ما هذا اللغط والتشويش على هويتنا الرافدينية؟
    الجمعة 22 يوليو / تموز 2016 - 19:42
    داخل السومري
    نحن شعب حقا فاقد هويته، فمنا من يعتقد ان هويته إيرانية، وآخر يعتقد ان هويته تركية، وآخرون يعتقدون ان هويتهم اعرابية بدوية. وما يؤسفني هو ما يصدر من بعض كتابنا ومثقفينا الاجلاء تصريحات وكلايش يرددونها دائما وبدون ان يفكروا في معناها ومغزاها ومدى تأثيرها على أبناء الرافدين الذين يتصارعون لأثبات هويتهم العراقية، هذه التصريحات والأعلانات عندما يتكلمون عن هوية العراق تراهم يركزون على ان هوية العراق عربية، وأن العراق بلد عربي.

    وما اريد ان افهمه هو ما المقصود بأن العراق عربي، وما معنى كلمة عربي اصلا. الم تطلق هذه الكلمة على القبائل البدوية العابرة من مكان الى مكان طلبا للعشب لترعى جمالها وماعزها. ومنهم من يقول انها ترجع الى شخص يسمى يعرب. ومن هذه الشخصية الخرافية نشأ سكان شمال افريقيا والسودان والصومال وسوريا الكبرى والعراق. ما كل هذا التخريف يا قوم؟ كل هذا حصل نتيجة الغزو الإسلامي الذي تبنته البداوة المتخلفة عن الركب الحضاري، والتي لا تعرف غير السيف والسلب والنهب والقتل. وبحد هذا السيف استعربت هذه الاقوام التي احتلتها تحت راية الإسلام.

    اعود الى العراق وكارثة الصاق الهوية الاعرابية به. طيب إذا أصبح العراق عربيا بقدرة قادر فأين أصبح السومريون والكلدانيون والبابليون والآشوريون. هذه الحضارة الرافدينية التي استمرت لآلاف السنين نستبدلها بخرافة البداوة بجرة قلم وبكل هذه البساطة. هل لأن الاعراب احتلوا العراق "احتلالا دينيا وليس حضاريا" نحول هويته الى عربي، وإذا كان هذا هو الحال فلماذا لا نسميه فارسيا وقد احتلوه الفرس لقرون من الزمن، أو نسميه عثمانيا وقد احتلوه لقرون من الزمن، وهذا يجري على الاحتلال اليوناني والمغولي والإنكليزي.

    لقد وفد الى وادي الرافدين اقوام عديدة ومن شتى البلدان المحيطة بهذا البلد واستقروا بأرض وادي الرافدين، وبسبب استقرارهم ونشوء اجيالهم في هذا البلد أصبحوا عراقيين متمسكين بالهوية العراقية. ومن باب الوطنية العراقية هو الالتزام بالأرث الحضاري لبلد وادي الرافدين، لكي يصبح هذا الإرث العظيم هو هويتنا التي نبرز بها لهذا العالم الذي نحن جزء منه. وارجوا ان لا يغيب عن ناظركم يا أبناء الرافدين ان ارثنا الحضاري هذا له خصوصية تميزه عن خصوصيات الحضارات القائمة اليوم، وهذه الخصوصية تتميز بأنها أول حضارة نشأت في هذا العالم. وهذا وحده كفيل بأن يجعل كل انسان، وليس أبناء الرافدين فقط، فخورا بهذا الإرث الحضاري الإنساني.

    من سوء حظنا اننا تعرضنا لشتى أنواع الاحتلال الهمجي الذي عمل على طمس هويتنا من خلال طمس ارثنا الحضاري. ولما أسس الاستعمار الإنكليزي ما يسمى بالمملكة العراقية الحديثة، ناسين ان هذه الدولة أسسها السومريون قبل سبعة آلاف سنة لما كان الإنكليز يعيشون في الكهوف، ولهذه المملكة استوردوا لنا ملكا اعرابيا من خارج الحدود (يا للنكسة!!!!!). وظلت هذه العائلة الاعرابية الفاسدة تتحكم بالعراق حتى ظهور ابن سومر" عبد الكريم قاسم " الذي أنهي حكم هذه العائلة الفاسدة. ومن بعد الزعيم عبد الكريم ولا نزال نعيش الامرين، ولم نتمكن لحد الآن من تشكيل حكومة عراقية هويتها سومرية اكدية بابلية آشورية، تخرج العراق الى أضواء القرن الواحد والعشرين، وتقضي على التسلط الديني الذي هو من أسوأ الكوارث التي حلت بنا.

    عاش العراق سومريا اكديا بابليا آشوريا.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media