"المُعارضة السورية المُعتدلة"!
    الأحد 24 يوليو / تموز 2016 - 01:44
    ناجي غنام
    كم هو سعر الطفل السوري في حسابات الولايات المُتحدة؟!
    وهَل أصبحت الأمم المُتحدة مزاداً تُعرض فيهِ الضمائر للبيع؟!
    والإعتدال؛ مَن صَنعَ هذه المُفردة! هَل وضَّحَ لنا خطوطها العَريضة؟، أم العيب فينا نَحن جعلناها مِثل بقرة بني إسرائيل!
    أن نموت أفضل، أفضل بكثير مِن أن تموت ضمائِرنا قبل موتنا، مِن أن نموتُ يومياً عشرات المرات قبل موتنا، أفضل مِن حِرقة القلوب ودموع العيون ولوعة الروح، أن نموت أفضل مِن أن ندعي زوراً وبهتاناً بأننا مُسلمون، بأننا عَرب، بأن لدينا شَرف،، آه الشرف، متى آخِر مرة زارنا الشرف؟!
    طفلٌ في الحادية عَشر مِن عُمره يُقتل، يُشنق نفسيا فَيعدم، عَذبوه أمام الكاميرات وكأنهم يقولون؛ وثقوا الجريمة فلا أحد يُشاهد غيرنا، وكأنهم يريدون نَشرَ دينهم بهذا الفيديو، تعالوا يا مُسلمين أشتروا ديناً لا ربَّ فيه!
    خَمسة أعوام والولايات المُتحدة الأمريكية تَقود العالم كُلِه، ليدعموا "المُعارضة المُعتدلة" في سوريا، خَمسٌ مِن القتل والتجويع والتشريد والسبي، وهم وجنودهم في الخليج يدعمون "المُعتدلة" علناً، ويمولون "غير المُعتدلة" سِراً، وها هي "المُعتدلة" تفضحهم، تكشف ضميرهم الأسود، تُعري الأمم المُتحدة مِن ملابسها الشفافة!
    كُلها دعارة؛ داعش وأمريكا والسعودية وقطر دعارة، وأمهم المتحدة أيضاً فاجرِةٌ داعِرة، لم يكيفهم لعبتهك الطويلة ضِد العرب بحكامها، سلطوا علينا حُكاماً فَجرة، في كل قَصر حكم عربي ترى حلم "دولة" إسرائيل واقع، هي أمهم فلماذا ينكرونها، نَحن أيضاً لا نَقبل، لكن أتركوا الدين لا تشوهوه! أتركوا الوطن لا تدمروه! أتركوا الضمير لا تشنقوه! والطفل ياقتلة الأطفال.. أتركوه لا تذبحوه!
    سنواتٌ خَمس؛ في كل دولة يعمل السوري خبازاً، نجاراً، خياطاً، ليعيش وفقط ليعيش، شردتموهم من ديارهم لأجل عيون تل أبيب، تلكَ القاتلة المُستبدة التي عاثت في فلسطين فساداً، والسعودية تفتي وتدعم، وقطر تنافس بفتوى أشد جرماً ومال أكثر عدداً، كلهُ من أجل "المعارضة المُعتدلة" وظلام الدين زنكني يذبح الصِبية!
    يا عَرب.. أيُ دينٍ تتبعون؟!
    قرأتُ كثيراً عن مجزرة حدثت في كربلاء، فتوى الخَليفة ذبحت طفلاً هناك، لا يزال الطفل يتنفس إلى الآن، في أمستردام وبروكسل ونيويورك، في فيينا وأنقرة وموسكو، وفي أسلام أباد والقاهرة وكوالالامبور لا يزال الطفل يتنفس، في قلوب مُحبيه، شاهدتَهُ يُلهمهم الصبر والنَصر، لكني لم أشاهد الخليفة!
    مِن هناك عَرفتُ إن في الإسلام دُخلاء، عرفتُ إن الفتوى تُباع عَصراً في سوق الرقيق، وأدركت إن معظمها يَخرج من الملاهي، في ساعة سُكِر شديدة، في ذروة تعاطي الأفيون والحشيش، تَصدر الفتوى بذبح طفلٍ بريء، لا أمنية لهُ إلا أن يموت بالرصاص!
    فضحكم عبدالله الصَغير يا شيوخ الوهابية، جَردكم مِن كل دينكم الذي تدعون، هزّ أركان وجودكم وضرب ضمير أوباما وبان كي مون والسيدة هيومن، واللهِ وباللهِ وتاللهِ قتلكم ذاكَ البريء..!
    الآن.. يجب أن أرسل رسالة إلى الله خالقي، انا مُسلم وسُني وشافعي أحب ما تحب وأكره ما تكره، فأرجوا أن تتقبل برائتي من دينهم..
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media