سيَاسِيُّو الحَواضِن يبْتَكِرون مُصْطَلح الداعشيّ النَّظيف
    الثلاثاء 28 يونيو / حزيران 2016 - 18:08
    بغداد (المسلة) - مع استعداد اللجنة القانونية في البرلمان لإقرار قانون العفو العام بعد استئناف أعمال البرلمان، تسعى قوى سياسية الى استثمار ذلك لتبرئة المئات من أفراد داعش ممّن القي القبض عليهم في الفلوجة ومناطق أخرى كانت تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي.

    فيما أكد لفيف من أبناء الفلوجة، عبر تواصل "المسلة" معهم، على إن من غير المسوح بعد التحرير، المساواة بين من قدّم التضحيات، وبين أبناء الحواضن من عشائر وأسر معروفة في المدينة.

    وتمهّد تلك القوى للحصول على عفو لهؤلاء الإرهابيين بإشاعة ان هؤلاء وعددهم يقارب الـ 2000 قد اعلنوا "توبتهم" وأنهم "مغرر بهم" ولم يرتكبوا أعمال قتل رغم انخراطهم بصفوف داعش.

    وتعتبر هذه القوى السياسية أن الحصول على عفو لهؤلاء على رغم تورطهم في الإرهاب، سيعزز من رصيدها السياسي في المناطق المحررة.

    غير إنّ اتجاه الرأي بين العراقيين، يميل الى التأكيد على إن تلك القوى السياسية التي تطالب بالعفو عن الإرهابيين لم توضح كيف يتم العفو عن أولئك الذين قتلوا واعدموا ونحروا، وافتخروا بأعمالهم، كما ان تورطهم في الإرهاب - اذا كان ذلك تورطا فعلا - لم يستمر لايام أو اشهر بل لسنين طويلة، ما يدل على خطأ وجهة نظر الذين يريدون تأهيل الإرهابيين من جديد.

    وكانت مصادر اعلامية، كشفت عن أن أكثر من ألفي شاب انخرطوا في صفوف تنظيم داعش ابان سيطرته على مدينة الفلوجة، استسلموا للقوات الأمنية والحشد الشعبي، فيما أشارت إلى وجود مساعٍ لسياسيين بهدف إيجاد تسوية قانونية تشمل أولئك الإرهابيين.

    هذه الدعوات يراها عراقيون خيانة للتضحيات، ومحاولة لخلط الأوراق في قضية النازحين.

    ويرى الناشط مازن الحيدري، في تدوينة تفاعلية بأن "كل هؤلاء تنطبق عليهم أحكام المادة 4 ارهاب، حيث مواد قانون مكافحة الإرهاب بينت جميع هذه الأمور والحكم عليهم يكون مؤبد".

    وتشير المصادر الى ان النازحين الذين تكدسوا في خيم صغيرة في معسكر يسمى "عامرية الصمود"، وتشرف عليه محافظة الأنبار وعشائر المنطقة، فيه نساء وأطفال وشيوخ رووا قصصاً عن إعدامات نفذها داعش ببعض الفارين، خصوصاً من الشباب الذين حلقوا لحاهم أملاً بالنجاة.

    ويقول الناشط والمدون احمد التميمي "سوف نسمع بمصطلح داعشي لم تتلطخ يداه بالدم وداعشي (نظيف) ولم يفعل شيء".

    وأضاف، "يجب ان لا تنسينا هذه الدعوات، فرحة النصر بتحرير الفلوجة، وان ننتبه للأصوات التي لا ترى في العراق غير انه بلد مدمر".

    والأمر الذي يثير المراقب للوضع السياسي والعسكري لتلك المناطق، ان هؤلاء السياسيين بعد دخول داعش لمناطقهم لم يستطيعوا الدخول اليها، فيما كانوا يتجولون فيها بأمان وحرية، حينما كان الجيش العراقي يسيطر على تلك المناطق.

    وأعتبر التشكيلي خالد الرسام إن "العفو عن هؤلاء خيانة عظمة لدماء الشهداء وتسليم الفلوجة مرة أخرى لداعش".

    وينظر المراقب، إلى أن تنظيم داعش لم ينجح في التشبث والبقاء الا في المناطق التي تتوفر على حواضن إرهابية، وينحدر منها مسؤولون عرفوا بدعمهم للإرهاب، ودعواتهم الى إخراج القوات الأمنية والحشد الشعبي من مناطقهم.

    وأوضح الناشط عمر الآلوسي أن "عناصر داعش الغير مقاتلين هم الحسبة والاستخبارات وديوان الزكاة وغيرها من المهمات. لكن هؤلاء (الغير قتاليين) ألحقوا الضرر بالناس اكثر مما فعله القتاليون انفسهم".

    وتابع، ان "الحسبة أهانت كرامة الأنسان تحت راية الاستخبارات"، متسائلا "كم روح ازهق بسببها، فيما ديوان الزكاة كان يسرق المال".

    وقال الاعلامي في الحشد الشعبي ميثم الطريفي، "كنت في تغطية إعلامية مع الحشد الشعبي قبل رمضان، على اطراف الفلوجة قبل اقتحامها، وكانت هنالك مفاوضات مع سياسييها وشيوخ العشائر لتأجيل الاقتحام بحجة إخلائها من المواطنين".

    وتابع الطريفي، "لكن مصدر مقرب من العشائر أوضح ان التأجيل كان لتهريب 2000 شخص من ضمنهم نساء حوامل".

    وكان قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي أعلن، في، 26 حزيران 2016، انتهاء العمليات العسكرية في المدينة، بعد تحريرها بالكامل رسمياً.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media