسة الضغوط ضد الحكومة كوسيلة لمبدأ "الهجوم افضل وسائل الدفاع" من اجل تمرير مشاريع تقف ضد مصالح شعبنا من بينها مثلا مشروع العفو العام واطلاق سراح الارهابيين والقتلة في السجون والتمادي في بقاء اعضاء متحدون في وئام وانسجام مع الكتل الكردية خارج المشاركة في جلسات البرلمان لتمييع تمرير الموازنة الاتحادية والمماطلة حتى انفضاض مدة عمل البرلمان لهذه الدورة.
    والثانية: هي ان ازمة الفلوجة وسيطرة ارهابي داعش هناك مع ضباط الحرس الجمهوري ، قد تم استغلالها من خلال "الهدنة" و"الدبلوماسية " من قبل الحكومة معهم ومع العشائر الموالية لهم، والذي نعتقده قد أفضى الى منحهم فرصا لاعادة تنظيم قواهم بعد الضربات الماحقة لقواتنا البطلة. فحل المشكلة مع الارهاب في الانبار وفي العراق كله ، باعتقادنا ، سوف لن يتم إلا بالحسم العسكري، وما المفاوضات والدبلوماسية سوى وسائل باعتقادنا قد استنفذت شروطها ولم تخرج بنتائج ، لان خطط داعش ومواليهم ترتكز على ايديولوجيات معروفة من اجل تحويل العراق لدولة اسلامية تحت قيادة الارهاب. وأن داعش ومواليهم سوف لن يلقوا باسلحتهم أبدا حتى يجدون ان الارض قد ضاقت عليهم وزلزلت تحت اقدامهم، كما فعلت معهم قواتنا الباسلة في الفترة القريبة الماضية.
    وثالثا: ان هذه المفاوضات والاخذ والرد واستمرار عدم الثقة بالحكومة ، سوف لن يكون سوى سببا اخر في تثبيط عزائم قواتنا المسلحة واضطرارها للوقوف موقفا سلبيا من الضربات الاستباقية التي توجهها داعش لهم.
    ورابعا : هي ان القضية وتداعياتها تمثل للبعثيين والعشائر الموالية لهم في الانبار، ان "ثورة" البعث قد انطلقت من خلال تماهيهم بداعش، وما الهدنة والتفاهمات الجارية ، إلا من اجل ان تبقى الاجهزة الامنية في العراق منشغلة بما يدور من تحشيدات للاجهزة الحزبية للبعثيين في داخل العراق وخارجه على السواء، الامر الذي يحتم على حكومة المالكي ان تفيق لما يدور من مؤامرات ضد شعبنا .
    كما وان مصادرميدانية أكدت ل"الصباح الجديد" إن (مناطق عديدة في الرمادي تحت نفوذ (داعش) من بينها البوعبيد والملاحمة والزوية والملعب والتأميم". وأوضحت أن "هيمنة القاعدة وصلت أيضاً إلى الصقلاوية والبغدادي والسجر وهذه مناطق استراتيجية في خط تنقل المقاتلين". وتؤكد المصادر أن "مقاتلي داعش يسعون حالياً للسيطرة المطلقة على منطقة الجزيرة بعد أن أحكمت عليها بنحو % 60) ؟!.
    إذ تقول الانباء لهذا اليوم الثلاثاء (ان بعض المناطق في الرمادي عادت إلى سيطرة داعش .. وأنباء اخرى تتحدث عن احتلال مدينة "الحامضية" وأن هناك "100 قناص و١٥٠ قاذفة في حوزة ٥٠٠٠ مسلح") ، فهل من رسالة أبلغ من ذلك؟) ...انتهى .
