دور مقتدى الصدر في تفجيرات الكرادة!
    الأربعاء 13 يوليو / تموز 2016 - 18:22
    محمد الحسن
    عندما يخوض الوطن معركته على تخوم العاصمة، ويحتشد الشعب للإشتراك بالمعركة لإنها ليست حرب بين دولتين يخضع بها المهزوم لشروط المنتصر؛ إنما هي مسألة فناء أو بقاء، ولعل العدو كان متمكناً من جعل بغداد ميدان المعركة الرئيسي. في زحمة إنشغال الشعب والقوات المسلحة بتلك الحرب، يحدث تصعيد سياسي في قلب العاصمة، يدعو له ويقوده شخص له تمثيل نيابي وحكومي، ويصرّ على موقفه بغرابة، ثم يسمي ذلك الحراك المتزامن مع أحدى أهم المعارك ب(ثورة كبرى). هنا لا بدّ للشك أن يكون الوسيلة الوحيدة للتعامل مع هذا الخَبَل السياسي، إن كانت النوايا حسب ما يدعيها صاحبها، وإلا فهو خائن إختار أن يكون في خندق العدو. 
            سنحسن الظن ونبني الأحتمال الأول، الخَبَل السياسي، وكيفية تأثير السفيه على المجتمع وإحلال الخراب لو قُدِّر له أن يملك تأثيراً ولو بسيطاً على ذلك المجتمع. ولعل القرءان الكريم حرص على ضرورة التعامل الخاص من هكذا نماذج حتى في أمورهم الشخصية. فالأضرار التي يمكن أن يلحقها بالمجتمع أكبر من الوصف، سيما إذا كان لهؤلاء أتباع.
    في الواقع لا يمكن تبرأة مقتدى الصدر من المساهمة في تفجيرات الكرادة الأخيرة تحديداً، والتردي الأمني في العاصمة بصورة عامة. ففي ظروف الحرب مع عدو معروف التوجهات والوسائل التي يستخدمها للفتك بالناس، لا بدّ من الحرص على عدم توفير الأجواء المريحة والبيئة المشجعة لنشاطه الإجرامي. إنّ التظاهرات والإعتصامات  في مرحلة تتقدم بها القوات العراقية، تجعل الوضع الأمني في العاصمة معرض للخرق، وتشكّل ضغطاً رهيباً على القوات الأمنية فضلاً عن تعطيل مصالح الناس. 
    إنّ الضغط الذي يتولد على القوات الأمنية لا يقتصر على الأعداد التي تحتويها التظاهرات فحسب؛ إنما هناك حالة التقدم الميداني العراقي الذي يجعل الإرهاب يبحث عن مخارج طارئة أو على الأقل إشغال جزء من القوات الأمنية والرأي العام ومحاولة التغطية على الهزائم الكبيرة التي طالته في مواقع عديدة، أيضاً فالعقيدة الإرهابية كل هدفها القتل من أجل القتل فقط. وليس أكثر ملائمة من حالة الصراع السياسي التي يقودها الصدر تحت شعارات هو متهم بالعمل عكسها!..
    لا شك إنّ قطع الطرق، وتجمهر عشرات الآلاف من البشر في العاصمة، يجعل حركة الخلايا النائمة سلسة، خصوصاً عندما يكون للمتظاهرين حصانة عنفيّة ضد القوات الأمنية وضد كل ما مرتبط بالدولة دون تمييز، ولا شفاعة إلا لمن كان تابعاً لمقتدى، عندئذ سيحمل على الرؤوس مهما كان فساده. 
    إذن، حرب كبيرة، وفوضى يقودها طابور خامس تبرع أن يساند العدو، جاهلاً أم قاصداً،  ويغطي على تحركاته، ووضع أمني ضعيف أصلاً، وقوات أمنية محرجة؛ عوامل تجعل العدو يضرب متى وأين يشاء. وهذا ما جعل تفجيرات الكرادة تختلف عن غيرها، من حيث أعداد الضحايا وتوقيت الكارثة، إذ إنّ بشاعة الجريمة الغادرة، سرقت فرحة الإنتصارات وساهمت في تعميق فجوة الخلافات. من إستمع إلى مقابلة مقتدى مع قناة الشرقية؛ يعي جيداً إنه يضع التفجيرات كسبب جديد لتظاهراته، ويبدو إنه ينتظر المزيد من التفجيرات لتبرير خَبَله أو ربما خيانته.. وأبشع كا قاله: "الثورة بحاجة إلى دماء". هل هذه الدماء التي يقصدها مقتدى، أم هناك غيرها؟!..
    الدولة العراقية مطالبة بالحجر على مقتدى وعرضه على مصحة نفسية للتأكد من سلامة قواه العقلية، وإن كان كذلك فحينها وجبت محاكمته بتهمة الخيانة العظمى، وفي الحالتين هو يمارس تجهيل فظيع لقطيع من أتباعه!..
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media