المحاباة في سيرة الاعلام ..تاريخ القزويني انموذجا
    الأثنين 27 يونيو / حزيران 2016 - 19:34
    سامي جواد كاظم
    بالرغم من ان مسيرتي مع تاليف كتب التراجم لايمكن لها ان تقارن بمن سبقنا في هذا المجال وكما ان اطلاعي على الموسوعات والمؤلفات الخاصة بتراجم الاعلام لا يمكن ان تقارن ايضا بمن سبقنا ولكنني كما هو غيري ولو على اقل اعتبار اعتبارنا من القراء ، فهنالك ظاهرة لفتت انتباهي في كثير من المؤلفات التي طالعتها ، هذه الظاهرة اسمها المحاباة .
    من اخطر ما يفقد الكتاب قيمته عندما يكون المؤلف محابي لمن يرغب ومقل لمن لا يرغب بالرغم من سيرة المحبوب الضعيفة وسيرة المبغوض العريقة ، حتى ان كتاب دفناء العتبة الحسينية المقدسة لا يخلو من هذه المحاباة فقد اُدرجت اسماء لا تاريخ لها يستحق الذكر والمشتكى لله.
    طالعت ثلاث اجزاء من كتاب تاريخ القزويني تاليف الدكتور جودت القزويني والمتكون من ثلاثين جزء، شهادة لله بان الجهد المبذول من قبل المؤلف لا يمكن لنا ان نستهين به فقد ضمن موسوعته الكثير من المعلومات والوثائق والصور التي انفرد بها هو دون غيره ، ولكنني وقفت عند اكثر من محطة في الاجزاء الثلاثة الاولى ، وللعلم جمعني لقاء بالمؤلف مع المشترك بيننا صديق دكتور له ولي في بيروت ، ودار النقاش بيننا وسالته عن معلومة في كتاب من تاليفه هو عن المرجعية فقال لي هكذا قالوا لي ، فقلت له لو قلت لك بخلاف ما قالوا لك وبالدليل فماذا انت فاعل؟ وكانه انصدم وبقي ينظر الي ولم يجبني ، هنا وضعت علامة استفهام.
    في تاريخه هذا وجدت هذه المفارقات الخاصة بسيرة الاعلام للفترة من 1900 لغاية 2000 كما ذكر هو على غلاف الموسوعة :
    اولا: ذكر سيرة الدكتور ابراهيم الجعفري في الجزء الاول من الصفحة 77 الى 123 مع الصور وتفاصيل مملة ، بينما ترجمة السيد ابي الحسن الاصفهاني مرجع الشيعة كانت من الصفحة 283 الى 289 وخلوها من الصور حتى الصورة الشخصية للمرجع، هل تعلمون لماذا هذه المفارقة ؟ لان السيد الجعفري والدكتور القزويني بينهم نسب اي متزوج اخته اي خال الجهال
    ثانيا: ذكر ترجمة السيد ابي القاسم الخوئي من الصفحة 295 الى 305 بينما ترجمة السيد احمد القزويني من صفحة 63 الى 147 ، هل تعلمون لماذا ؟ لان السيد احمد القزويني ابن عم السيد جودت.
    ثالثا: ذكر ترجمة ابراهيم الراوي من 137 الى 193 بينما ترجمة الشيخ اغا بزرك الطهراني من 335 الى 345، هل تعرفون لماذا ؟ لان الراوي زميله
    رابعا: ذكر ترجمة لشخص يدعى احمد الجدة ، قلت شخص لانه ليس شاعر او عالم او اديب مجرد شخص يرتدي الزي العربي ( يشماغ وعقال ) واطنب في مدحه بصفحتين او اربع صفحات ، ما السبب في ذلك ؟ لان احمد الجدة والد صديقه العزيز مخلص الجدة ، والاخير رئيس جامعة اهلية، ولمحاسن الصدق جمعني لقاء معه ومع المؤلف ومع دكتور اخر في بحمدون في بيروت ، وكانت هنالك جلسة ثقيلة جدا على صدري .
    تحدثوا الدكاترة عن سوء تعدد المراجع في العراق فقلت لزميلي الدكتور كم جامعة في لبنان؟ فقال لي اعتقد اربعة قلت له هل فيها كلية للقانون ؟ قال نعم قلت لماذا لم تدمج هذه الكليات في كلية واحدة وبيروت صغيرة جدا؟ قال كيف تقول ذلك فلكل كلية اساتذتها وتدريسها الخاص بها ، قلت له هكذا هم المراجع فلكل مرجع رؤيته في الاحكام الشرعية المستحدثة.
    اضف الى ذلك لم يذكر في الموسوعة ولا مصدر واحد في استقاء معلوماته منه فبعض التراجم سيرتها انتهت قبل ان يولد الدكتور جودت فمن اين معلومات ترجمته؟
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media