هل كان اردوغان وراء الانقلاب؟
    الأربعاء 20 يوليو / تموز 2016 - 06:43
    عباس الكتبي
    كل حدث سياسي يقع، يخرج عليك فقهاء السياسة بارآءهم  المستنبطة من الحدث، فتصدر الفتاوى منهم السياسية كل حسب أجتهاده.

    من هؤلاء المجتهدين السياسيين، البارزين في التحليل السياسي ذهبوا للقول بنظرية المؤامرة، وان الرئيس التركي اردوغان هو من قام بالانقلاب على نفسه، ليعزز وجوده بالسلطة ويستأثر بها، بالاضافة لتصفية خصومه ومعارضيه، وخاصة الموجودين في الجيش التركي.

    الذين قالوا بهذا القول، لايميزون بين المنتج للحدث، وبين المستفيد منه والمستغل له، أو قل لا يفرقون بين الصانع للحدث، وبين المستثمر له.

    استيراتيجية المؤسسة العسكرية التركية، في تقاطع تام من الرؤى والأفكار، والتوجه السياسي مع المؤسسة المدنية بقيادة أردوغان، ويشهد على ذلك المحاكم التي أقيمت على ضباط كبار في الجيش، بتهمة محاولة الانقلاب، واغتيال اردوغان سابقاً.

    المؤسسة العسكرية في تركيا، هي التي أنشأت النظام الجمهوري العلماني، وتعتبر نفسها الراعي والحامي لهذا النظام، ومتى شعرت هذه المؤسسة بالخطر على العلمانية، تقوم بالانقلاب، وهذا ما حصل في الانقلابات الاربعة الماضية، وأردوغان كان دائماً يتجنب المواجهة والأصطدام بهم.

    نحن نؤمن بنظرية المؤامرة، وان كان هناك بعض لا يؤمن بها، لانه يعتبر البشر متسامياً كالملائكة أو الأنبياء فلا يصدر منهم الغدر والخيانة!! فهل من المنطق ان يتآمر أردوغان مع عدوه اللدود "الجيش التركي" على نفسه!؟وهل الضباط الذين قادوا الانقلاب مع اردوغان لتثبيت عرشه، أم ضده؟ مع العلم ان الاحزاب في تركيا المعارضة لأردوغان لم تتهمه بهذا الاتهام.

    كل ما في الأمر ان الذين قاموا بالانقلاب، وهم قلة من الجيش والضباط، شعروا بالخطر على النظام العلماني، نتيجة سياسة أردوغان الخارجية، وكانت عمليتهم في الانقلاب، محدودة على المستوى الجغرافي، والتنفيذي، واللوجستي، وكذا المشاركة، اضافة الى ان اردوغان احسن في خطابه ونداءه للشعب، وانه حذر الجماهير من ذهاب الديمقراطية، وطالب منهم الدفاع والحفاظ على الشرعية، والنزول الى الشوارع، لذا فشلت عملية الانقلاب بسرعة.

    هناك احداث وقعت في التاريخ، قاموا بها ناس، وأستغلها الآخرون لمصلحتهم، فأردوغان لم يكن له يد في الانقلاب، لا من قريب ولا من بعيد، بل أستغل الانقلاب وأستثمره لصالحه، حتى انه قال:(هذا الانقلاب هدية من الله)! وستشهد تركيا في الايام القادمة تغييرات كبيرة على الصعيد الداخلي والخارجي.

    تسربت بعض المعلومات من المخابرات التركية، تتهم فيها بعض الدول العربية بالانقلاب، منها الامارات ومصر، وحتى المغرد السعودي الشهير"مجتهد"،ذكر في تغريدة له ان هناك دلائل تشير الى ان ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على علم بهذا الانقلاب، لانه يعلم بان أبن الشيخ زايد له يد في هذا الانقلاب.

    حقيقة لا اعرف ما هي الاسباب التي تجعل كل من مصر، والامارات متهمين لدى المخابرات التركية، وما السبب الذي يدفع مصر، والامارت لهذا الفعل؟ على أية حال فأنا أقسم لتركيا وشعبها، ان أردوغان بريء من الانقلاب براءة الذئب من دم يوسف.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media