نحررالمدن بتضحيات الشهداء.. ونفقدها بالخطط العمياء..!!
    الجمعة 22 يوليو / تموز 2016 - 19:56
    علي فهد ياسين
    يمثل تحريرالمدن من الغزاة(جيوشاً نظامية أو عصابات ارهابية) الصفحة الأولى للنصر، فيما يكون مسك الأرض الصفحة الثانية الممهدة لعودة الحياة الطبيعية اليها، من خلال اعادة الأمن والاستقراروتقديم الخدمات، وهي المرحلة الثالثة التي يكتمل بها مفهوم النصرالنهائي، ومن دون انجازهذا المثلث المترابط تكون الابواب مشرعة على انتكاسات عسكرية تصل ذروتها باعادة احتلال المدن المحررة أو أجزاء منها، كماحصل أكثرمن مرة منذ بدء الحرب ضد داعش .
    من الطبيعي تراكم (خبرة) القائمين على القرارالسياسي والأمني في العراق طوال السنوات الماضية منذ سقوط الدكتاتورية كماهوالحال في كافة ميادين الحياة، وقياساً على ذلك، لوكان هؤلاء (القادة) في مرحلة رياض الأطفال(بخبرتهم) في العام 2003، لوصلوا الآن الى الجامعات في اختصاصاتهم ونحن في العام 2016، ومن غير المعقول ولاالمقبول أن لايستطيع طالب جامعي (فك الخط)، حاله حال طلبة الأول الابتدائي !.
    التصريح الخطير للقيادي في الحشد الشعبي(عدي الخدران) حول عودة تنظيم داعش الى منطقة(مطيبجة) الواقعة في حوض العظيم بين حدود ديالى وصلاح الدين، وتحويلها من جديد الى مركزلتلغيم المفخخات وتدريب الارهابيين، بعد تحريرها قبل عام بعمليات عسكرية واسعة، يمثل النتيجة الطبيعية للخطط العسكرية(العمياء) التي انجزت تحريرها ولم تستكمله بمسك الأرض لمنع عودة الارهاب .
    لقد دفع العراقيون ومازالوا أنهاراً من دماء شهدائهم في تحريرالمدن من عصابات الارهاب، وكل شهيد من هؤلاء ترك خلفه عائلته واصدقائه ومحبيه دفاعاً عن وطنه وشعبه، عليه تكون(مسؤولية) عودة الارهاب الى المدن والمناطق المحررة في رقاب القادة المخططين (الآمرين والناهين)، بعد انجازالمقاتلين واجباتهم التي أثمرت تحريرها، وفي مقدمتهم الشهداء لأن(قدسية) الشهادة في الحروب تكتب بدمائهم .
    معلوم أن لكل حرب ضحاياها وفرسانها الذين يمثلون أبرزالعناويين النهائية لنتائجها، لكن (أقذر)الحروب هي الفاتكة بالضحايا والفارغة من القادة الفرسان، ويبقى الشهداء وحدهم يستحقون تيجان الحياة، لانهم المدافعين عنها في كل الحروب ! .

    علي فهد ياسين          
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media