ايزيدية تطالب بمحاكمة قادة تنظيم "داعش" بتهم الابادة
    الثلاثاء 28 يونيو / حزيران 2016 - 13:54
    الايزيدية العراقية ناديا مراد في واشنطن في 21 حزيران/يونيو 2016
    "الأخبار" جنيف (متابعة) - تقول ناديا مراد، الايزيدية العراقية التي عانت كابوسا لثلاثة اشهر من العبودية الجنسية لدى تنظيم "داعش"، انها تريد ايصال رسالة الى قادة العالم بان قادة اللإرهابيين يجب ان يحاكموا بتهمة الابادة.

    وتقول الشابة البالغة من العمر 23 عاما بعد فرارها بفضل هوية دينية مزيفة قبل سنتين، "يجب الاعتراف بوقوع ابادة".

    وفيما تشن القوات الحكومية العراقية هجوما ضد تنظيم "داعش" مكنها من استعادة السيطرة على مدينة الفلوجة في غرب العراق الاحد، يسعى محققو الامم المتحدة مجددا الى تحقيق العدالة لضحايا الإرهابيين.

    والايزيديون اقلية ليست مسلمة ولا عربية، تعد اكثر من نصف مليون شخص ويتركز وجودها خصوصا قرب الحدود السورية في شمال العراق.

    ويقول الايزيديون ان ديانتهم تعود الى الاف السنين وانها انبثقت عن الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين. ويرى آخرون ان ديانتهم خليط من ديانات قديمة عدة مثل الزردشتية والمانوية.

    ويكن تنظيم "داعش" عداء شديدا لهذه المجموعة الناطقة بالكردية باعتبار ان افرادها "كفار".

    في العام 2014، قتل عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي اعدادا كبرى من الايزيديين في سنجار في محافظة نينوى في شمال العراق، وارغموا عشرات الالاف منهم على الهرب، فيما احتجزوا الاف الفتيات والنساء كسبايا حرب.

    واعلنت لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول حقوق الانسان في سوريا في وقت سابق هذا الشهر انها جمعت ادلة تثبت ان تنظيم "داعش" يواصل ابادة ضد الايزيديين.

    وذكرت اللجنة المكلفة التحقيق من مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة ان "آلاف النساء والبنات ما زلن اسيرات وضحايا انتهاكات في سوريا ويخضعن في معظم الاحيان للعبودية".

    وفيما يشيد القادة العراقيون بانتصاراتهم الاخيرة على تنظيم "داعش" في الفلوجة ويستعدون لعملية جديدة لطردهم من معاقل اخرى في شمال البلاد مثل الموصل، شددت مراد على انه يجب عدم نسيان وضرورة المحاسبة.

    - ارغام على اشهار الاسلام -

    واحتجز مسلحو تنظيم "داعش" ناديا مراد في قريتها كوشو قرب بلدة سنجار في آب/اغسطس 2014 واقتادوها الى الموصل.

    وقالت "اول شيء قاموا به هو ارغامنا على اشهار الاسلام"، مضيفة "بعد اعتناق الاسلام، فعلوا ما يشاؤون بنا".

    وفي خطاب ألقته في كانون الاول/ديسمبر امام مجلس الامن الدولي، روت مراد تفاصيل "زواجها" من احد خاطفيها من تنظيم "داعش" والفظاعات التي تعرضت لها.

    وقالت "لم يعد بامكاني تحمل المزيد من الاغتصاب والتعذيب"، لذا قررت الفرار.

    وخلال هربها الى الموصل، قالت مراد انها كانت خائفة من الا يستقبلها احد، لكن في نهاية المطاف وجدت ملجأ مع عائلة مسلمة في المدينة.

    واضافت "اصدروا لي بطاقة هوية اسلامية" استخدمتها لعبور الحدود الى كردستان العراق.

    وعاشت مراد في كردستان العراق في مخيم مع النازحين بدعم من منظمة "يزدا"، اي "مبادرة ايزيديون عبر العالم"، ثم نقلت الى المانيا حيث تقيم حاليا مع شقيقتها.

    - "خارطة طريق لملاحقات" -

    واعتبرت الامم المتحدة ودول غربية عدة السنة الماضية ان هجوم تنظيم "داعش" على الايزيديين يرقى الى جهد ابادة متعمدة بهدف القضاء على هذه الاقلية بكاملها.

    وقدمت اللجنة في وقت سابق هذا الشهر أدلة واضحة لدعم هذه المطالبة.

    ووصفت العضو في اللجنة والمدعية الدولية السابقة كارلا ديل بونتي تقرير اللجنة بانه "خارطة طريق لملاحقات قضائية".

    وقال المحققون في تقريرهم استنادا الى افادات شهود، ان التنظيم الجهادي ما زال يحتجز حوالى 3200 ايزيدي معظمهم في سوريا، موضحين ان النساء يعاملن في اطار استعباد جنسي بينما يتم تعليم الفتيان العقيدة واستخدامهم في المعارك.

    لكن احالة ملف جرائم جماعية الى المحكمة الجنائية الدولية غالبا ما يصطدم بعراقيل في مجلس الامن الدولي لاسباب سياسية.

    وعبر اعضاء اللجنة عن املهم في ان يتم التحقيق في ملف الايزيديين في مقر المحكمة في لاهاي، لان تنظيم "داعش" لا يحظى بدعم سياسي علني من جهة معينة.

    وأجهشت مراد التي رشحت مع 376 شخصا ومنظمة لجائزة نوبل للسلام، بالبكاء حين روت امام مجلس الامن الدولي معاناة افراد مجموعتها الذين يعتبرون ان الاسرة الدولية تخلت عنهم.

    وقالت الاسبوع الماضي في جنيف خلال مناسبة لمجلس حقوق الانسان ان الغضب سيتصاعد اذا لم تتم المحاسبة على محاولة تنظيم "داعش" ابادة الايزيديين.

    وخلصت الى القول متوجهة الى اعضاء المجلس "لكي تستعيدوا ثقة الايزيديين، يجب القيام بالكثير من العمل".

    المصدر (أ ف ب)
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media