الطريق إلى الإصلاح ...
    الأربعاء 29 يونيو / حزيران 2016 - 11:22
    أياد السماوي
    قرار المحكمة الاتحادية يوم أمس بإلغاء جلستي مجلس النوّاب في الرابع عشر والسادس والعشرين من نيسان , أعاد موضوع الإصلاح السياسي لنقطة الصفر , فالقوى السياسية المتخاصمة أعلنت موقفها بقبول القرار والالتزام به , وهذا يعني عودة مجلس النواب إلى ما قبل الرابع عشر من نيسان , و يعني عودة مشروع الإصلاح السياسي إلى الواجهة من جديد بعد إلغاء الجلستين وما تمّخض عنهما , والإصلاح الحقيقي الذي يطالب به شعبنا المقهور والمغلوب على أمره , غير الإصلاح الذي يطالب به مقتدى الصدر أو حيدر العبادي أو سليم الجبوري , الشعب يريد إصلاحا حقيقيا لبنية وهيكل النظام السياسي القائم الذي فشل فشلا ذريعا في بناء نظام ومؤسسات ديمقراطية حقيقية , وقدّم أسوأ نظام للفساد والتطاول على المال العام في العالم , هذا الفساد الذي أطال الجميع ولم ينأى منه حزب أو كتلة سياسية , فلا عودة بعد الآن للظرف المغلق أو لحكومة التكنوقراط التي خدعوا بها الشعب أو للفوضى والهجوم على مؤسسات الدولة .

    فالإصلاح الذي نريد ونسعى إليه يحتاج أولا وقبل كل شيء إلى إرادات سياسية مؤمنة بالإصلاح السياسي , وليس إلى شعارات فارغة وفوضى واعتداء على مؤسسات الدولة والعبث بها , ولا سبيل لتحقيق هذا الإصلاح المنشود إلا من خلال كتلة برلمانية عابرة للطوائف تتبنى الإصلاح منهجا وطريقا للخلاص من النظام الحالي القائم على أساس المحاصصات الطائفية والقومية والحزبية , فالخطوة الأولى تتمحوّر في إنشاء هذه الكتلة السياسية العابرة للطوائف , والخطوة الثانية تتمّثل في تبني برنامج حقيقي للإصلاح يأخذ على عاتقه إعادة بناء العملية السياسية برّمتها على أسس غير الأسس التي بني عليها النظام القائم , وإعادة كتابة الدستور العراقي من جديد بأياد غير الأيادي التي كتبت الدستور الحالي , والتوّجه الحقيقي لإصلاح النظام القضائي وبناء قضاء مستقل بعيدا عن رغبات الحكام ومسايرتهم .

    فبعد قرار المحكمة الاتحادية , أصبح الطريق سالك لكل عضو من أعضاء مجلس النوّاب للالتحاق تحت راية هذه الكتلة السياسية العابرة للطوائف , فلعن نظام المحاصصات في الفضائيات ووسائل الإعلام والتمّسك به داخل قبة البرلمان , أصبح أمرا مكشوفا ولم يعد ينطلي على الرأي العام , وهذا ما لمسناه من شعار ( شلع قلع ) الذي أثبت عدم مصداقيته , فمن كان صادقا في لعنه لنظام المحاصصات , ها هي الفرصة سانحة أمامه للالتحاق تحت راية هذه الكتلة السياسية والانقضاض على هذا النظام الذي جلب لنا البلاء والفساد , وخطابي هذا موّجها بالدرجة الأولى لنوّاب كتلة الأحرار ونوّاب كتلة بدر والنواب الوطنيون في كتلة اتحاد القوى العراقية وفي مقدمتهم كتلة الحل , والنوّاب الكرد الرافضين للانفصال عن الوطن العراقي والحفاظ على العراق الموّحد , فلا عذر بعد الآن عمّن يتخلّف عن الالتحاق بجبهة الإصلاح , وليعلم الجميع أنّ استمرار بقاء نظام المحاصصات سيقود البلد لا محالة إلى التقسيم والاقتتال الطائفي .

    أياد السماوي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media