وقفة إجلال للأقلام الوطنية... التي سارعت في هزيمة موقفي السلبي ..
    الثلاثاء 26 يوليو / تموز 2016 - 04:14
    أ. د. حسين حامد حسين
     بعد نشر مقالي الاخير وبعنوان " ألمقال السياسي الاخير... إما سنكتب بحرية ما نراه صحيحا من اجل عراقنا ...وإما وداعا للكتابة سياسيا" ، وصلتني رسائل كثيرة من اصدقاءنا واحباءنا من كتاب وطنيين متميزون منزعجون من قراري ذاك ويرجون بالحاح وجوب الاستمرار في النهج الوطني الذي أليناه على نفسي في مقارعة طغم الفساد السياسي المنحرفة والتي لا تزال تعتاش على اضطهاد وقمع شعبنا وبيع الوطن العراقي رخيصا من اجل المزيد من الازدهارالحياتي الشائن لهم على حساب المعاناة العراقية. فالوقفة التضامنية لهؤلاء الاخوة الكتاب الرائعون صاغت لنا تكاتفا عفويا مع اخ وزميل لهم ، أثارني موقفا ربما فهمت بعضه خطئا ، فكانت ردودهم تحمل دلالات الحرص على تضامن وطني عنيد تستلزمه مواقف التحديات التي يمر بها شعبنا ، فكانت أيضا نوعا من سبر أغوار جدية الوطنيين في الحرص على الابقاء على الاوفياء من اجل استمرار مقاتلة الاخساء ، فذلك الوفاء الذي ابدوه من خلال رسائلهم الوفية ، لم نكن ندرك بالضبط مقدارمساحته وعمقه . لكنه كان برهانا ساطعا على مقدار الثقة بالوطنيين وتفاؤل عريضا يحمله هؤلاء الكتاب النجباء وبعض رؤساء المواقع في تطلعاتهم الجادة والحاسمة على التوحد مع بعضنا البعض من اجل تغيير الحياة نحو الافضل لشعبنا الصابر.  فلقد كانت كلمات الاخوة الاحباء التي وصلتني تحمل عتبا تجلله طيبة نفوس وأخلاق عالية جليلة في دعم الموقف الوطني ووفاء من اجل استمرار مواقف التضامنات في القرار امام مصير هذا الوطن العزيز، ألامر الذي جعلني أشعر بالحرج كمن قام بعمل سيئ . لكنه كان أيضا مشوبا بفخر عظيم وامتنان للوفاء والنقاء في صورة رمزية ثمينة تجاه بعضنا لبعض،  وبشكل منقطع النظير.

    فمن خلال تلك المشاعر النبيلة الصادقة، ضد اعلاني في التخلي عن الكتابة ،  كتب لي أحد رؤساء التحرير لاحد المواقع المهمة ، وهو من احبتنا الرائعين يذكرني قائلا : "ان الطريق طويل وانسحاب صوتك الوطني من الساحة يعني كسب صوت اضافي لأعداء العراق .. أملي وثقتي انك باقي في ساحة نشر الوعي الوطني الأصيل الصادق , وستبقى ايها الوطني النقي فالساحة بحاجة الى قلمك الشريف" .

    كما وكتب صديق حبيب اخر من الكتاب المتميزين ، يقول من فيض كرمه الغزير:
    (أنت دون تملق قامة وطنية وانت لست ملك نفسك انت ملك العراق والعراقيين والعراق يطلب منا ان نكون الى جانبية وقت محنته وكنا انا وانت مع العراق باشد الظروف عندما كان صدام يبطش بأهلنا لأننا معارضون ولا نتخلى عنه اليوم وهو أشد محنه لانه تحت إدارة عملاء ولصوص. أطالبك باسم شخص يكن لك كل تقدير واحترام ان تعيد النظر بقرارك لأنك بهذا القرار لن تعاقب احدا غير العراق والعراقيين الفقراء  دمت وطنيا نقي".

                        وصديق حبيب اخر ، قال لي " يا صديقي العزيز هل من مثلك يجرأ على التخلي عن الكتابة ونحن نرى في قلمكم سيفا بتارا ، ايها الصوت المتميز بين جميع صرخات الاخيار الوطنين ، نحن نشد على يديك وانت تقاتل في خندقك بحماس وحزن ، وتكتب لنا عن محنة عراقنا ، فنرجوك ان تعود الى مكانك الطبيعي حيث ليس لنا خيارا سوى الموت او الحياة من اجل العراق.. "

    وكاتبا رائعا أخر إحتج في رسالته الغاضبة "محبتي وتقديري للجهود الكبيرة التي تقدمها ، ولكن عملية ترك المخلصين لمسؤولياتهم قضية تبدو غير عقلية من وجهة نظر كل من يؤمن بما تكتبه ايها الصديق" وكاتبا كبيرا اخر كتب لي أيضا يقول"  صديقي الغالي د . حسين، نشكركم على روعة كتاباتكم ووعيكم المتميز للاحداث ، ولكني اختلف معكم اختلافا جذريا لما قرأته اليوم عن موضوع توقفكم عن الكتابة. هذا ليس طريقا عرفناه عنكم وعن امثالكم، ارجوا ان تعيدوا النظر بهذا القرار المتسرع. فنحن لا نريد ان تقر قلوب اعدؤنا ، بسبب انسحاب رجل وطني كأمثالكم من ساحة المعركة ضد الباطل . استمر معنا في مقاتلة اعداء شعبنا ايها الطيب".

    وأخ وصديق رائع اخر كتب لي يقول:" بوركت على هذه المقالات القيمة التي يسطرها قلمك وبرزانه جميلة وعمق  كبير. رجائي ان تعيدوا النظر بقرار توقفكم عن الكتابة ، فهذا ليس من شيمكم الوطنية التي عودتمنا عليها. نترقب منكم مقالا جديدا قريبا ان شاء الله"

    وأخ عزيز اخر ،ذكر في رسالته " بوركتم وبورك قلمكم الرصين ، لكن التخلي عن الكتابة يعني منح اعداء شعبنا جبهة قد تخلى عنها قلم وطني رصين ، فكيف لك ان ترضا بالتخلي عن دورك الوطني ، يا حسين حامد؟"

    وأخيرا ، هذه الرسالة الكريمة لأخ وصديق غال ، مفعمة بالمحبة قال فيها : "الاستاذ الفاضل والصديق الطيب حسين حامد ، تعجبني جدا روعة ما تسطرونه من كلمات وطنية تزدهر فيها المعاني الوفية لعراقنا الجريح. فحتى الاقلام المأجورة لاتستطيع الرد على ماتكتبه حتى وان كانوا بلا ضمير ... بوركت وبورك هذا النفس الاصيل والاخلاق العربية القيمة.... محبتي وشكري وتقديري".

    أيها الاحباء :
    الحمد لله وحده أن شهاداتكم الكريمة هذه والتي منحتم لنا من خلالها وسام فخر وطني يفرض علينا البقاء اوفياء وعند حسن ظنكم وكواحد منكم أيها الطيبون الرائعون . سأحمل روحي على راحتي مخلصا من اجل أن يعود هذا الوطن الغالي امنا وسعيدا ومعافى ، الى درجة أن نجد الخونة يتحسرون حينذاك على شرف اقتناءهم بقعة صغيرة من أرضه ، كقبور لهم فيه.

    شكري وتقديري لكلمات الوفاء المخلصة التي لم ولن أستطيع ان أعطيها حقها من الوفاء. دعائي لكم ولشعبنا بالخير والامان والسلامة.  ومن الله التوفيق..
    حماك الله يا عراقنا السامق... 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media