عندما يكون الهوى إلهاً؟!!
    السبت 25 يونيو / حزيران 2016 - 06:20
    د. صادق السامرائي
    "أ فرأيتَ مَن إتخذ إلهه هواه" 25:43
    "ونفس وما سواها , ألهمها فجورها وتقواها" 91:7,8
    جوهر النفس فجور (إرتكاب المعاصي) , وتقوى , وقوة الفجور في حرب شعواء مع قوة التقوى.
    الفجور هو عدم الخوف من الله , والتقوى تعني الخوف من الله.
    الفجور إنفلات وإندفاع والتقوى , إرتداع وخشية وورع.
    ويبدو أن طاقة الفجور تتغلب على طاقة التقوى في السلوك البشري , بل أن الطاقة الفاجرة تفيض وتجتاح الوجود في كل مكان.
    وهذا يفسر ما يدور في أصقاع الدنيا من تفاعلات متوحشة وتصارعات شرسة , مدمّرة مخرّبة قاسية فتاكة تجتاح البلاد وتسحق العياد.
    ويبدو أيضا , أن البشر قد أضاع إلهه الحقيقي وربّه الذي خلقه وسواه , وصارت نفسه إلهه وربّه , التي تأمره بالعمل وفقا لدستورها الغابي المتوحش.
    وأبشع وأشرس ما في البشر هي النفس الأمّارة بالسوء , التي لها قدرات متراكمة وآليات متعاظمة , وفي الزمن المعاصر توفر الكثير من معززاتها ومسوغات إرادتها ومنطلقاتها , وعندما تكون هذه النفس إله البشر وربّه فاقرأ على المجتمعات ألف سلام وسلام.
    ذلك أن ديدنها السوء وطبعها السوء ومناهجها أسوأ ما يمكن من السوء.
    وتلك محنة البشرية التي فشلت في الإنتصار على نفسها وفقدت قدرات التحكم بمصيرها , فتعثرت مسيرتها واحترقت بذاتها وموضوعها.
    فالهوى يحكم ويتحكّم , والحِكمة تتقيّد وتتهدم , والعقل يتشرّد ويتقزم.
    وعليه فأن مَبعث الويلات والتداعيات الأرضية المحتدمة إله الهوى الذي يعبده البشر , بعد أن نسى أو تناسى ربّه الحقيقي الذي خلقه من تراب , والعبادة عَمل , وعَمل البَشر يشير إلى ذلك الربّ الهوى!!
    فهل سنتحرر من قبضة الهوى المتحكمة فينا؟!!

    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media