التيار الصدري أي عالم وفقيه يتبعون؟
    الأحد 19 يونيو / حزيران 2016 - 18:52
    عباس الكتبي
    قال تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)
    نزلت هذه الآية في الصحابي "سمرة بن جندب"،وكان سبب نزولها، إن سمرة بن جندب، كانت له في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نخلة في دار أحد أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله ). وبما أن نخلته كانت في دار ذلك الرجل، فقد كان له حق الدخول إلى هناك ورعايتها، ولكن كان ينبغي عليه الاستئذان متى ما أراد الدخول، إلاّ أنّه لم يكن يستأذن، بل يدخل إلى دار ذلك الرجل بغتة؟ ومن الطبيعي أن كل إنسان يكون في داره في حالة لا يحب أن يراه الآخرون عليها" ويثير غضبه. فنبهه صاحب الدار عدّة مرات على ضرورة الاستئذان، إلا أنه لم يأبه لذلك. فجاء الرجل إلى رسول الله (صلى الله وعليه وآله ) وشكا إليه الأمر، فاستدعى الرسول سمرة بن جندب وأمره بالاستئذان إلا أنه أبى!
    فقال له رسول الله: أنا اشتري هذه النخلة منك وأعطيك خير منها في موضع آخر، فرفض!
    فقال له: أعطيك نخلتين بدلا منها، فلم يوافق،وحتى أنه عرض عليه عشرة بدلا منها، فابى، فقال له: اضمن لك بدلا منها نخلة في الجنة.فقال: لا أريد نخلة في الجنة ولا أستاذن في الدخول على نخلتي!
    فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) صاحب الدار أن يقلع الشجرة ويلقيها أمامه،وقال:"إنه رجل مضار وإنه لاضرر ولا ضرار على مؤمن".
    من قول النبي هذا:(لا ضرر ولا ضرار)، أسس فقهاءنا قاعدة فقهية، أسموها بقاعدة"الضرر"،وبنوا عليها عشرات المسائل الشرعية ان لم يك المئات!
    في عام 1990م، عندما غزى سفاح العراق"صدام المجرم"دولة الكويت، وعاث في الكويت الفساد، من النهب، والسرقة، والقتل، وجهت أنذاك عدة أستفتاءآت للمرجع الديني الاعلى في وقته، السيد الخوئي"قدس سره"، حول ما يجري في الكويت، فأنظروا ماذا أجاب"قده"؟ فليسمع وليعلم رؤساء دول الأعراب، جواب السيد الخوئي.
    حرم السيد السرقة، والأعتداء على المواطنين، واعتبر الكويت دولة مغصوبة، والصلاة فيها باطلة،من حيث ان الصلاة تبطل في الأرض المغصوبة. هذا هو ديدن علماءنا وفقهاءنا-أيدهم الله- ومن قبل الخوئي، السيد محسن الحكيم"قده"، الذي حرم قتل الأكراد، عندما أراد الرئيس عارف قتالهم، واليوم مرجعنا الكبير السيد السيستاني-دامت بركاته- يدعوا لحماية وحفظ أرواح واموال أهل السنة، ولا يجوّز الأعتداء عليهم، هذا هو موقف علماء الشيعة، وهذا دينهم.
    إن ما فعله التيار الصدري، من أعتداء والتجاوز على صور الشهداء، الذين كرمهم الله وشرفهم، وكذا الاعتداء على ممتلكات الآخرين، لايمت للدين والشيعة بأي صلة، بل حتى ان السيد محمد الصدر"قده"الذين يدعون أتباعه لا يجوز هذه الأمور، وهذه رسالته العملية"منهج الصالحين"، يحرم فيها الاعتداء على الآخرين، وأي فقيه يجوّز ذلك بعد تحريم القرآن؟!
    يحدثنا التاريخ، ان سمرة بن جندب، نتيجة عدم طاعة لله ورسوله، اصبح من المنحرفين، وكان من انصار معاوية ضد الإمام علي"عليه السلام"، وقتل من أهل البصرة ثمانية آلآف، وقتل من بني سوار العدوي، سبعة وأربعين رجلاً من حفاظ القرآن في يوم واحد، وكان من المحرضين على قتال الإمام الحسين"عليه السلام"، وكانت عاقبة أمره خسرا.
    أخشى ما أخشاه أن يكون التيار الصدري في قادم الأيام، كمثل سمرة بن جندب، لعدم طاعتهم لله ورسوله، ولعدم أتباعهم لعالم وفقيه يهتدون بهديه.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media