سماحة السيد مقتدى الصدر أعزه الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتقبلّ الله طاعاتكم في هذا الشهر المبارك .

سماحة السيد مقتدى الصدر .. بادئ ذي بدء أرجو من سماحتكم أن يتّسع صدركم لما يقوله أبناء شعبكم من آراء تتعلّق بمنهجكم في قيادة التيّار الصدري , وإعطاء هذه الآراء قدرا أكبر من الاهتمام والتفكير والمراجعة , ومساحة أكبر للحوار والقبول في الرأي الآخر خدمة لبلدنا وشعبنا في هذا الظرف الخطير والحساس الذي يمر به البلد في ظل الحرب على الإرهاب التي تدور رحاها الآن في قلعة الإرهاب وعرينه الفلوجة .

سماحة السيد مقتدى .. طالعتنا وسائل الإعلام يوم أمس السبت تصريحا لسماحتكم ورد ضمن إجابتكم على سؤال لأحد اتباعكم , دعوتم فيه الحكومة العراقية الحالية إلى تقديم استقالتها , وبعكسه فإنّ سماحتكم هددّ بالانضمام إلى الأصوات المطالبة باستقالة الرئاسات الثلاث , والحقيقة سماحة السيد أنّ مثل هذه التصريحات لم تعد متوّهجة كما كانت في السابق وغاب بريقها , ولم يعد لأحد من أصحاب الشأن الاهتمام بها وأخذها على محمل الجد , وكما يقول المثل الشعبي ( انكرطت ملحتها ) , والسبب في ذلك أنتم سماحة السيد , فالمراقب السياسي لم يعد يعرف لكم موقفا ثابتا أو منهجا واضحا في كل القضايا السياسية , بما فيها قضية إصلاح النظام السياسي القائم الذي تصدّيتم له ورفعتم شعار ( شلع قلع ) الشهير , الذي تبيّن بعد ذلك أنّه بعيدا تماما عن الشلع والقلع , ويبدو أنّ سماحتكم حتى هذه اللحظة لم يتوّصل إلى أنّ نظام المحاصصات البغيض هو السبب الأول والأخير في كل هذا البلاء والفساد الذي ضرب البلد ومؤسساته , وحين لاحت في الأفق فرصة للانقضاض على هذه المحاصصات اللعينة وإنقاذ البلد من تبعاتها المدمرّة , تراجعتم عن هذا , بل وكنتم سببا في إرساء هذا المحاصصات , حين أمرت نوابك في جبهة النوّاب المعتصمين بالانسحاب من الاعتصام والالتحاق بجبهة النوّاب المطالبين بالإبقاء على نظام المحاصصات , معللا ذلك لأسباب واهية هي من نسج خيالك , لتضيّع على الشعب فرصة الانقضاض على نظام المحاصصات , بسبب عدائك الشخصي للسيد نوري المالكي , هذا العداء الذي لا يمت بصلة لمصلحة البلد ولا يحمل أي مبررات منطقية , ليشّكلّ قرار انسحابكم من جبهة النوّاب المعتصمين صدمة حتى لأقرب المؤيدين لكم , وطعنة في خاصرة جبهة نوّاب الشعب الساعية للخلاص من المحاصصات .

سيدي سماحة السيد مقتدى الصدر .. اسمح لي أن اقولها صراحة أمامك , لم نعد نثق بمواقفك ولم نعد نركن إليها , وما تقوله اليوم ستنقلب عليه غدا , وهذا هو شعور عامة العراقيين بمواقفك , وأنت اليوم بحاجة إلى إثبات العكس , وهذا ليس صعبا , فكما طالبت نوّابك بالانسحاب من جبهة الإصلاح , ادعوهم للالتحاق بهذه الجبهة مجددا , بشرط أن تقسم أمام الشعب إنك لم تتراجع هذه المرّة , من أجل العراق وشعبه , وليس من أجل سمعة آل الصدر الكرام .. في الختام تقبّل مني فائق الاحترام والتقدير والتحية .

أياد السماوي