بائع البطيخ أردوغان سيعود وبقوة أكبر!
    الأثنين 18 يوليو / تموز 2016 - 06:12
    عباس الكتبي
    سار النبي عيسى"عليه السلام"مع اصحابه في أحدى الطرقات، ومرّو بجيفة كلب، فقالوا أصحابه:ما أشد نتن رائحته! ألتفت إليهم عيسى وقال:ما أشد بياض أسنانه!

    ينبغي للإنسان العاقل ان ينظر للأمور الإيجابية ويأخذها، ويدع عنه تلك السلبيات، فقد جاء في الحديث الشريف:(الحكمة ضآلة المؤمن أنّى وجدها أخذ بها).

    بعيداً عن العاطفة الطائفية، أردوغان وحزبه نموذجاً ومثالاً للاحزاب الاسلامية، يجب ان تحتذى به في سياستها الداخلية للبلد، فالرجل قام بنهضة اقتصادية في المجتمع التركي، على مستوى الخدمات والعمران، والصحة والتعليم، والصناعة والزراعة، والمواصلات والاستثمار، أذهلت العالم في فترة ولاياته الثلاثة، شهد له بها الاتحاد الاوربي، والولايات المتحدة الامريكية، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي.

    حقيقة أرقام واحصائيات، ترفع فيها القبعة لااردوغان، بالاضاقة لقضائه على الترهل والتضخم والعجز في ميزانية الدولة، وقضائه على البطالة، ومكافحته للفساد، ومساواته بين ابناء المجتمع التركي، والتزامه بالأنظمة والقوانين، وهو محط فخر وأعتزاز للاسلاميين، ليحتجوا به على العلمانيين في ادارة الدولة، بغض النظر عن مذهبه وتوجه العقائدي، وعن سياسته الخارجية، فالسياسات الخارجية لكل دولة، تخضع لمنفعة الدولة، وتبادل المصالح بين الدول.

    ولد اردوغان 1954م، لوالد فقير، وكان يقول كنت أبيع البطيخ لأساعد والدي في المعيشة، واوفر مصروفي للدراسة في مرحلتي الابتدتية والثانوية، ثم دخل المدارس الدينية، بعدها حصل على شهادة الاقتصاد والأعمال من جامعة مرمرة في تركيا.

    انضم في شبابه للعمل الاسلامي السياسي، فعاصر وعاش تللك الاحداث والتقلبات السياسية، والانقلابات العسكرية التي حدثت في تركيا.
    رشح نفسه في عقد التسعينيات لرئاسة مدينة اسطبنول، وفاز في الأنتخابات فوزاً ساحقاً، فطّور البنى التحتية للمدينة، وجعلها من أكبر الواجهات السياحية في العالم، مما زادت من شعبيته لدى الناس.

    ثم رشحه حزب العدالة والتنمية لرئاسة تركيا، ففاز فيها ثلاث مرات، محققاً فوزاً كبيرا على معارضيه، ولو كان علمانياً، لرتفعت أبواقهم أفتخاراً ومدحاً وثناء على اردوغان في قيادته وادارته للدولة التركية! فليتعظ حكام العرب الأجلاف، وحكام العراق به، وليتعلموا منه كيف يكون القائد الناجح، حيث لم يقدم العرب جميهم، ان كانوا اسلاميّون أو علمانيّون، ولا تركيا نفسها، حاكما فيً التاريخ المعاصر مثل أردوغان، وما قدمه لتركيا وشعبها، فمن كان مع الشعب كان الشعب معه.

    كذلك كان حزبه- حزب العدالة والتنمية له الفضل والدور الكبير، في كسب وتأييد الشعب التركي لاردوغان، بما قدم للمواطنين من خدمات كثيرة، وتسهيل أمورهم، بالمساواة بينهم، فأين حزب الدعوة الاسلامي الحاكم في العراق، من حزب العدالة والتنمية الاسلامي التركي؟!

    مخطئ من يظن ان اردوغان وحزبه انتهى، وسوف يستثمر حدث الانقلاب لصالحه، ويعود أكثر قوة من ذي قبل، والدليل التأييد الواسع له محلياً حتى من الاحزاب معارضة له، والتأييد الخارجي الكبير من الدول، بما فيها روسيا وايران، بل حتى الجيش التركي المعروف باتجاه العلماني وانقلاباته، نصفه وقف معه وأفشل الانقلاب، لماذا؟ لأنه كان رئيساً ناجحاً في قيادة البلد، ونفع الشعب كثيراً، فأعتبروا من هذا يا حكام!!
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media