دوافع محنة جنوب كوردستان
    الخميس 23 يونيو / حزيران 2016 - 15:15
    خسرو ئاكره يي
    في جنوب كوردستان شعب على وطنه كبقية شعوب العالم له من الحقوق والحريات ، الا انه  لم يرى اشراقة شمس الحرية على وطنه منذ مئات السنين بل واكثر ومن خلال القرن الماضي لم يبخل وسعاً في تقديم الشهداء على طريق الثورة لنيل الحرية وفي مراحل متعددة وظروف مختلفه الا انه وحتى هذه الساعة لم يحقق اهدافه في التحريرمن قبضة المحتلين .
    لم يكن الامر متعلقاً بالتخاذل والجبن والخشية من الشهادة بل والعكس صحيح انما قدمته الثورات الكورديه وفي اجزاء كوردستان المحتله من الدماء الطاهرة تستحق اقامة دول وتحريرها من الاحتلال وليست كوردستان فقط  والسؤال هنا لماذا لم تحقق الثورات اهدافها ؟
    اليوم في جنوب كوردستان اقليم كوردي قائم بكل مؤسساته وبسواعد كافة القوى المشتركة في الانتفاضة المباركة في اذار عام 1991 حيث تم ازاحة بؤر النظام العراقي القمعيه وتطهيرها من مؤسسته العسكريه الدمويه بعد تهيأة الاجواء الملائمة للقيام بالانتفاضة المباركة خلال معارك الخليج الثانيه والحاق هزيمة نكراء بمؤسسة العراق العسكرية ، ما لاحظناه من الذين كانوا على بعد مئات الكيلومترات بل والالاف من الاحداث خلال الانتفاضة الداميه اصبحوا اسياد الموقف بعد عودتهم خارج كوردستان حتى بدون شهادات اكاديميه بل كونهم اعتبروا من العشرة المبشرة للسطو على ثمار الانتفاضة المباركة على خلفية انتماءاتهم الحزبيه  ، دون اي اعتبار للمشاركين الفعلين في خوض الانتفاضة كونهم غيرمرغوبين لدى الاحزاب حيث في نظرهم الوطنيه تنحصر في مدى درجة الانتماء الحزبي والتمجيد بقياداتها من الاشخاص .
    عادت تلك القيادات واول ضربة نالت الانتفاضة المباركة منهم كانت معانقتهم لاعتى مجرم نال الكورد على يده وسلطته ابشع الجرائم الارهابيه الدمويه من قصفه لحلبجة الشهيدة بالاسلحه المحرمة دولياً الى عمليات الانفال السيئة الصيت بدفن الكورد بمختلف الاعمار ومن الجنسين احياء في المقابر الجماعيه بعد زياراتهم الهزيله الى بغداد مع علمهم المسبق بان نظام صدام لم يمنحهم ادنى صيغ الحكم الذاتي وبذلك الحقوا افدح الاضرار بثمار الانتفاضه التي نجمت عن هجرة الملايين من الكورد نحو الجبال وتركهم لمدنهم ومصالحهم خشية من تكرار الابادة الجماعيه باعادة العزف على وتر سورة الانفال مما دفع بالمجتمع الدولي الى اصدار قرار صادر من مجلس الامن الدولي بفرض الحظر الجوي بقيادة امريكا وبريطانيا وفرنسا والتي استندت الى القرار رقم 688 والصادر عن مجلس الامن يوم الخامس من ابريل/نيسان 1991م مع مطالبة العراق بالكف عن ملاحقة الكورد واحترام حقوق الانسان  امتدت منطقة الحظر من خط العرض 36جنوبا وحتى 32 شمالا وفي اواخر عام 1996 تم توسيع منطقة الحظر الشماليه الى 33 والذي كان اقرب الى حدود العاصمة بغداد واتى هذا التوسع بعد دخول وحدات الجيش العراقي محافظة اربيل التي كانت واقعه ضمن منطقة الحظر لحسم نزاع داخلي بين الكورد .
     في حين كانت بامكانهم الاستفادة منها وتفعيلها في المحافل الدوليه باننا لم نعد نثق بالنظام العراقي الذي ارتكب ابشع  حروب الابادة الجماعيه ضدنا في مختلف مراحل حكمه ومنهم من اعتبر صدام حكما للقضيه الكورديه كان بامكانهم استغلال الظروف الذهبيه في الاعلان عن الانفصال من العراق وحسب مذكرات بول بريمر حاكم عراق بعد احتلاله من قبل امريكا جاءت بما فيها  (كنت اخشى من القيادات الكوردستانيه مطالبتهم بالانفصال عن العراق ولكن ظهرت مطاليبهم تامين مصالحهم الشخصيه )  .
