لبنان كولومبيا الكرادة ...الأصابع الخفية
    السبت 16 يوليو / تموز 2016 - 21:24
    أحمد الحربي
    لبنان وتفجيرات بيروت
    في 23 من أكتوبر عام 1983حدثت تفجيرات بشاحنين مفخخين، استهدفا مبنيين للقوات الأميركية والفرنسية في بيروت وأودى بحياة 299 جنديا أمريكيا وفرنسيا.
     أعلنت حركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن الحادث، ولكن الولايات المتحدة الامريكية، اتهمت وجهت أصابع الاتهام الى سورية بتصريحات مبطنة، وارادت حفظ ماء وجهها في لبنان والرد بشكل قوي وغير مباشر على تلك التفجيرات.
    كان الجيش السوري متواجدا في لبنان منذ كانون الثاني 1976، بينما كانت نار الحرب الأهلية مستعرة لمدة عام فقط (أي عام 1975 حتى 26 نيسان من العام 2005).
    مذكرات المرتزقة
    كلفت المخابرات الامريكية أنداك، عدد من المرتزقة بالقيام بعملية نوعية في بيروت، باختطاف عدد من ضباط المخابرات السورية والاستيلاء على أجهزة اتصالهم، دون ترك أي دليل على الخطف أو الجهة التي قامت بها.
    تحركت مجموعة المرتزقة المتواجدة أصلا في بيروت، وتم تحديد إحدى الشقق في بناية تستخدمها المخابرات السورية للتمويه، وتم الاعداد لتلك العملية بأسلحة كاتمة وأخرى متطورة، وطلب من القوات البحرية الأمريكية المتواجدة في البحر المتوسط الاستعداد لضرب تلك المنطقة، كي تغطي على معالم العملية، وتم أعداد عدد من سيارات الأسعاف لتغطية الانسحاب بعد اكمال العملية.
    بدئت العملية بالرصد لعدة أيام ،وبعد التأكد من وجود الأهداف المطلوبة تم الدخول الى البناية من باب جانبي، والقضاء على كل الاهداف المتحركة بواسطة الأسلحة الكاتمة , تنبه السوريون الموجودين في تلك البناية الى حركة مريبة ،لكن الإوان قد فات ,ولم يلق المهاجمين ألا مقاومة بسيطة ،تم السيطرة وتخدير عدد من ضباط المخابرات السورية المطلوبين وذبح وقتل البقية, وأخذ عدد من أجهزة الاتصال الخفيفة المتطورة ثم الخروج من سطح البناية والعبور الى بناية مجاورة تم الاعداد للعبور عليها مسبقا , والخروج عبر سيارات الإسعاف المتأهبة والهروب بنجاح .
    بعدها تم أرسال الإشارة المتفق عليها الى الطائرة المحلقة، حيث أطلقت أحدث ما صنعته الترسانة الامريكية من صاروخ صامت من الصعوبة أن يرى ولا يترك أثرا بعد التفجير.
    صنف الانفجار بأنه قصف مدفعي ثقيل بعيد المدى وهذا تم للولايات المتحدة. ((من مذكرات أحد المرتزقة المشاركين في العملية، الصحف اللبنانية)).
    كولومبيا
    العام 1994، ضاقت الولايات المتحدة ذرعا بملوك الافيون الكولومبيين، ولم تك علاقتها جيدة بالحكومة الكولومبية، فقررت تصفيهم على الأراضي الكولومبية دون أن تترك أثرا للعملية، أرسلت مجموعة للاستطلاع نجحت من تحديد موعد اجتماع يجمع كل المطلوبين والعاملين في مجال الافيون في مزرعة كبيرة بعيدة العاصمة بوغوتا.
    أطلق صاروخ موجه مصنوع من مواد شديدة الانفجار، ولا يترك أي إثر بعد انفجاره نحو سيارة متوقفة أمام تلك المزرعة، النتيجة تدمير تلك المزرعة وقتل كل الموجودين بها، وأشارت الأدلة الى انفجار سيارة مفخخة، نتيجة حرب العصابات هناك!!، تم للولايات المتحدة ما أرادت فقد كانت بعيدة عن تلك الساحة أيضا، ((حروب المخدرات الخفية)).
    الكرادة النهايات المفتوحة
    أشر الانفجار الذي ضرب منطقة الكرادة ((تواجد الكثير من الأجهزة الحكومية والأمنية ومقرات الأحزاب في تلك المنطقة ))في العاصمة بغداد بساعة مبكرة من يوم( الاحد الثالث من شهرتموز2016 )الى عدد من التساؤلات التي لفها الغموض ، حجم وشدة الانفجار غير المسبوقة، العدد الكبير للضحايا أكثر من 500 ضحية ، اختفاء عدد من الأشخاص الذين نجوا بعد الانفجار واتصلوا بذويهم لطمأنتهم ولم يعثر على أثر لهم حتى الان ، وجود أثار إطلاقات نارية على بعض ضحايا الانفجار في منطقة الرأس ،العثور على عدد من أغلفة الإطلاقات الفارغة ولم يسمع صوت أطلاق نار بعد ذلك الانفجار أو قبله, لم يتم تحديد نوع المادة المتفجرة التي سببت ذلك الانفجار، ما هو سر تلك الغرفة التي وجدت في احدى البنايات المحترقة والتي لم تمسسها النار وأثار تبادل أطلاق النار فيها ، ما هو سر المسلحين المجهولي الهوية الذين قفزوا الى البناية المجاورة للبناية المحترقة, وما الذي كان يحملوه معهم من أكياس كبيرة سوداء وهروبهم بسيارة اسعاف متوقفة هناك ولم تعرف وجهتها حتى الان.
    وتبقى الأسئلة مفتوحة، هل دارت معركة مخابراتية وكانت منطقة الكرادة ساحتها، من كانت الأطراف المشاركة فيها، ما الهدف الحقيقي من تلك العملية، هل كان للحكومة العراقية علم؟ لا تعرف الإجابة حتى الأن.

    كاتب وأعلامي
     
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media