سليم الحسني، رويدك قبل ان تبصق علينا
    الجمعة 22 يوليو / تموز 2016 - 08:19
    هيثم الغريباوي
    اطل علينا الدكتور سليم الحسني في مقاله الاخير "العراق وهم الدولة (1) شخصية العراقي المزورة" – رابطه في الاسفل - يستهل به هجوماً  يزمع شنه على الشعب العراقي ويتوقع باستعداد ان يتلقى هجوماً مقابلاً كلفةً وثمناً لما يعتبره وضع الاصبع على الجرح، مثلما حدث معه في نقده الموجع لعناصر حزب الدعوة الاسلامي الذي تبرأ منه متأخراً جداً واصبح مبعث اعتزاز له ان يقاطعه اعضاؤه الذين يديرون اليوم من على القمة فساد الحكومة والبرلمان والقضاء والجيش والشرطة وسائر المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني.

    اعد مقالي هذا قَطْر في الرد على الدكتور سليم الحسني الذي ارجو ان يتلوه غيثاً من غيري دفاعاً عن الشعب العراقي الذي اصبح "حائط نصيص" كما يقول المثل الشعبي. فيبدو انه بعد تبرؤ الدكتور الحسني من كوارث حزب الدعوة، يريد ان يتبرأ من هنات الشعب العراقي وشتان ما بين الكيانين. حال قراءتي مقال الدكتور سليم الحسني مثّل لي حاله في حزب الدعوة حال حسن العلوي في حزب البعث المطمور. فليفسر لنا امرؤ توبة الرجلين من حزبيهما بعد دهر امضياه يتقلبون في اعطاف حزبيهما ويسبحون بحمد أدبياتهما ويفاخران بممارسات عناصرهما التي يصفونها اليوم بالكوارث!! فيا لله، أي فضل للرجلين على العراقيين وهما يفشيان ما كانا شريكين به وفاعلين فيه بإيذاء العراقيين؟

    لا اعبأ هنا بحزب الدعوة ولا مشروعه الذي صرح السيد المالكي بعدم السماح بإنهاء المشروع الاسلامي في العراق، ليت شعري لو لم يخلق ذلك المشروع التنيني الرؤوس الفاقد للهدف والاداة والمنهج والذي ما لبث ان تجرد دعاته من جوهر قيمه الاخلاقية حال التياث زهو السلطة بعقول قادته وعناصره. ولكنني حتماً وتماماً أعبأ بشأن العراقيين ولن استسلم دفاعاً عن حقه الكامل بالرفاهية وإيماناً بطاقاته الطبيعية الكامنة في التطور والسمو حين تتوفر له لوازمهما، كما اعي جيداً كمّ وعمق الاعطاب الاجتماعية التي يعانيها شعبنا (ولا ابرّئ نفسي).

    هل سنرى استشهادات من الدكتور الحسني باستنتاجات باحث الاجتماع العراقي البارز الدكتور علي الوردي رحمه الله تعالى عن المجتمع العراقي شأنه شأن الكثير من مثقفينا واكاديميينا الموقرين حينما يتعلق الأمر بتقريع الشعب؟ اذا كان كذلك فلا حاجة بالعراقيين لمزيد من التأنيب والتوبيخ، ولنعطِ للدكتور الوردي حصته من التقصير في توصيف العلاجات اللازمة لتدارك الأعطاب التي اشرها ودل عليها في مجتمعنا. فكل ما نقله الكتاب والباحثون عن الوردي هو تلك الاستنتاجات وكأنها سمات خلقية الزمهم الله تعالى اياها لعنة منه عليهم – حاشا لله -.

    ان من حظي بالدراسة في مجال التعليم اوعلم النفس او الاجتماع او العلوم السياسية في الولايات المتحدة حيث حصل الدكتور الوردي على شهادته سيجد ذات التوصيفات في مادة الثقافة ليس للمجتمع العراقي فقط بل لكل شعوب ومجتمعات العالم مفروزة ومشخصة بدقة على اسس علمية صرفة وبحوث قائمة على المراقبة والفحص، والذي قام به الدكتور الوردي هو إثبات تلك التوصيفات بالواقع عبر سلوكيات وتقاليد المجتمع العراقي وهو جهد استثنائي يجب ان يضيء الطريق نحو المعالجات الناجعة التي لم يقم احد بها قصداً لا عفواً. وثقوا ان لباقي المجتمعات التي خلقها الله تعالى امراضها لكن رعاتها وولاتها يعملون يومياً على مكافحتها بكل الوسائل التي يجدونها ضرورية.

    اخيراً، اتوجه للدكتور سليم الحسني برجاء حميم ان يكفّ عن تقريع العراقيين لأنه موضوع ليس ممتعاً على الاطلاق ويبعث فيهم اليأس الذي يحاول اعداؤه اخضاعهم له، ولكن ارجوه بالمقابل ان يقترح لنا علاجات لأعطابنا الاجتماعية، وليته فعل ذلك حين كان مستشاراً للدكتور الجعفري والمالكي وباقي قادة الدعوة قبل ان يغادر حزبه يائساً مستسلماً ومسلماً قدر العراقيين بأيديهم ليزيدوهم خبالاً. ليته عمل على رسيخ سقوط صدام وبعثه بإقامة نظام تربوي وتعليمي رصين والاستثمار في كل عناصره لجني ثماره بإنتاج جيل منتج فكرياً وعملياً وحضارياً والتعليم هو القناة الوحيدة للقيام بتلك المهمة الجبارة في صناعة الانسان.

    رابط المقال:
    http://www.qanon302.net/in-focus/2016/07/21/88018
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media