خندق أمني حول الفلوجة وبطاقات تعريفية الكترونية للأشخاص والسيارات
    الأحد 24 يوليو / تموز 2016 - 02:50
    [[article_title_text]]
    صحيفة (واشنطن بوست) عن وكالة (اسوشيتد بريس) - سيلجأ الجيش العراقي الى تكتيك قديم معروف لأجل السيطرة على الفلوجة التي استعادها من قبضة «داعش» في الشهر الماضي، وذلك بشق خندق حول المدينة.
    ويقول قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، الذي قاد الهجوم الناجح على الفلوجة، ان هذا الخندق سوف يبقي منفذاً واحداً مفتوحاً يستخدمه الاهالي في الحركة دخولاً وخروجاً الى المدينة ومنها.
    ويمضي الساعدي مضيفاً في مقابلة اجرتها معه وكالة اسوشيتد بريس في مقر عمله ببغداد أن طول الخندق سيبلغ نحو 11 كيلومتراً ومهمته تأمين الحماية لأهالي المدينة الذين ذاقوا ويلات ومآسي كثيرة، كما سيحمي قوات الأمن المنتشرة هناك.
    قطع جميع الطرق باستثناء واحد فقط سوف يسمح للسلطات بمراقبة حركة السكان بدقة اعلى، إذ أن الفلوجة كانت مصدراً للسيارات المفخخة التي تستهدف بغداد الواقعة على بعد 65 كيلومتراً الى الشرق من الفلوجة. تضييق المجال امام تحرك المركبات على هذا النحو هو احدى الوسائل لمنع السيارات المحملة بالمتفجرات من مغادرة هذه المدينة.
    ويوضح الساعدي أن السلطات العراقية القت القبض على نحو 21 ألف شخص من اهالي الفلوجة الذين فروا من المدينة بشبهة الانتماء الى «داعش»، ولكنهم جميعاً اطلق سراحهم بعد استجوابهم باستثناء 2000 عنصر منهم، وهؤلاء سيواجهون تحقيقاً أوسع وقد يحالون الى القضاء بعد ذلك.
    الى جانب الخندق ستكون هناك ايضاً اجراءات امنية أكثر حداثة.
    إذ يقول عيسى العيساوي قائممقام الفلوجة ان معلومات شخصية مفصلة سوف تؤخذ عن 85 ألف شخص من سكان المدينة الذين فروا منها خلال الفترة ما بين شهري ايار وحزيران، وهي الفترة التي استغرقتها معركة تحرير المدينة، هذه المعلومات ستخزن الكترونياً ثم يزود الاهالي ببطاقات هوية غير قابلة للتزوير، كما ستصدر للسيارات التي يملكها الاهالي بطاقات تحتوي على شريحة الكترونية.
    سوف يبلغ عرض الخندق نحو 12,5 متراً وعمقه 1,5 متر. ويضيف العيساوي: أن العمل بالذراع الأول من الخندق قد ابتدأ بالفعل، وهو يمتد لمسافة 6 كيلومترات ويغطي الجانب الشمالي والشمالي الغربي من المدينة، أما الذراع الثاني فسوف يبدأ العمل فيه قريباً وهو يمتد لمسافة 5 كيلومترات بمحاذاة الجهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية من المدينة.
    بعد ذلك لا تبقى سوى الجهة الغربية من الفلوجة، المتاخمة لنهر الفرات الذي يوفر لها حاجزاً طبيعياً، والجهة الشرقية حيث يقع الطريق الرئيس السريع المؤدي الى بغداد وهو طريق تتحرك فيه الدوريات بكثافة وهو سيمثل المدخل الوحيد الى الفلوجة.
    اما المسؤول عن العمليات العسكرية في مناطق غرب بغداد اللواء سعد حربية فيؤكد أن «ذراعي الخندق المذكور يمران عبر اراض صحراوية كان الارهابيون يستخدمونها في السابق»، وتخطط الحكومة العراقية لحفر خندق آخر على امتداد الحدود بين محافظتي الانبار وكربلاء المجاورة، حيث تقع مراقد من اقدس مقدسات الشيعة. كما ابتدأ العمل ايضاً في بناء اسوار وخنادق لحماية الاجزاء الخارجية من بغداد المعرضة اكثر من سواها لأجل حمايتها من السيارات الملغمة، بيد أن العمل في الحالتين اصابه البطء بسبب ضعف التمويل والفساد.

      ترجمة – أنيس الصفار
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media