    اشياءا كثيرة فاجرة فعلها الارهاب البعثي وداعش الذي اتاح لهم فرص الاستمكان في الفلوجة وغيرها ، وشجعهم على تهجيرالعوائل الامنة من مدن الانبار. وقد استبد ارهاب داعش كنتيجة لسيطرته على الاوضاع هناك ، الى درجة أنهم اعلنوا ان الفلوجة "امارتهم الاسلامية" وكان توقف الحسم العسكري والخضوع لمحاولات "دبلوماسية" فاشلة لحل الازمة أنذاك ، كانت مجرد جهودا ضائعة لحسم الازمة التي كانت "متحدون" وغيرهم يحاولون من وراء المطالبة "بالحل السلمي" ، لكسب الوقت واستمرار انشغال الحكومة بالاخذ والرد، لاستغلال ذلك في استمرار مقاطعتهم لجلسات البرلمان أنذاك في بداية الازمة وعدم تمرير الموازنة الاتحادية والالتفاف على قرارات الحكومة المنتخبة فيما يتعلق بتقاعد البرلمانيين وفرض ظروف الازمات باكثر تعقيدا مما عليه الحال دائما ، في حين إن مناطق عديدة في الرمادي اصبحت انذاك تحت نفوذ داعش من بينها البوعبيد والملاحمة والزوية والملعب والتأميم.  أن هيمنة داعش وصلت أيضاً إلى الصقلاوية والبغدادي والسجر وهي مناطق استراتيجية في خط تنقل المقاتلين . كما أن داعش أمست لها سيطرة مطلقة أنذاك على منطقة الجزيرة . ومع كل ما كان يجري ، كانت متحدون واتحاد القوى تطالب "بالحل السلمي"، فيا لعارهم وعار اندحارهم اليوم .
    أن اجندات متحدون وشراذمهم المشبوهين ، لم تعد خافية على شعبنا . فهم الاكثر كراهية لشعبنا والعراق حتى من "داعش" نفسه ، وخصوصا في خلق الازمات واثارة الاعلام الخارجي ضد العراق ، فهم الاكثرجبنا وخسة في مواقفهم في البرلمان وخصوصا "اتحاد القوى" ممن لا يزالون يسبحون ضد التيار الوطني ويتعكزوا على الاماني الواهمة من خلال ما يتلقونه من دعم انظمة السعودية وتركيا والخليج ، معاقل الشرور والاثام والسقوط الاخلاقي . فقد سمحوا لخيالهم النجس المريض ان يجدوا لأنفسهم منطلقا للتماهي مع اخسأ وأقذر الاهداف ضد عراقنا الغالي . فتصوروا أن العراق قد انتهى ، وان الفلوجة ، هي "قلعة" رجولتهم الخاسئة  التي كانوا يرون في احتلال داعش للارض العراقية امالهم من أن "إقليمهم" المأمول سيكون "فرض عين" نتيجة لعلاقاتهم المتينة مع داعش كبعثيين. فكان  نباحهم ضد ابطال الحشد قد تعدى كل نذالة لخيانات الخائنين ، مع ان ابطال قواتنا المسلحة والحشد وابناء العشائر الوطنيين هم المضحون من اجل العراقيين جميعا وبدون استثناء حتى لامثال هؤلاء المارقين .
    فاليوم وقد تحقق النصر باذن الله العزيز الحكيم ، خابت ظنون هؤلاء ممن وقفوا  ضد كل انتصار لأبطالنا الاشاوس ، وقد حاولوا تشويه سمعة الحشد بالذات وكسر انتصاراته ، بينما هم يسقون بدمائهم الطاهرة أرض عراقنا الغالي من اجل ان تسود فيه قيم الايمان ويعود الشرف الرفيع مصونا من كل أذى والعراقي رافع الرأس ، هماما تنحني له الهامات . وهم الذين يجودون بارواحهم عسى ان يسترد شذاذ الافاق شرفهم  وكرامتهم ويكفوا عن خياناتهم ضد الوطن والشعب العراقي .
    تحية اجلال وتقدير لابناء قواتنا المسلحة والحشد الشعبي وابناء العشائر الوطنيين في انتصاراتهم الاسطورية ولجميع من اطلق رصاصة الى صدور داعش والبعثين .
    حماك الله يا عراقنا السامق ...   
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media