نذر الحرب والطريق إلى الله
    الأثنين 11 يوليو / تموز 2016 - 18:00
    وفيق السامرائي
    خبير ومحلل عسكري ستراتيجي عراقي مغترب
    العام الماضي نشرت مقالا دعوت فيه إلى الاستعداد للأسوأ، وأشرت فيه إلى النية في التوسع في استراتيجيات فريق الحرب السعودي- القطري. فمن اليمن إلى لبنان وإلى بغداد، القصة قصة مراحل لمجابهة أوسع. 

    لقاءات الأمير تركي الفيصل بمفكرين إسرائيليين وحضوره إجتماع منظمة مجاهدي خلق وأحاديثه في مراكز الدراسات تعكس حالة الصراع المرتقب الذي سيكون العراق في قلبه إن لم تتخذ التدابير والإجراءات وتحدث متغيرات. 

    الأمير تركي أبرز الشخصيات السعودية وأكثرها ولوجا بالدراسات. التقيته لأول مرة في جدة في آب 1986، حيث كنا، اللواء فاضل البراك مدير المخابرات الذي أعدم لاحقا من قبل صدام بتهمة الارتباط الخارجي، وأنا، بمهمة رسمية عاجلة. 

    يميل الأمير تركي إلى الوضوح، ما يجعل الأهداف والنيات واضحة. 

    أحاديثه تعطي جرس إنذار لإيران وتقول لهم إن الحرب قادمة. 

    وفي المقابل، فإن إيران ليست هينة، فالقوة التي عجزت عن كسب الحرب في اليمن ستكون معرضة لردات أفعال كبيرة، والسعوديون، وإن كانوا قد خرج منهم عدد كبير من الانتحاريين، ليسوا قادرين على تحمل مجابهة مفتوحة. 

    الانزلاق السعودي نحو الحرب سيقود المنطقة إلى دمار حقيقي إذا لم يتوقف. 

    التوجه السعودي سيدفع إيران إلى تعزيز نفوذها في سوريا ولبنان والعراق..، وخاصة العراق الذي سيتحول إلى خط نار ساخن إذا ما استمرت المخططات على ما هي عليه. 

    شخصيا، لست معنيا بالصراع العربي الإسرائيلي، فهذه حقبة انتهت تماما. المطلوب مما يرتبط بالحديث هو حماية الأمن الدولي عموما والعراق تحديدا. 

    إذا أراد السعوديون التصادم مع إيران فلهم حدود مفتوحة عبر الخليج ولهم وسائلهم، وهذا شأن يخصهم ويخص إيران، وإن كنا لا نتمنى أي تصعيد بينهما. 
    لكن، أن يُتخذ العراق ساحة تصفية حسابات باسم العروبة والمذهب فهذا توجه خطير ومرفوض تماما، والذين يرقصون على أنغام العروبة الزائفة والطائفية يمكن وصفهم بأدوات ووسائط يمتطيهم غيرهم باسم العروبة والدين.

    تجربتنا في الحروب أعمق وأوسع عمليا ونظريا من دراسات فريق الحرب السعودي - القطري، ومن مصلحة شعوبهم أن يختاروا السلام بدل الحرب وأن يبعدوا العراق عن مخططاتهم، فالطريق إلى الله نعرفه تماما ولسنا في حاجة لأفكار ودعاة. مع احترامنا لكل الشعوب.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media