مقتدى الصدر ومحور الشر
    الثلاثاء 28 يونيو / حزيران 2016 - 03:41
    د. فخري مشكور
    محور الشر هو التحالف السعوي القطري التركي الذي تشكّلَ قبل الربيع العربي وقادَ - ولا يزال يقود- الاحداث في منطقة الشرق الاوسط والعالم العربي.

    تشكَّل محور الشر هذا كستارٍ ودرعٍ وبنكٍ تستفيد منه اميركا (واسرائيل) لكي:-

    ·        تعمل خلفه (كستار)

    ·        ويمول مشروعها (كبنك)

    ·        ويتلقى الصدمات عنها (كدرع)

    اهداف محور الشر هذا هي نفس الاهداف الامريكية الاسرائيلية الرامية الى تفكيك الدول واعادة رسم خريطة المنطقة حسب تصور برنارد هنري ليفي.

    اتخذ محور الشر من نشر الحرية والديمقراطية اهدافاً ظاهرية، على الرغم من أن اهم دولتين فيه (السعودية وقطر) تحكمهما انظمة وراثية بلا دستور ولا انتخابات ولا برلمان ولا حريات.

    تمتاز دول محور الشر بكونها جميعاً حليفة لامريكا وصديقة لاسرائيل، تستضيف قواعد امريكا، وتقيم علاقات مع اسرائيل علنية او سرية .

    اتخذ المشروع الامريكي للمنظقة طابع الثورات الشعبية وكانت طلائعُه احداثَ الربيع العربي ليصل اخيراً الى مرحلة إنتاج داعش التي انتشرت بشكل عجائبي في كل دول المنطقة –عدا اسرائيل طبعاً- كما اتخذ "عجز" امريكا عن اليسطرة عليها طابعاً عجائبياً ايضا.

    اتكأ المشروع بشكل كبير على الطائفية التي جنّدت له دول محور الشر ماكنة اعلامية رهيبة وجيشاً من الشيوخ السلفيين ومثقفي البترودولار، وكانت الطائفية المغناطيس الذي جلب المقاتلين للتطوع في داعش واخواتها.

    اتخذت الاحداث في سورية وضعاً خاصاً لأن سورية هي مركز المشروع بسبب كونها عقدة المواصلات للمحور الذي يربط ايران بحزب الله (وهو الوحيد الذي تمكن من تحقيق ما عجزت عنه كل الدول العربية مجتمعةً ضد اسرائيل).

    وقفت كل دول الاستعمار القديم والحديث موقف الداعم للمعارضة السورية!! وتولَّت دول محور الشر تهيئة المال والسلاح والاعلام والمعلومات والتقنية المتطورة وكل التسهيلات الضرورية. اما اسرائيل فقد انتقلت من الدور المتستر بالاردن الى الدور المكشوف من خلال الاسناد العسكري للمعارضة جنوب سورية ومعالجة جرحاها

    سبقت احداثَ الربيع العربي لقاءاتٌ علنية (على مستوى القمة) بين دول محور الشر: السعودية قطر وتركيا، اما اللقاءات السرية والعنية بين امريكا واسرائيل من جهة ودول محور الشر من جهة اخرى فهي خبز يومي.

    ***
    لقاءات القمة بين السعودية وقطر وتركيا رافقتها وتلتها لقاءات مع اللاعبين المستقبليين في الربيع العربي ما لبثت ان تكشفت في مؤتمرات للمعارضة السورية في دول محور الشر: اسطنبول والدوحة والرياض.

    ****
    مما سبق ومن خلال الاحداث يتضح بجلاء  سهولة اكتشاف "الاشخاص-الادوات" المسؤولة عن تنفيذ المخطط الامريكي الاسرائيلي لتفكيك دول المنطقة..يمكن معرفة هؤلاء "الاشخاص-الادوات" من خلال مؤشرين هامين هما:-

    1.     لقاءاتهم مع قادة السعودية وقطر وتركيا

    2.     المؤتمرات التي يعقدونها برعاية هذه الدول (خصوصاً في اسطنبول)

    ومَنْ تابَعَ مؤتمرات المعارضة السورية ومؤتمرات "اصدقاء!" سورية يجد لتركيا واسطنبول بالذات اهمية خاصة كملتقى للمخططين الاقليمينين والدوليين لهذا المخطط الجهنمي.

    ***
    الوثاثق المرفقة تبين:-

    1.     لقاءات مقتدى الصدر مع قادة دول محور الشر (ملك السعوديةعبد الله، امير قطر حمد، الرئيس التركي اردوغان)

    2.     انعقاد مؤتمر التيار الصدري في اسطبنول اوائل شهر مايس 2009 في مرحلة التخطيط للربيع العربي.

    لا أحد يعلم ماذا دار في لقاءات مقتدى الساذج مع شياطين السياسة وعملاء امريكا اصدقاء اسرائيل:عبد الله وحمد واردوغان

    ولا احد يعلم ماذا تقرر في مؤتمر التيار الصدري المنعقد في اسطنبول، ولا اسماء كوادر التيار السبعين الذين اشتركوا فيه، ولا اسباب انعقاده في اسطنبول وليس في بغداد او النجف، ولا الاتصالات التي تمت فيه ولا المقررات التي تمخضت عنه...

    ما تفسير لقاءات القمة تلك وعلاقتها بمؤتمر اسطنبول؟

     افتونا مأجورين

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media