    ليس هناك شيئ يحجب عن ممارسات الاحزاب والتي تقود السلطة في جنوب كوردستان  والتي لا ترى ولا تؤمن بغير عناصرها وان كانوا من الخونه والمجرمين بحق الشعب الكوردي وثورته والواقع يشهد على ذلك فمنهم من نال من القيادات الكورديه من مصالح وغنائم لم يحلموا بها في عهد سيدهم صدام . وما الفساد الاداري الذي ينخر بعظم كافة مؤوسسات الاقليم الا بدعم من تلك الاحزاب وبمباركة منهم وما ظهور طبقة من الملياردرات والمليونيرات الا بدعم منهم فاصبحت  كوردستان بمثابة قطعة مملوكة لهم دون مراعات لادنى درجات الروح الوطنيه والقوميه بل همهم الوحيد اضافة مزيد من الثروات المسروقة من ثروة الشعب الى بيادرهم الماليه في البنوك الاجنبيه دون ان يراعوا مشاعر الشعب وحقوقه وحرياته بتقديم افضل الخدمات الاساسية له .
    فمحنة كوردستان ستبقى دون حل طالما لم نملك قيادات وطنيه حريصه على متابعة الاحداث وضرب الفاسدين وابعاد دور الاحزاب من التدخل في سلطة الحكومه بل همهم الوحيد تشكيل قوات تخدم مصالحهم الشخصيه والحزبيه من مختلف المؤسسات والاجهزة للبقاء في السلطة دون ان يدركوا بان البقاء لله الواحد القهار .
    واردات كوردستان حدث ولا حرج من صادرات النفط والكمارك والغرامات والضرائب والشعب يعاني من ازمة ماليه حادة اتخذ طابعاً سلبياً وصل الى التلاعب برواتب موظفي الدولة وعدم صرفها  كما هو متبع قانوناً بموجب عقود بين الموظفين و السلطة المكلفه بدفع راتبهم في الموعد المحدد شهرياً   عدا المشاكل التي احدثتها وتحدثها تلك الاحزاب مع السلطة في بغداد ومع فصائل الحركة التحرريه داخل كوردستان كما نرى انهاء دور البرلمان وطرد وزراء فصيل من الحكومة وخلق الحدود بين فصيلين اعتباراً من نقطة ديبه كه حيث ترحيل من لم يخضع لسلطة اربيل الى المنطقة الخضراء التابع للاتحاد الوطني الكوردستاني  و في اجزاء كوردستان  الاخرى والعلاقات المشبوهه مع ايران وانقرة من محتلي كوردستان .
    فدوافع محنة كوردستان تنحصر في الصراعات على اجندات البقاء على رأس السلطة واحتكارها والانفراد بها من قبل الاحزاب ومزيد من السطو على ثروة الشعب على حساب دماء الشهداء الابرار ولا يمنعهم شيئ من القيام بحروب كرديه كرديه لتحقيق اهدافهم الذاتيه  بالاضافة الى دور الدول الاقليميه المحتلة لكوردستان في بث مزيد من السموم القاتله بين الاحزاب والفصائل المتواجدة على مسرح الاحداث .
    بتلك الممارسات  والروحيه من البغض والعداء من البعض للبعض وعدم القبول بالاخر باتخاذ مواقف ذات طابع دكتاتوري يدخل بشكل سلبي في اثارة مزيد من الصراعات السلبيه بحق ثورات بلغت مداها اكثر من قرن من الزمن وهي بلا شك تعد من اهم دوافع محنة جنوب كوردستان كما نرى وبهذا النهج الاسوء قادم  .
     اذاً هل هناك  وعلى ضوء الممارسات التي تفتح الابواب  امام  الصراعات الكورديه الكورديه ما يبشر بالخير والبركه وتحقيق النصر على الاعداء باستثمار دماء الشهداء خدمة للقضيه الوطنيه والقوميه واعلان الاستقلال  او تدخل  لصالح الاحزاب والاشخاص الزائله ؟ ويا ترى هل نجد قيام دولة كرديه حلم كل كوردي غيور مؤمن بحقوقه وحرياته اسوة بالامم والشعوب المحررة ام نبقى نعاني من ارهاب المحتلين لكوردستان ؟
     اتمنى ومن اعماق قلبي المكتوي بنار الكوردايتي والحزين على رؤية الاحداث ان تلجاً كافة القوى والاحزاب الكورديه دون استثناء الى نبذ كل امر يسيئ الى العلاقة بينهم ويدخل في خدمة الاعداء الى رص الصفوف في وحدة وطنيه قوميه ببناء البيت الكوردي على الارادة الفولاذه للبشمركه الابطال ووحدات حماية الشعب في روز افا من اليبكه واليبه زه وكريلا الابطال لكي نحقق بارداتنا ووحدتنا النصر النهائي على الاعداء ونتهيأ للاعلان عن جمهورية كوردستان .

    خسرو ئاكره يي  ............23/6/2016
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media